مارتينو يضع حدًا للشائعات ويستدعي ميسي للانضمام للمنتخب الأرجنتيني

«الساحر الصغير» يتلقى سيلاً من عبارات المديح والإشادة في ذكرى انطلاقته العاشرة مع منتخب التانغو

المقارنة بين أدائه مع برشلونة ومع منتخب الأرجنتين كادت تطيح بميسي من فريق التانغو («الشرق الأوسط»)
المقارنة بين أدائه مع برشلونة ومع منتخب الأرجنتين كادت تطيح بميسي من فريق التانغو («الشرق الأوسط»)
TT

مارتينو يضع حدًا للشائعات ويستدعي ميسي للانضمام للمنتخب الأرجنتيني

المقارنة بين أدائه مع برشلونة ومع منتخب الأرجنتين كادت تطيح بميسي من فريق التانغو («الشرق الأوسط»)
المقارنة بين أدائه مع برشلونة ومع منتخب الأرجنتين كادت تطيح بميسي من فريق التانغو («الشرق الأوسط»)

استدعى خيراردو مارتينو المدير الفني للمنتخب الأرجنتيني الـ23 لاعبا الذين حصدوا مركز الوصافة لفريقه في بطولة كوبا أميركا الماضية وعلى رأسهم النجم ليونيل ميسي، ليضع حدا للشائعات التي تكهنت بابتعاد نجم برشلونة مؤقتا عن المشاركة مع منتخب بلاده.
وقام مارتينو باستدعاء ميسي كما أكد من قبل، بالإضافة إلى كارلوس تيفيز استعدادا لمباراتي منتخب التانغو القادمتين أمام بوليفيا والمكسيك في أوائل الشهر المقبل بالولايات المتحدة. وتعرض ميسي لانتقادات واسعة عقب خسارة الأرجنتين بركلات الترجيح أمام تشيلي في نهائي بطولة كوبا أميركا الأخيرة، مما دفع الصحف المحلية الأرجنتينية بالتكهن بإمكانية اعتزال اللاعب الأسطوري دوليا أو ابتعاده لفترة عن اللعب بين صفوف المنتخب الوطني. وتواجه الأرجنتين في الرابع من الشهر القادم منتخب بوليفيا بولاية هيوستن الأميركية ثم تلاقي المكسيك في الثامن من الشهر نفسه بولاية دالاس. وتعد هاتان المباراتان التجربتين الأخيرتين للأرجنتين قبل الاصطدام بالإكوادور في الرابع من أكتوبر (تشرين الأول) المقبل في مستهل مشوار التانغو في تصفيات أميركا الجنوبية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2018 بروسيا.
من جانبه دافع فيرناندو غاغو لاعب وسط ميدان المنتخب الأرجنتيني لكرة القدم عن مواطنه وزميله بالفريق ميسي في ظل الانتقادات التي وجهت لنجم برشلونة الإسباني في الآونة الأخيرة. وقال نجم بوكا جونيورز: «لا أعرف ماذا يمكننا أن نطلب منه بعد كل هذا.. سنطلب منه أن في أي لحظة أن يحضر لنا الشمس». وتحدث غاغو عن هزيمة منتخب بلاده أمام تشيلي في نهائي بطولة كوبا أميركا الماضية قائلا: «تثور الانتقادات بشكل مبالغ فيه لأننا لم نحقق نتيجة ولكن الطريق إلى النهائي كان جيدا وأيضا في النهائي سنحت لنا فرصتان أو ثلاث للحسم ولكن النتيجة النهائية هي ما تثير الاهتمام». وأعرب غاغو في تصريحات لشبكة «إيه إس بي إن» التلفزيونية» وشبكة «أونو» الإذاعية عن مساندته لميسي أمام الانتقادات التي تلقاها بعد تلك الهزيمة وأكد أن قائد المنتخب الأرجنتيني لا يلعب أبدا بشكل سيئ: «إنه الأفضل في العالم.. عندما يخترق الخطوط والدفاعات يخلق فرصا حقيقة للتسجيل.. لقد أدى بطولة رائعة».
الغريب أنه وسط هذه الانتقادات تلقى الأسطورة ميسي الكثير من عبارات المديح والإشادة بعد أن أكمل أول من أمس الاثنين عامه العاشر بين صفوف المنتخب الأرجنتيني الأول لكرة القدم. وقالت صحيفة «أوليه» الأرجنتيني: «عقد من الزمان تحدثنا في الأرجنتين وما زلنا نتحدث عما يعتبر غير قابل للنقاش في أوروبا». وكانت المشاركة الأولى لميسي مع المنتخب الأرجنتيني بعيدة تماما عن البدايات «الحالمة»، حيث شارك نجم برشلونة مع منتخب بلاده للمرة الأولى في 17 أغسطس (آب) عام 2005 تحت قيادة المدير الفني آنذاك خوسيه بيكرمان في الشوط الثاني من المباراة الودية التي أقيمت في ذلك التاريخ بين منتخبي الأرجنتين والمجر بالعاصمة بودابست ولكن النجم الصاعد طرد بعد 47 ثانية فقط من دخوله إلى أرض الملعب. وأشارت صحيفة «لا ناسيون» إلى أن ميسي تألق ولمع طوال العقد الماضي مع المنتخب الأرجنتيني رغم الانتقادات التي تلقاها خلال بعض الفترات. وأضافت الصحيفة الأرجنتينية: «لقد شارك في ثلاث بطولات لكأس العالم ووصل إلى نهائي مونديال البرازيل 2014 عندما عاني كأي فرد من الجماهير الهزيمة صفر- 1 أمام ألمانيا حتى إنه امتعض لاختياره اللاعب الأفضل في البطولة».
وفاز ميسي بالميدالية الذهبية مع منتخب بلاده الأولمبي في دورة الألعاب الأولمبية 2008 ببكين، كما شارك في ثلاث نسخ من بطولة كوبا أميركا أعوام 2007 و2011 و2015 ووصل إلى المباراة النهائية مرتين. وتابعت «لا ناسيون»: «أرقامه الشخصية تدعم مسيرته التصاعدية: 46 هدفا في 103 مباريات، حيث لا يتفوق عليه في هذا الرقم إلا اللاعب السابق غابرييل باتيستوتا صاحب الـ56 هدفا». وأوضحت صحيفة «كلارين» أن النجم الأرجنتيني حقق انتصارات مع المنتخب الوطني بنسبة بلغت 59 في المائة ولكنه في كل مرة يلعب بقميص برشلونة ويبهر العالم ويفوز بالبطولات تبدأ الجماهير الأرجنتينية في طرح نفس الأسئلة: لماذا لا يسجل نفس الأهداف مع المنتخب؟ ولماذا لا يفوز بالنهائيات معه؟. ولمحت الصحيفة إلى أن التناقض بين مسيرة اللاعب في كلا الجانبين كبير: «لقد حقق 24 لقبا مع برشلونة، فيما حصد لقب الوصيف ثلاث مرات مع المنتخب.. لعب مع برشلونة 26 مباراة نهائية ففاز في 17 منها وسجل 22 هدفا ولكنه خاض ثلاث نهائيات مع المنتخب ولم يسجل في أي منها». وتابعت «كلارين»، التي أشارت إلى أن ميسي سيبلغ عامه الـ31 مع حلول مونديال روسيا: 2018 «ربما علينا الحديث عن عقد مهدر لأننا أخفقنا في العناية بميسي وتفجير طاقاته الهائلة كما فعل برشلونة».
وأجرت الصحيفة الأرجنتينية مقابلة مع اللاعب السابق خورخي فالدانو الفائز بلقب بطولة كأس العالم 1986 مع المنتخب الأرجنتيني، قال خلالها: «ميسي هو الأفضل في العالم وميسي المصاب هو ثاني أفضل اللاعبين.. لقد ولد ليلعب كرة القدم.. إنه عبقري القرن الـ21.. ربما يبدو للبعض أنه أصبح على أعتاب الاعتزال ولكنه لا يزال يبدأ في مرحلة النضج». ودافع فالدانو عن مواطنه ميسي بسبب الانتقادات التي وجهت له بعد خسارته نهائي مونديال البرازيل 2014 ونهائي بطولة كوبا أميركا الأخيرة. وقال المدرب ومدير الكرة السابق لنادي ريال مدريد الإسباني: «هذا الأمر يشعرني بالخزي.. نحن نتحدث عن اللاعب الأفضل في العالم وأحد أفضل اللاعبين على مر التاريخ.. العالم أجمع يستمتع به ونحن هنا نكيل له الاتهامات». وهكذا، انضم فالدانو في حملة الدفاع عن ميسي، للاعب كرة السلة إيمانويل خينبولي الذي أكد الأسبوع الماضي أن الانتقادات ستدمر ميسي، وقال أيضا: «ثم بعد ذلك سيهرعون إلى البكاء في الأركان لأن اللعنة ستصيبهم جميعا يوما ما».
وأعرب فالدانو عن قلقه من الغياب المحتمل لميسي عن المباريات المقبلة للمنتخب الأرجنتيني، في ظل الشائعات التي تثور حول إمكانية اعتزال نجم برشلونة الإسباني اللعب الدولي وذلك قبل أن يضع مدرب المنتخب الأرجنتيني مارتينو. وجاءت تصريحات فالدانو في إشارة لما قاله مارتينو الأسبوع الماضي عندما أكد أنه كان ليترك المنتخب لو كان في موقع ميسي. وقال مارتينو أنه ليس قلقا من عدم قبول ميسي الانضمام للمنتخب إذا ما دعي إلى ذلك ولكنه يرى أن هذا الأمر قد يتسبب له في إحباط كبير. وأشار مارتينو أيضا إلى أن قرار ميسي بعدم اللعب لصالح المنتخب سيكون مقبولا ومفهوما ولكن أحدا لم يخبر بشيء في هذا الصدد.
وفي معرض رده عن سؤال وجه له خلال مقابلة مع شبكة «فوكس سبورت» التلفزيونية حول ما إذا كان ليبتعد عن المنتخب لو كان في موقع ميسي، أجاب مارتينو قائلا: «منذ زمن بعيد». وأعرب فالدانو عن أمنيته بألا يشعر ميسي بالملل أو بالإرهاق النفسي: «أتمنى ألا يتسبب له هذا في غضب لا رجعة فيه».



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».