الضغط الجماهيري يحصن العبادي من احتجاجات شركاء ألغيت وزاراتهم

مدير مكتبه الإعلامي: المعيار مهني صرف

حيدر العبادي ينتظر في 9 سبتمبر (أيلول) 2014 وصول أعضاء حكومته التي كان قد شكلها توا إلى البرلمان لأداء اليمين الدستورية وهي ذات الحكومة التي قرر أول من أمس إلغاء ثلث مناصبها (إ.ب.أ)
حيدر العبادي ينتظر في 9 سبتمبر (أيلول) 2014 وصول أعضاء حكومته التي كان قد شكلها توا إلى البرلمان لأداء اليمين الدستورية وهي ذات الحكومة التي قرر أول من أمس إلغاء ثلث مناصبها (إ.ب.أ)
TT

الضغط الجماهيري يحصن العبادي من احتجاجات شركاء ألغيت وزاراتهم

حيدر العبادي ينتظر في 9 سبتمبر (أيلول) 2014 وصول أعضاء حكومته التي كان قد شكلها توا إلى البرلمان لأداء اليمين الدستورية وهي ذات الحكومة التي قرر أول من أمس إلغاء ثلث مناصبها (إ.ب.أ)
حيدر العبادي ينتظر في 9 سبتمبر (أيلول) 2014 وصول أعضاء حكومته التي كان قد شكلها توا إلى البرلمان لأداء اليمين الدستورية وهي ذات الحكومة التي قرر أول من أمس إلغاء ثلث مناصبها (إ.ب.أ)

في حين يتوقع أن يتخذ رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي حزمة جديدة من الإصلاحات خلال جلسة مجلس الوزراء اليوم الثلاثاء، فإن القرار الذي اتخذه مساء أول من أمس بإلغاء ودمج عدد من الوزارات بالإضافة إلى إلغاء مناصب نوابه الثلاثة وتقليص الكابينة الوزارية من 33 إلى 22 وزيرا، لم يواجه احتجاجات من أي من الشركاء السياسيين ممن شمل كتلهم إلغاء وزاراتهم.
وبينما حظيت هذه الحزمة من الإصلاحات بقبول حذر من النشطاء المدنيين ممن بدأوا يوجهون رسائل تحذير إلى العبادي بسبب بطئه في عملية الإصلاح وعدم ارتفاعه إلى مستوى ما يحظى به من دعم جماهيري، فإنه، وطبقا لما أعلنه مدير المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة سعد الحديثي في حديث لـ«الشرق الأوسط»، «من المتوقع أن تكون هناك حزمة جديدة من الإصلاحات المتوقع الإعلان عنها خلال جلسة مجلس الوزراء (اليوم) تشمل أمورا أخرى في سياق عمل الدولة وبما يرتفع بالأداء الحكومي إلى مستويات فاعلة».
وأضاف الحديثي أن «مسألة إلغاء ودمج عدد من الوزارات تمت بناء على توصيات من قبل لجنة فنية متخصصة بالترشيق الحكومي في ما يتعلق بالوزارات المتداخلة أو المتقاربة بعضها مع بعض، حيث أوصت اللجنة بأن تتم عملية الدمج أو الإلغاء بعيدا عن أي اعتبارات أخرى، لأن قضية الإصلاح باتت هي الأهم، والتي ينادي بها الجميع». وأشار إلى أنه «تم بموجب هذا القرار ضمان أن يكون هناك تداخل وتغطية لعمل الوزارات الملغاة من قبل الوزارات التي دمجت فيها». وبشأن ما إذا كانت قد تمت مراعاة التوافق السياسي المعمول به في العراق، قال الحديثي: «من حيث المبدأ، تمت عملية الدمج والإلغاء طبقا لأسس فنية بحتة، ولكن مراعاة مبدأ التوافق حصلت تقريبا بشكل تلقائي، لأن الوزارات المشمولة تنتمي إلى كل الكتل تقريبا، فبالتالي ليس هناك غبن وقع على جهة دون أخرى، بالإضافة إلى أن عملية الإصلاح تحولت إلى مطلب جماهيري ضاغط، وهناك حزم أخرى وفي مجالات مختلفة مثل الهيئات المستقلة أو غيرها، وقد يحصل نوع من التوازن أو مراعاة بعض الجوانب».
وفي هذا السياق، وجد بعض النشطاء المدنيين أن عملية دمج وإلغاء وزارات تشمل جزءا بسيطا مما نادت به المظاهرات، وهو ما يتطلب إجراءات أكثر جذرية. وقال الناشط المدني صادق حسين لـ«الشرق الأوسط» إن «هذه الإجراءات كان يجب اتخاذها قبل المظاهرات أصلا، وهي جزء مما كانت تطالب به بعض الكتل، حتى ولو كان من باب المزايدات»، مشيرا إلى أن «عملية الإصلاح المطلوبة أعم بكثير مما يجري حتى الآن؛ حيث إننا ما زلنا نرى أن رئيس الوزراء لم يتمكن بعد من قطع خطوات كبيرة تخالف تماما إرادات الكتل السياسية التي وإن كانت تؤيد ما يحصل من باب ركوب الموجة الجماهيرية، فإنها تضغط من جانب آخر من خلال الدستور والقوانين». وأشار إلى أن «سقف المظاهرات لن ينخفض، لأننا نطالب بإصلاح حقيقي؛ بدءا من إحالة الفاسدين إلى القضاء، وصولا إلى إصلاح القضاء نفسه، والإلغاء العملي لمنصب نواب رئيس الجمهورية وعدم تمييع الأمر من خلال الإبقاء على نائب واحد، فهذا مرفوض تماما».
وكان نائب رئيس الجمهورية المقال أسامة النجيفي أول مؤيدي دمج وإلغاء الوزارات. وقال ائتلافه «متحدون» في بيان أمس تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، إن «النجيفي تلقى اتصالا هاتفيا من العبادي أعلن خلاله النجيفي دعمه وتأييده للقرارات الإصلاحية التي اتخذها العبادي المتعلقة بإلغاء بعض الوزارات ودمج أخرى». وأضاف البيان أن «الترشيق الوزاري إجراء مطابق للدستور والقوانين النافذة، ويتيح فرصا حقيقية لمزيد من النشاط والفاعلية مع تقليل الروتين، ويعمل على تفعيل سياقات الدولة بطريقة صحيحة، وائتلاف (متحدون) للإصلاح يدعم هذا التوجه انطلاقا من أهدافه في خدمة المواطنين».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».