في الوقت الذي اعترفت فيه إسرائيل بشكل غير مباشر أنها تقف وراء عملية التصفيات لمجموعات مسلحين في الجهة الشرقية من هضبة الجولان، كشف النقاب عن تدريبات للجيش الإسرائيلي تمت في نهاية الأسبوع تحاكي سيناريو احتلال جزء آخر من الأراضي السورية. وادعت أوساط إسرائيلية أن الجيش السوري سحب في الشهور الأخيرة أكثر من نصف قواته من الجولان، وأن قوات من حزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني حلت محلها.
وقال ضابط كبير في كتيبة «الجولان» في الجيش الإسرائيلي، للمراسلين الصحافيين، أمس، إن الإيرانيين يستغلون حدود هضبة الجولان للمبادرة إلى عمليات ضد إسرائيل، وإن مئات نشطاء حزب الله يعملون في الجولان السوري بإشراف ضباط الحرس الثوري الإيراني، الذين وقفوا وراء محاولة زرع لغم على السياج الحدودي في أبريل (نيسان) الماضي. وحسب هذا الضابط، فقد قامت الخلية بزرع ألغام في ثلاث نقاط يفصل بين كل منها بين 15 و20 مترا، وتم زرعها بطريقة حزب الله الكلاسيكية، ولو كانت هذه العبوات قد انفجرت وأصابت القوات الإسرائيلية لكانت قد سببت خسائر كبيرة.
وقال الضابط: «من الواضح أن إيران وقفت وراء كل العمليات الإرهابية التي وقعت هنا في العامين الأخيرين، وتوجد بصمات لها على الوسائل الحربية وعلى طرق التوجيه. توجد هنا يد موجهة بشكل واضح. الإيرانيون يستغلون الحدود. إنهم يقيمون الخلايا من أجل تنفيذ العمليات». وحسب قيادة اللواء الشمالي فإن هناك عدة خلايا تنشط في منطقة الجولان لتنظيم عمليات، سواء من قبل الأسير الدرزي اللبناني المحرر، سمير قنطار، أو من قبل مصطفى مغنية، شقيق جهاد مغنية الذي ذكرت وسائل إعلام أجنبية أن إسرائيل اغتالته في يناير (كانون الثاني) الماضي. مع ذلك يعتقد الجهاز الأمني الإسرائيلي أنه على الرغم من هذه المحاولات فإن حزب الله والتنظيمات الجهادية الناشطة في المنطقة ليست معنية بالتصعيد على الحدود.
وتطرق ضابط كبير في قيادة الجبهة الشمالية في الجيش الإسرائيلي إلى تنظيم داعش، فقلل من خطره على إسرائيل من الناحية الاستراتيجية. وقال إن الحديث لا يدور عن «تهديد عسكري جدي»، وإنه «لا يختلف عن التهديدات الأخرى». وأضاف أن القدرات العسكرية لتنظيم داعش ليست استراتيجية، ولكنه في الوقت نفسه قال: «هناك خطر جديد من (داعش) يتمثل في تمكنه من الحصول على سلاح كيماوي وحصوله على خبرات في الاستعمال، إذ تم استخدامه مؤخرا في معارك (داعش) ضد الأكراد، فقد اتضح أن الجيش السوري خدع العالم ولم يدمر كل أسلحته الكيماوية. وقسم من هذه الأسلحة وقع بأيدي (داعش)». وأضاف: «صحيح أن استخدام هذا السلاح ضد إسرائيل هو احتمال ضعيف، ولكننا نأخذه في الاعتبار في تدريباتنا».
وذكر الضابط أن الجيش يتعامل مع الساحتين السورية واللبنانية بذات الأهمية، ويرى أن تنظيم داعش هو الأكثر «حيوية» في الساحة ويتقدم بمراحل لتحقيق أهدافه، بينما تراجع حجم الجيش السوري في السنوات الأخيرة إلى النصف لجهة حجم القوى البشرية، ولم يعد يشكل خطرا على إسرائيل. ووفق تقديرات الجيش الإسرائيلي فإن حزب الله خسر ما بين ألف إلى ألف ومائتي مقاتل في سوريا، وإنه يقوم بنقل قواته من جنوب لبنان إلى سوريا، في موازاة توثيق علاقاته مؤخرا مع الجيش اللبناني، إذ لم تستبعد المصادر أن يتعاونا معا في أي مواجهة محتملة مع إسرائيل. كما تطرقت المصادر إلى مواقع استخراج الغاز الطبيعي قبالة سواحل البحر المتوسط، وقالت: «إن حزب الله يرى فيها أهدافا مشروعة».
من جهة ثانية، كشفت «القناة الثانية» للتلفزيون أن الجيش الإسرائيلي أجرى تدريبا عسكريا واسع النطاق في هضبة الجولان، الأسبوع الماضي، يحاكي اجتياحا بريا محدودا في الأراضي السورية، بهدف الرد على هجمات صاروخية مكثفة من الأراضي السورية باتجاه الجولان تنفذها تنظيمات متطرفة. وقالت القناة الثانية الإسرائيلية إن هذا التدريب والسيناريو الذي يحاكيه يأتي في أعقاب تصاعد قوة جهات إسلامية متطرفة في سوريا وعلى ضوء تقديرات بأن الهدوء عند خط وقف إطلاق في الجولان قابل للتغير في أية لحظة.
تدريبات إسرائيلية على احتلال جزء آخر من الجولان.. وانسحاب الجيش السوري لصالح حزب الله والحرس الثوري
جنرال كبير: الإيرانيون يستغلون حدود الجولان للمبادرة بعمليات ضد إسرائيل
تدريبات إسرائيلية على احتلال جزء آخر من الجولان.. وانسحاب الجيش السوري لصالح حزب الله والحرس الثوري
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة