تدريبات إسرائيلية على احتلال جزء آخر من الجولان.. وانسحاب الجيش السوري لصالح حزب الله والحرس الثوري

جنرال كبير: الإيرانيون يستغلون حدود الجولان للمبادرة بعمليات ضد إسرائيل

وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر يتحدث إلى مسؤولين في الجيش الإسرائيلي قرب مستوطنة كريات شمونة شمال إسرائيل أمس، ضمن زيارته الرسمية للترويج للاتفاق النووي مع إيران (أ.ف.ب)
وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر يتحدث إلى مسؤولين في الجيش الإسرائيلي قرب مستوطنة كريات شمونة شمال إسرائيل أمس، ضمن زيارته الرسمية للترويج للاتفاق النووي مع إيران (أ.ف.ب)
TT

تدريبات إسرائيلية على احتلال جزء آخر من الجولان.. وانسحاب الجيش السوري لصالح حزب الله والحرس الثوري

وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر يتحدث إلى مسؤولين في الجيش الإسرائيلي قرب مستوطنة كريات شمونة شمال إسرائيل أمس، ضمن زيارته الرسمية للترويج للاتفاق النووي مع إيران (أ.ف.ب)
وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر يتحدث إلى مسؤولين في الجيش الإسرائيلي قرب مستوطنة كريات شمونة شمال إسرائيل أمس، ضمن زيارته الرسمية للترويج للاتفاق النووي مع إيران (أ.ف.ب)

في الوقت الذي اعترفت فيه إسرائيل بشكل غير مباشر أنها تقف وراء عملية التصفيات لمجموعات مسلحين في الجهة الشرقية من هضبة الجولان، كشف النقاب عن تدريبات للجيش الإسرائيلي تمت في نهاية الأسبوع تحاكي سيناريو احتلال جزء آخر من الأراضي السورية. وادعت أوساط إسرائيلية أن الجيش السوري سحب في الشهور الأخيرة أكثر من نصف قواته من الجولان، وأن قوات من حزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني حلت محلها.
وقال ضابط كبير في كتيبة «الجولان» في الجيش الإسرائيلي، للمراسلين الصحافيين، أمس، إن الإيرانيين يستغلون حدود هضبة الجولان للمبادرة إلى عمليات ضد إسرائيل، وإن مئات نشطاء حزب الله يعملون في الجولان السوري بإشراف ضباط الحرس الثوري الإيراني، الذين وقفوا وراء محاولة زرع لغم على السياج الحدودي في أبريل (نيسان) الماضي. وحسب هذا الضابط، فقد قامت الخلية بزرع ألغام في ثلاث نقاط يفصل بين كل منها بين 15 و20 مترا، وتم زرعها بطريقة حزب الله الكلاسيكية، ولو كانت هذه العبوات قد انفجرت وأصابت القوات الإسرائيلية لكانت قد سببت خسائر كبيرة.
وقال الضابط: «من الواضح أن إيران وقفت وراء كل العمليات الإرهابية التي وقعت هنا في العامين الأخيرين، وتوجد بصمات لها على الوسائل الحربية وعلى طرق التوجيه. توجد هنا يد موجهة بشكل واضح. الإيرانيون يستغلون الحدود. إنهم يقيمون الخلايا من أجل تنفيذ العمليات». وحسب قيادة اللواء الشمالي فإن هناك عدة خلايا تنشط في منطقة الجولان لتنظيم عمليات، سواء من قبل الأسير الدرزي اللبناني المحرر، سمير قنطار، أو من قبل مصطفى مغنية، شقيق جهاد مغنية الذي ذكرت وسائل إعلام أجنبية أن إسرائيل اغتالته في يناير (كانون الثاني) الماضي. مع ذلك يعتقد الجهاز الأمني الإسرائيلي أنه على الرغم من هذه المحاولات فإن حزب الله والتنظيمات الجهادية الناشطة في المنطقة ليست معنية بالتصعيد على الحدود.
وتطرق ضابط كبير في قيادة الجبهة الشمالية في الجيش الإسرائيلي إلى تنظيم داعش، فقلل من خطره على إسرائيل من الناحية الاستراتيجية. وقال إن الحديث لا يدور عن «تهديد عسكري جدي»، وإنه «لا يختلف عن التهديدات الأخرى». وأضاف أن القدرات العسكرية لتنظيم داعش ليست استراتيجية، ولكنه في الوقت نفسه قال: «هناك خطر جديد من (داعش) يتمثل في تمكنه من الحصول على سلاح كيماوي وحصوله على خبرات في الاستعمال، إذ تم استخدامه مؤخرا في معارك (داعش) ضد الأكراد، فقد اتضح أن الجيش السوري خدع العالم ولم يدمر كل أسلحته الكيماوية. وقسم من هذه الأسلحة وقع بأيدي (داعش)». وأضاف: «صحيح أن استخدام هذا السلاح ضد إسرائيل هو احتمال ضعيف، ولكننا نأخذه في الاعتبار في تدريباتنا».
وذكر الضابط أن الجيش يتعامل مع الساحتين السورية واللبنانية بذات الأهمية، ويرى أن تنظيم داعش هو الأكثر «حيوية» في الساحة ويتقدم بمراحل لتحقيق أهدافه، بينما تراجع حجم الجيش السوري في السنوات الأخيرة إلى النصف لجهة حجم القوى البشرية، ولم يعد يشكل خطرا على إسرائيل. ووفق تقديرات الجيش الإسرائيلي فإن حزب الله خسر ما بين ألف إلى ألف ومائتي مقاتل في سوريا، وإنه يقوم بنقل قواته من جنوب لبنان إلى سوريا، في موازاة توثيق علاقاته مؤخرا مع الجيش اللبناني، إذ لم تستبعد المصادر أن يتعاونا معا في أي مواجهة محتملة مع إسرائيل. كما تطرقت المصادر إلى مواقع استخراج الغاز الطبيعي قبالة سواحل البحر المتوسط، وقالت: «إن حزب الله يرى فيها أهدافا مشروعة».
من جهة ثانية، كشفت «القناة الثانية» للتلفزيون أن الجيش الإسرائيلي أجرى تدريبا عسكريا واسع النطاق في هضبة الجولان، الأسبوع الماضي، يحاكي اجتياحا بريا محدودا في الأراضي السورية، بهدف الرد على هجمات صاروخية مكثفة من الأراضي السورية باتجاه الجولان تنفذها تنظيمات متطرفة. وقالت القناة الثانية الإسرائيلية إن هذا التدريب والسيناريو الذي يحاكيه يأتي في أعقاب تصاعد قوة جهات إسلامية متطرفة في سوريا وعلى ضوء تقديرات بأن الهدوء عند خط وقف إطلاق في الجولان قابل للتغير في أية لحظة.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.