بعد مرور أكثر من شهرين ونصف على انطلاق عمليات تحرير الأنبار من تنظيم داعش، وصلت القوات الأمنية إلى مناطق داخل مدينة الرمادي، مركز المحافظة. ومع الأهمية الكبرى في نظر العراقيين بشكل عام والمنظومة العسكرية بشكل خاص لسرعة تحرير الرمادي يبرز السؤال: لماذا هذا التأخير في عملية استعادة المدينة؟
المتحدث الرسمي باسم قيادة العمليات المشتركة ووزارة الدفاع العراقية، العميد يحيى رسول، قال في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن «القوات الأمنية المشتركة تتقدم في عملية تحرير مدينة الرمادي حسب الخطط والأهداف المرسومة لها من قبل القيادة، وحاليًا وصلت قطعاتنا العسكرية من المحاور الأربعة للمدينة إلى أحياء ومناطق في داخلها». وأضاف رسول: «إن المحاور الأربعة لمدينة الرمادي وزعت بشكل مخطط له مسبقًا، إذ تسلمت قيادة عمليات الشرطة الاتحادية مسؤولية التقدم باتجاه المحور الشرقي للمدينة وتمكنت قواتها من تحرير مناطق شاسعة منها تل مشيهيدة والمضيق والبوابة الرئيسية الشرقية لمدينة الرمادي حتى وصلت إلى مناطق داخل المدينة عند منطقة السجارية وكلية الزراعة، أما في المحور الشمالي فإن قوات الجيش وقيادة عمليات الأنبار تتسلم المهام هناك، وتقدمت القطعات العسكرية في هذا المحور وحررت مناطق البو ذياب والبو فراج وقرى ومناطق مهمة حتى وصلت قواتنا إلى ساحة الاعتصامات السابقة، شمال المدينة، بعد أن سيطرت على طريق المرور السريع الرابط بين بغداد وعمان، وهو خط إمدادات رئيسي يستخدمه تنظيم داعش لنقل المسلحين والعتاد بين مناطق الرمادي، ثم توجهت قطعاتنا إلى تحرير قيادة عمليات الأنبار وهي الآن تقف على مسافة 1 كلم من مركز المدينة».
ويضيف رسول: «في المحور الجنوبي حققت قوات مكافحة الإرهاب انتصارات كبيرة بعد تحرير جامعة الأنبار والاتجاه صوب مناطق داخل المدينة وتحرير أحياء مهمة مثل حي التأميم وحي الملعب داخل وكذلك تحرير الشارع الحولي الذي يحيط بمدينة الرمادي ويربط جنوبها بشرقها وتحرير شارع 60 وسط المدينة وهي تقف الآن على مسافة قريبة جدًا من المجمع الحكومي، بينما تتقدم قطعاتنا التابعة لقيادة عمليات بابل التي تسلمت قيادة المحور الغربي لمدينة الرمادي وتمكنت من تحرير الخط الدولي السريع والتقدم نحو مدينة الرمادي من جهة الغرب والسيطرة على مناطق الملعب الأولمبي والسبعة كيلو والخمسة كيلو وتحرير مبنى مديرية مرور محافظة الأنبار وسايلو الحبوب وهي تقف الآن على مسافة 500 متر من ناظم الورار ومسافة كيلومتر واحد من سد الرمادي».
وأشار رسول إلى أن «عمليات تحرير مدينة الرمادي تسير بنجاح كبير رغم بطئها بسبب زرع تنظيم داعش عددا كبير جدًا من العبوات الناسفة في مناطق متفرقة كانت سببًا في عرقلة تقدم قواتنا».
من جانب آخر، أعلنت القوات الأمنية سيطرتها على مبنى محطة القطار غرب الرمادي. وقال مصدر أمني لـ«الشرق الأوسط» إن «القوات المشتركة كبدت مسلحي تنظيم داعش الذين كانوا يتمركزون داخل محطة الرمادي للسكك الحديد خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات بينما لاذ آخرون بالفرار إلى داخل المدينة، بينما تمركزت القوات الأمنية داخل المحطة ورفعت العلم العراقي فوق المبنى».
وفي الفلوجة شرق محافظة الأنبار، أكد مصدر أمني مقتل 17 جنديا عراقيا وإصابة 15 آخرين بهجوم شنه 3 انتحاريين من تنظيم داعش. وقال المصدر إن «الانتحاريين اقتربوا من أحد حواجز الجيش خارج مدينة الفلوجة وهم يقودون عربات عسكرية محملة بالمتفجرات، لتندلع بعد ذلك اشتباكات بين الطرفين».
في غضون ذلك، أعلن قائمقام قضاء حديثة، عبد الحكيم الجغيفي، عن مقتل وإصابة العشرات من عناصر تنظيم داعش بقصف استهدف رتلا للتنظيم. وقال الجغيفي في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن «الطيران الحربي للتحالف الدولي والعراقي تمكنا من قصف رتل تابع لـ(داعش) في منطقة الريحانة غرب حديثة، ما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات من عناصر التنظيم». وأضاف الجغيفي أن «قوة من الجيش التابعة لقيادة عمليات الجزيرة والبادية وبمساندة مقاتلي العشائر شاركوا الطيران في استهداف الرتل من خلال الأسلحة الموجهة كقذائف الهاون والصواريخ وكبدتهم خسائر جسيمة».
متحدث عسكري عراقي: قواتنا تتقدم نحو وسط الرمادي من 4 محاور
عزا التأخير في تحرير المدينة إلى العبوات الناسفة التي زرعها «داعش»
متحدث عسكري عراقي: قواتنا تتقدم نحو وسط الرمادي من 4 محاور
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة