تفجيرات في بغداد ومحيطها توقع عشرات القتلى والجرحى

أسوأها وقع في معرض سيارات بمدينة الصدر

تفجيرات في بغداد ومحيطها توقع عشرات القتلى والجرحى
TT

تفجيرات في بغداد ومحيطها توقع عشرات القتلى والجرحى

تفجيرات في بغداد ومحيطها توقع عشرات القتلى والجرحى

قتل 11 شخصا على الأقل أمس، في تفجير سيارة مفخخة في منطقة مدينة الصدر ذات الغالبية الشيعية في شمال بغداد، بعد يومين من تفجير دامٍ فيها تبناه تنظيم داعش، بحسب مصادر أمنية وطبية.
وقال ضابط برتبة عقيد في الشرطة: «قتل 11 شخصا على الأقل وجرح 68 آخرون في تفجير سيارة مفخخة في معرض سيارات في منطقة الحبيبية». وأكدت مصادر طبية في مستشفيات بغداد حصيلة الضحايا والمصابين.
وحسب وكالة الصحافة الفرنسية، وقع التفجير قرابة الساعة الخامسة بعد ظهر (1400 تغ) أمس، وهو اليوم الأخير من عطلة نهاية الأسبوع في العراق. وعادة ما تشهد الأسواق والمتاجر ازدحاما في هذا الوقت من النهار، مع اقتراب غروب الشمس وانخفاض درجة الحرارة بعض الشيء. ولم تعلن أي جهة بعد مسؤوليتها عن التفجير.
وقال ضابط الشرطة مرتضى علي لوكالة «رويترز» إن تسجيلا مصورا بكاميرا المراقبة: «أظهر رجلا يوقف سيارة بيضاء ثم توجه إلى كشك قريب يبيع الشاي وبعد ذلك بخمس دقائق انفجرت السيارة».
وقتل شخصان آخران وأصيب سبعة في تفجير آخر بانفجار في ورشة لإصلاح السيارات في منطقة التاجي شمال بغداد. أيضا، أسفرت تفجيرات أخرى في منطقة جسر ديالى والمدائن وحي الإسكان عن مقتل سبعة أشخاص.
وشهدت مدينة الصدر صباح الخميس الماضي تفجيرا بشاحنة مفخخة استهدف سوقا لبيع الخضار والفاكهة بالجملة، ما أدى إلى مقتل 54 شخصا على الأقل وإصابة مائة بجروح. وتبنى تنظيم داعش هذا الهجوم في بيان تداولته حسابات إلكترونية متطرفة، قائلا إنه استهدف الجيش وعناصر من ميليشيات الحشد الشعبي المؤلف بمعظمه من فصائل شيعية تقاتل إلى جانب القوات الأمنية لاستعادة مناطق يسيطر عليها المتطرفون منذ يونيو (حزيران) 2014.
وعادة يقول التنظيم إثر استهداف مناطق ذات غالبية شيعية، إنه استهدف ميليشيات الحشد الشعبي والقوات الأمنية. في حين تؤكد المصادر العراقية أن الضحايا في معظم الأحيان هم من المدنيين.
وتشهد بغداد بشكل دوري تفجيرات بسيارات مفخخة أو عبوات ناسفة. وفي حين تراجعت وتيرة التفجيرات منذ هجوم تنظيم داعش العام الماضي، فإن الأخير تبنى تفجيرات كبيرة في بغداد خلال الأشهر الماضية.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.