بدأت قمة رباعية مصغرة لدول جوار جنوب السودان ضمت الرئيس السوداني عمر البشير الذي وصل أديس أبابا أمس لإنقاذ عملية السلام الحالية بين طرفي النزاع في هذا البلد الذي استقل حديثًا.
وتشارك دول: السودان، أوغندا وكينيا، إلى جانب جنوب السودان، برعاية الهيئة الحكومية للتنمية في دول شرق أفريقيا (إيقاد). ويشارك نائب رئيس جنوب السودان جيمس واني إيقا في القمة بعد أن رفض سلفا كير الحضور إليها، في وقت أكدت جوبا أن وفدها لم ينسحب وأن كير استدعى رئيس الوفد نيال دينق نيال للتشاور معه.
في غضون ذلك رفض فريق الوساطة التابع للهيئة الحكومية للتنمية في دول شرق أفريقيا (الإيقاد) تمديد المحادثات بين طرفي النزاع في جنوب السودان عن المهلة المحددة لها في 17 من الشهر الحالي للتوقيع على وثيقة اتفاق السلام التي أعدتها الوساطة مع الشركاء الدوليين والإقليميين، وشددت الوساطة على أن الموعد التي حددته يعتبر نهائيًا ولا رجعة فيه، بينما يطالب طرفا النزاع بإعطاء مزيد من الوقت للتفاوض، في وقت أكدت جوبا أن نائب رئيس البلاد جيمش واني إيقا سيشارك في قمة الإيقاد التي يتوقع أن تبدأ غدًا (الأحد)، وأكدت أن وفدها لديه التفويض الكامل لمناقشة كل القضايا، وقد أربكت التعديلات التي اقترحها الرئيس الأوغندي يوري موسيفني خلال القمة التي عقدها في بلاده الأسبوع الماضي عملية التفاوض.
وقال وزير الخارجية في جنوب السودان برنابا مريال بنجامين لـ«الشرق الأوسط» إن «نائب رئيس البلاد جيمس واني ايقا سيشارك في القمة، التي يتوقع أن تنعقد الأحد»، مؤكدًا أن وفد حكومته ما زال موجودًا في أديس أبابا ويواصل المحادثات مع المتمردين، وقال «لم ننسحب من المحادثات وكل ما في الأمر أن الرئيس سلفا كير استدعى رئيس الوفد نيال دينق نيال للتشاور حول آخر تطورات عملية السلام والمفاوضات الحالية لكن وفدنا موجود الآن في أديس أبابا وما زال يواصل الحوار»، وأوضح أن قمة الرؤساء التي انعقدت في عنتيبي نهاية الأسبوع الماضي أكدت أنها ستعمل على إدراج تعديلات كثيرة وإجراء تغييرات في مسودة الاتفاق الذي دفعت به وساطة الإيقاد للطرفين، مضيفًا أن «الرئيس سلفا كير ميارديت لن يدخل في مفاوضات جديدة مع زعيم المتمردين رياك مشار وأن الوفد الحكومي لديه التفويض الكامل»، مشددًا على أن حكومته جادة في عملية السلام وإنهاء النزاع، وتابع «لن يذهب الرئيس سلفا كير للحوار مرة أخرى مع مشار وإذا توصل وفدا التفاوض إلى اتفاق وقتها يمكن أن يذهب الرئيس للتوقيع فقط».
وكشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» أن الرئيس الأوغندي يوري موسيفني قد انتقد مسودة الاتفاق التي قدمتها الوساطة خلال القمة التي عقدها في عنتيبي الأسبوع الماضي التي ضمت إلى جانبه الرئيس الكيني أوهورو كنياتا ورئيس الوزراء الإثيوبي هايلي مريام ديسالين إضافة إلى وزير الخارجية السوداني إبراهيم غندور الذي أناب عن رئيس بلاده عمر البشير، وقالت المصادر إن موسيفني وصف أمام القمة أن المسودة مقدمة من (الرجل الأبيض) وليس مقترحًا أفريقيًا، في إشارة إلى الشركاء الدوليين من دول الترويكا (الولايات المتحدة، بريطانيا والنرويج) إضافة إلى الاتحاد الأوروبي، وأوضحت المصادر أن رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت هو من طلب من موسيفني إدخال تعديلات على مسودة الإيقاد التي يفترض أن يتم التوقيع عليها الاثنين المقبل.
وقالت المصادر إن جوبا طلبت تمديد المحادثات لإعطاء طرفي النزاع فرصة إضافية لإجراء مفاوضات مباشرة حول التعديلات الجديدة، وقد أدخل الوسطاء التعديلات التي اقترحتها قمة عنتيبي مما أربك عملية التفاوض برمتها – بحسب ما تقول مصادر المعارضة – خاصة في تقاسم السلطة في ثلاث ولايات وهي (أعالي النيل، الوحدة وجونقلي) وقد أعطت مسودة الاتفاق (53) في المائة للمعارضة، وتحتضن هذه الولايات حقول النفط أكبر مصادر الدخل في هذه الدولة، وتم إجراء تعديلات أخرى تتعلق بالترتيبات الأمنية وتراجعت الإيقاد عن مقترحها السابق بأن تصبح جوبا منزوعة السلاح من طرفي النزاع.
من جهته شدد رئيس فريق وسطاء الإيقاد السفير الإثيوبي سيوم مسفن على أن 17 من الشهر الحالي هو الموعد النهائي لطرفي النزاع في جنوب السودان ليوقعا على مسودة اتفاق السلام، وقال للصحافيين «لن يكون هناك أي تمديد جديد وتم إبلاغ رئيسي الوفدين لن يتركوا مقر المحادثات 17 من أغسطس (آب) دون توقيع اتفاق السلام النهائي وسيحضر رؤساء دول الإيقاد هنا في أديس أبابا ليكونوا شهودًا على توقيع اتفاق السلام النهائي لجنوب السودان»، داعيًا قيادة الطرفين إلى التحلي بالشجاعة والإرادة السياسية اللازمة لإنهاء الأزمة، وأوضح أن المجتمع الدولي قد نفد صبره مع حكومة الرئيس سلفا كير ميارديت وزعيم المعارضة المسلحة نائب الرئيس السابق رياك مشار، وتابع «لن يتم منح الطرفين وقتا إضافيا للتفاوض على مسودة الاتفاق التي أمامهما»، وأضاف «هذا يكفي من الإحباط الذي يسود وسط شعب جنوب السودان وأنحاء العالم الذي شاهد المأساة.. لا توجد فرصة أخرى».
من جهتها اتهمت المعارضة المسلحة التي يقودها نائب الرئيس السابق رياك مشار وساطة الإيقاد بالتحيز إلى الطرف الحكومي وأنها زادت من الربكة التي تسود عملية السلام، وطالبت بإلغاء الموعد المحدد بالتوقيع على الاتفاق، الاثنين، المقبل وإعطاء الأطراف مزيدا من الفرصة لمواصلة التفاوض، وقال متحدث باسمها، إن «الوقت المتبقي بحسب مهلة الوساطة لن يتم فيه التوصل إلى اتفاق سلام»، معتبرًا أن الإيقاد غير جادة في عملية الوساطة وإنجاح عملية السلام برمتها لأنها أدخلت تغييرات كثيرة على المسودة النهائية قدمها الرئيس الأوغندي يوري موسيفني في قمة «عنتيبي» الأسبوع الماضي والتي ضمت إلى جانبه الرئيس الكيني أوهورو كنياتا ورئيس الوزراء الإثيوبي هايلي مريام ديسالين ووزير الخارجية السوداني إبراهيم غندور.
قمة لدول جوار جنوب السودان في أديس أبابا بمشاركة البشير لإنقاذ عملية السلام
الوساطة ترفض طلب طرفي النزاع تمديد المحادثات وإرجاء التوقيع المحدد الاثنين
قمة لدول جوار جنوب السودان في أديس أبابا بمشاركة البشير لإنقاذ عملية السلام
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة