مخاوف بشأن فتح جبهة جديدة في الصراع مع متشددين.. بعد سقوط مقاتلة في الصحراء الغربية

الجيش تحدث عن عطل فني خلال ملاحقة إرهابيين.. وخبير عسكري لا يستبعد أن يكونوا عناصر من «داعش»

مخاوف بشأن فتح جبهة جديدة في الصراع مع متشددين.. بعد سقوط مقاتلة في الصحراء الغربية
TT

مخاوف بشأن فتح جبهة جديدة في الصراع مع متشددين.. بعد سقوط مقاتلة في الصحراء الغربية

مخاوف بشأن فتح جبهة جديدة في الصراع مع متشددين.. بعد سقوط مقاتلة في الصحراء الغربية

في وقت تتواصل فيه عمليات الجيش المصري لمكافحة بؤر الإرهاب في شبه جزيرة سيناء، أعلن الجيش سقوط مقاتلة عسكرية تابعة له أثناء ملاحقة «عناصر إرهابية» في منطقة صحراوية غرب البلاد قرب الحدود مع ليبيا نتيجة عطل فني، ما أسفر عن مقتل أربعة من طاقمها وإصابة اثنين آخرين.
ولم يذكر الجيش أي تفاصيل عن نوع الطائرة أو هوية المتشددين الذين كان يتم ملاحقتهم؛ لكن الخبير العسكري المصري، اللواء طلعت مسلم، لم يستبعد أن تكون العناصر التي كان يتم مطاردتها عناصر تابعة لتنظيم داعش الإرهابي، محذرا من الخطر الذي يهدد مصر جراء الأوضاع المتردية في ليبيا، والجماعات الإرهابية التي تنتشر بطول الحدود الغربية بين القاهرة وطرابلس.
بينما رجح مراقبون، أن «تكون العناصر المتشددة هي من استهدفت المقاتلة المصرية»، لافتين إلى أن «سقوط الطائرة سوف يجدد المخاوف من فتح جبهة جديدة (غرب البلاد) تضاف لصراع السلطات المصرية مع المتشددين في سيناء».
يأتي هذا، وما زالت أصداء إعلان تنظيم «أنصار بيت المقدس» أو «داعش مصر» الإرهابي، إعدام رهينة كرواتي كان قد خطفه في مصر (غرب القاهرة)، وسط ترجيحات من مصادر مسؤولة، بأن «الفيديو الذي بثه التنظيم لإعدام الكرواتي، بث من داخل الصحراء الغربية».
وعبرت السلطات المصرية أكثر من مرة عن مخاوفها من الخطر الذي تشكله جماعات وتنظيمات متشددة استفادت من الفوضى الكبيرة، التي ما زالت تجتاح ليبيا (التي تجاور مصر) منذ الإطاحة بنظام حكم الرئيس الراحل معمر القذافي في فبراير (شباط) عام 2011.
ويقول اللواء مسلم، إن «الأوضاع في ليبيا تشكل تحديا كبيرا أمام مصر خاصة من قبل الجماعات المسلحة وفي مقدمتها (داعش)، وهو الأمر الذي يجب أن يوضع في عين الاعتبار للحفاظ على استقرار مصر وأمنها».
ونفذ الجيش المصري في فبراير الماضي، ضربة جوية مركزة ضد أهداف تابعة لـ«داعش» الإرهابي في ليبيا بعد يوم واحد من نشر مقطع فيديو يظهر ذبح 21 شابا مصريا تم اختطافهم قبل عدة أشهر على أيدي التنظيم، حيث كانت القاهرة تسعى عبر هذه الضربات للقضاء على جميع التنظيمات المتطرفة، التي تتعاون مع الجماعات الإرهابية في مصر عن طريق تبادل الأسلحة والأفراد عبر الحدود المصرية الليبية.
وقتل 22 جنديا في هجوم شنه متشددون على نقطة للجيش بمنطقة الكيلو 100 طريق الفرافرة - الواحات البحرية، بالصحراء الغربية قرب الحدود مع ليبيا، في يوليو (تموز) العام الماضي، وأعلنت «أنصار بيت المقدس» المتشددة التي تتمركز في سيناء مسؤوليتها عن الهجوم.
وظهر اسم «بيت المقدس» عقب ثورة 25 يناير (كانون الثاني) 2011، حيث قامت بعدد من عمليات استهداف خطوط الغاز في سيناء؛ لكن الجماعة نشطت بشكل واسع منذ الصيف الماضي، حيث أعلنت أنها تستهدف العسكريين ورجال الأمن المصري، وتبنت منذ ذلك الحين الكثير من عمليات اغتيال جنود، أغلبها في سيناء، إلى جانب بعض العمليات في دلتا مصر، على غرار تفجير مديرية أمن الدقهلية، واستهداف حافلة سياحية لعدد من الأجانب بالقرب من مدينة طابا، وأخيرا مسؤوليتها عن استهداف مقر القنصلية الإيطالية بوسط العاصمة المصرية القاهرة، وخطف وإعدام المواطن الكرواتي.
من جانبه، قال الخبير العسكري، مسلم، لـ«الشرق الأوسط»، إن تنظيم «داعش مصر» الإرهابي يحاول توجيه الضربة تلو الأخرى منذ شهور بشكل متتال يمتد من سيناء شرقا وحتى ليبيا غربا، مما يعني أن القاهرة تواجه عدوانا عسكريا وليس إرهابا يهدف إلى زعزعة الأمن بالعبارة التقليدية، لافتا إلى أن «التنظيم الإرهابي يعتبر غرب مصر ساحة جديدة لعملياته الجديدة بعد سيناء».
في السياق نفسه، قال مصدر أمني إن «العناصر المتشددة تقوم بتهريب الأسلحة من جبال وصحراء البحر الأحمر (غرب مصر) إلى الصحراء الشرقية، وبعد ذلك إلى شبه جزيرة سيناء، عبر الدروب والجيوب الصحراوية».
في غضون ذلك، قالت مصادر عسكرية أمس، إن «15 مسلحا قتلوا وأصيب 25 آخرون في قصف جوى للقوت المسلحة استهدف تجمعا لعناصر تكفيرية جنوبي رفح». ويكثف متشددون يتمركزن في شبه جزيرة سيناء هجماتهم ضد الجيش والشرطة منذ إعلان القوات المسلحة عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي عام 2013 إثر احتجاجات حاشدة على حكمه.
وتشير التقارير الأمنية إلى أن عدد العناصر المتطرفة في شمال سيناء كان يقدر في أواخر عهد حسني مبارك بنحو ألف فرد؛ لكن هذا العدد تضاعف خلال فترة حكم مرسي، المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين، التي أعلنتها مصر منظمة إرهابية.
وتظهر تلك التنظيمات المتطرفة في سيناء بين آن وآخر على سطح الأحداث، محاولة فرض رؤيتها على الأرض، استغلالا لظروف وطبيعة شمال سيناء. وأعلنت جماعة «أنصار بيت المقدس»، التي بايعت تنظيم داعش الإرهابي، عدة مرات أنها تستهدف إقامة «إمارة لعناصرها» في تلك المنطقة.
وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية في أبريل (نيسان) الماضي، وضع جماعة أنصار بيت المقدس على لائحة المنظمات الإرهابية الأجنبية. وفي الشهر نفسه، أصدرت محكمة مصرية حكما يقضي بإلزام الحكومة بإدراج تنظيم «أنصار بيت المقدس»، منظمة إرهابية، وذلك لقيام عناصرها بأعمال إرهابية ضد رجال الشرطة والجيش، والتحريض على أعمال العنف.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.