مقتل 5 لـ«حزب الله» في الزبداني.. والفصائل تقصف كفريا والفوعة

قوات النظام تنفذ حملة اعتقال لمواطنين وسط العاصمة

مقتل 5 لـ«حزب الله» في الزبداني.. والفصائل تقصف كفريا والفوعة
TT

مقتل 5 لـ«حزب الله» في الزبداني.. والفصائل تقصف كفريا والفوعة

مقتل 5 لـ«حزب الله» في الزبداني.. والفصائل تقصف كفريا والفوعة

بقيت المواجهات العسكرية في مدينة الزبداني بين «حزب الله» والفرقة الرابعة في الجيش السوري النظامي والميليشيات المسلّحة الداعمة لهما من جهة، وفصائل المعارضة المسلحة من جهة أخرى على سخونتها، وقد أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن «حزب الله اللبناني وقوات النظام سجلا بعض التقدم الميداني والسيطرة على عدد من المباني تحت نار غطاء جوي من خلال إلقاء المروحيات براميل متفجرة على مناطق سيطرة المعارضة القريبة من نقاط الاشتباكات، وقصف مدفعي وصاروخي كثيف».
في وقت كشف موقع «أخبار سوريا» المعارض، أن «خمسة قتلى من عناصر حزب الله وآخر من ميليشيا الدفاع الوطني، سقطوا إثر تجدد الاشتباكات في مدينة الزبداني الخاضعة لسيطرة المعارضة، والتي تحاول القوات النظامية اقتحامها منذ نحو شهر ونصف، في حين لقي عنصران من فصائل المعارضة مصرعهما خلال الاشتباكات العنيفة التي استمرت على محاور عدة من المدينة، أبرزها السلطاني وشارعا بقين وبردى والحارة الغربية، إثر محاولة عناصر القوات النظامية وحزب الله التقدم، بعد فشل الهدنة التي استمرت 3 أيام بين الطرفين». وأشار الموقع إلى أن «الاشتباكات تزامنت مع قصف مكثف على المدينة بأكثر من عشرين برميلاً متفجرًا وعشرات قذائف المدفعية والصواريخ، فضلاً عن غارات طيران الميغ على منطقة البلد والسهل، فيما سجل استخدام القوات النظامية لكاسحات ألغام جديدة على محاور الاشتباكات».
وردت المعارضة السورية على تصعيد النظام و«حزب الله» في الزبداني بقصف عنيف على بلدتي الفوعا وكفريا في محافظة إدلب، ما أدى إلى سقوط عدد من القتلى. وأفادت مصادر ميدانية، أن «خمسة من عناصر قوات الدفاع الوطني والمسلحين الموالين للنظام من اللجان في بلدتي كفريا والفوعة اللتين يقطنهما سوريون من الطائفة الشيعية، قضوا في اشتباكات مع جبهة النصرة والفصائل الإسلامية في محيط البلدتين، اللتين تشهدان منذ صباح السبت الماضي، قصفًا بعشرات القذائف من قبل الفصائل، بعد 3 أيام من وقف إطلاق النار الذي بدأ صباح يوم الأربعاء الفائت». وأكدت المصادر أن «محيط بلدتي كفريا والفوعة شهد اشتباكات عنيفة بين قوات الدفاع الوطني واللجان الشعبية المدربة على يد قادة مجموعات من حزب الله اللبناني من جهة وجبهة النصرة وجند الأقصى والفصائل الإسلامية الأخرى، لا سيما في منطقة الصواغية القريبة جدًا من الفوعة، وترافق ذلك مع قصف الطيران الحربي لمناطق الاشتباكات».
أما في مدينة اللاذقية، فقد ارتفع عدد القتلى إلى خمسة قضوا جراء سقوط صواريخ على مناطق بالقرب من كراج البولمان وطريق الحرش وأماكن أخرى في مدينة اللاذقية». وتحدث ناشطون عن «إمكان ارتفاع عدد القتلى بسبب وجود جرحى في حالات خطرة». في حين جددت قوات النظام قصفها لمناطق في قرى ناحية كنسبا، ومناطق أخرى في ناحية ربيعة في ريف اللاذقية الشمالي، بالتزامن مع سقوط قذائف على مواقع عدة في منطقة البهلولية الخاضعة لسيطرة قوات النظام في ريف اللاذقية الشمالي اقتصرت أضرارها على الماديات.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.