بارزاني يدعو كل أحزاب كردستان إلى اجتماع لتجاوز أزمة الرئاسة

طلب عقده قبل انتهاء ولايته الخميس المقبل

بارزاني يدعو كل أحزاب كردستان إلى اجتماع لتجاوز أزمة الرئاسة
TT

بارزاني يدعو كل أحزاب كردستان إلى اجتماع لتجاوز أزمة الرئاسة

بارزاني يدعو كل أحزاب كردستان إلى اجتماع لتجاوز أزمة الرئاسة

دعا رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، أمس، كل القوى والأطراف السياسية في إقليم كردستان إلى عقد اجتماع موسع للتوصل إلى حل لأزمة الرئاسة التي يمر بها الإقليم بحلول الأربعاء المقبل، آخر أيام ولايته الحالية، بينما يؤكد حزبه «الديمقراطي الكردستاني» أن عدم التوصل إلى أي حل قبل هذا التاريخ لن يؤدي إلى أي فراغ قانوني في الإقليم لأن الرئيس موجود. وقال بارزاني في بيان أمس إنه «من أجل الخروج من الأزمة التي تواجه الإقليم، أطالب جميع الأحزاب المشاركة في الحكومة والبرلمان والمجازة رسميا بأن تجتمع قبل 20 أغسطس (آب) الحالي، لتخرج بقرار يصب في المصلحة العامة للبلد، وليكن قرارا نهائيا ينهي هذه الأزمة وينفذ». ووجه بارزاني ديوان رئاسة الإقليم باتخاذ الترتيبات اللازمة لعقد هذا الاجتماع.
وبالتزامن مع بيان رئيس الإقليم، شهد المقر الرئيسي لحركة التغيير في مدينة السليمانية أمس اجتماعا ثلاثيا بين المنسق العام للحركة نوشيروان مصطفى، ونائب الأمين العام للاتحاد الوطني الكردستاني كوسرت رسول، وأمير الجماعة الإسلامية علي بابير. وعقب انتهاء الاجتماع قال كوسرت رسول في تصريح للصحافيين إن «الأوضاع السياسية في إقليم كردستان معقدة وحساسة، لذا يجب على الأطراف السياسية أن تجتمع حول طاولة الحوار لحل مسألة رئاسة الإقليم بالتوافق، وعلى الحزب الديمقراطي الكردستاني تقديم مشروعه حول تعديل قانون رئاسة الإقليم».
بدوره، قال النائب عن الحزب الديمقراطي الكردستاني، شوان أحمد، لـ«الشرق الأوسط»، إن بارزاني «سيلتزم بأي قرار يصدر لحل مسألة رئاسة الإقليم في الاجتماع الموسع للأطراف السياسية الذي دعا إليه، وبيان الرئيس جاء في الوقت المناسب ويعتبر بيانا مهما، وستكون له انعكاسات إيجابية، ونتمنى أن تصل الأطراف الكردستانية إلى نتيجة بهذا الشأن». وعن السيناريو المحتمل في حال عدم توصل الأطراف إلى أي حل قبل 20 أغسطس الحالي، بين أحمد أنه «بحسب قانون رئاسة الإقليم لن يحصل أي خلو في هذه الحالة لأن الرئيس موجود، لذا سيستمر في منصبه لحين التوصل إلى توافق بهذا الشأن».
في غضون ذلك، سلم 49 نائبا من الأحزاب الأربعة (الاتحاد الوطني الكردستاني وحركة التغيير والاتحاد الإسلامي والجماعة الإسلامية) مذكرة إلى رئاسة البرلمان، طالبوا خلالها بعقد جلسة استثنائية لبرلمان الإقليم. وقال طارق جوهر، المستشار الإعلامي لرئاسة برلمان الإقليم، لـ«الشرق الأوسط»، إنه «بحسب النظام الداخلي لبرلمان الإقليم تعقد الجلسة الاستثنائية بطلب من ثلث أعضاء البرلمان أو بدعوة رسمية من رئيس البرلمان أو بطلب رسمي من مجلس وزراء الإقليم».
من جهته، قال المتحدث الرسمي لـ«الجماعة الإسلامية» في إقليم كردستان، ريبوار محمد خضر: «نحن في الجماعة الإسلامية نرى أنه لا يجوز لأي طرف من الأطراف السياسية في الإقليم فرض مشروعه الخاص برئاسة الإقليم على الأطراف الأخرى، ويجب على كل طرف من هذه الأطراف تقديم بعض التنازلات، واجتماعات أمير الجماعة علي بابير مع الأطراف السياسية ركزت على مدى استعداد هذه الأطراف، بما فيها الجماعة الإسلامية، للتنازل عن قسم من مطالبها، لكي نصل إلى نتيجة إيجابية قبل 20 أغسطس».
وأضاف خضر: «إذا لم تصل الأطراف السياسية إلى نتيجة قبل الموعد المحدد، حينها يجب على البرلمان أن يخطو خطوته في هذا الإطار، أما بالنسبة لقرارنا فهو واضح، فالجماعة تؤيد كل خطوة مشتركة من قبل الأطراف الكردستانية خارج البرلمان للتوصل إلى توافق للخروج من الأزمة الحالية، أما في حالة عدم التوصل إلى هذا التوافق فالجماعة الإسلامية ستشارك في جلسة برلمان الإقليم لتعديل قانون رئاسة الإقليم».
وفي السياق ذاته، أكد النائب عن كتلة التغيير في برلمان الإقليم، شيركو محمد أمين، أنه «إذا لم تصل الأطراف السياسية لحل لمسألة رئاسة الإقليم قبل الموعد المحدد فلن يحدث أي شيء كما يتوقع الناس في أكثر الأحيان، لأن هناك برلمان الإقليم وحكومة الإقليم وقانون رئاسة الإقليم، الذي عالج كل هذه الأمور، ويجب علينا نحن البرلمانيين أن ننفذ الواجبات القانونية الملقاة على عاتقنا، ونحن في حركة التغيير نؤيد أن يكون برلمان الإقليم هو المرجع لحل هذه المسألة».



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.