مطعم الاسبوع: «سيليست».. تجربة غير قابلة للمقارنة

مكونات المطعم بريطانية والمطبخ فرنسي والعنوان فندق «ذا لاينزبورا» اللندني

مطعم الاسبوع: «سيليست».. تجربة غير قابلة للمقارنة
TT

مطعم الاسبوع: «سيليست».. تجربة غير قابلة للمقارنة

مطعم الاسبوع: «سيليست».. تجربة غير قابلة للمقارنة

عندما أقفل فندق «ذا لاينزبورا» أبوابه منذ 18 شهرا بهدف تغيير الديكور والتجديد، ترك فراغا واضحا في أوساط الذواقة الذين كانوا يرتادون مطعم «أسبليز» الشهير فيه، وافتقد كثيرون أيضًا الحديقة المخصصة لتدخين السيغار، وعندما أعيد افتتاح الفندق منتصف الشهر الماضي، أراد كثيرون من الزبائن المخلصين للفندق أن يكونوا من بين أول الواصلين إليه لرؤية ما استجد عليه من تعديلات وعمليات تجميل.
وقد يكون أهم ما تغير في الفندق هو اسم المطعم الرئيسي والطاهي التنفيذي فيه، ولو أنه لا يزال يحتل نفس الغرفة التي لطالما عرفت بروعة تصميمها وبسقفها الزجاجي العالي.
«سيليست» (Celeste) هو اسم المطعم الجديد في «ذا لاينزبورا»، وهو فرنسي عصري يترأسه الطاهي فلوريان فافاريو (Florian Favario) الذي تتلمذ على يد الطاهي الفرنسي المبدع إيريك فريشون الذي يتولى مطعم «إيبيكور» في فندق «لو بريستول» في باريس وفي جعبته 3 نجوم ميشلان.
هذه هي باختصار سيرة الطاهي فافاريو الذاتية، وإذا ما دلت على شيء فهي تدل على خلفية عمله مع واحد من أهم طهاة فرنسا على الإطلاق.
أما بالنسبة إلى «سيليست» فهو تجربة أكثر من كونه مطعما عاديا تأتي إليه لتملأ معدتك، فهو يتقن الطعام المترف، التقديم الراقي، الخدمة التي لا تضاهيها خدمة، وباختصار هو مطعم لا يمكن مقارنته بأي مكان آخر.
كلمة «سيليست» تعني بالفرنسية «رائع» أو «آت من السماء» أو «الجنة»، ويتناغم الاسم مع ديكور الغرفة والسقوف الزجاجية الذي اختارها المهندس ألبرتو بينو لتكون أشبه بالغرف الملكية، وأجمل ما فيها الثريات العملاقة واللون الأزرق الملكي، وأكثر من 250 رسمة وضعت مباشرة تحت السقف الذي تغطيه ستائر بيضاء أشبه بالشراع.
أرائك مريحة تجلس عليها وتنتظر وصول أسطول من النادلين باللباس الأبيض والأسود والقفازات البيضاء، تفسير مفصل للائحة الطعام القصيرة التي تقتصر على اللحم الأحمر والسمك والدجاج، واللافت فيها هو تشديدها على المكونات الصحية، فلا وجود للبطاطس المقلية ولا أي نوع من الكربوهيدرات والمكونات الغنية بالسعرات الحرارية الأخرى.ويبدأ العشاء بطبق صغير من الخضراوات المنمقة (Amuse Bouche)، وهذا ما يعرف في قاموس المطبخ الفرنسي تمهيدا للطبق الأول، ووقع خيارنا على طبق الكركند مع الأفوكادو والصلصة المثلجة، شكل الطبق أشبه بلوحة فنية حقيقية، فتجد صعوبة في أكلها لما تكبده الطاهي من عناء لتنفيذها، وكل طبق يأتي مغطى بغطاء من الزجاج أو بغطاء من الفضة.
والطبق الرئيسي كان عبارة عن سمك الترس (Turbot Fish)، وهو عبارة عن لوحة أخرى ملؤها النكهة التي تأتي من الصلصة التي توضع في إبريق (أشبه بإبريق الشاي الزجاجي) وتسكب فوق السمك على الطاولة.
وبين الطبق والآخر تأتي أطباق صغيرة لتغيير مذاق الفم، حجم الأطباق ليس كبيرا على غرار حجم الأطباق التي تقدم في مطاعم نجوم ميشلان ولكنها مفعمة بالنكهة والنوعية عالية الجودة.
كل المكونات مستوردة من مزارع بريطانية، والمهارات في المطبخ فرنسية على طريقة بلاد الغال التي كانت تشتهر بالمطبخ الـ«سيليستي» أو السماوي.
يتسع المطعم لـ110 أشخاص بالإضافة إلى غرفة طعام خاصة.
أشهر أطباق المطعم: Devon Lamb، Mackarel with cream,Raspberries with ginger and lime.
ننصح بتذوق أطباق الحلوى، فكلها لذيذة ورائعة في طريقة التقديم، ومن أفضلها طبق على شكل فراولة مصنوعة من الكريمة. للمزيد من المعلومات:
www.lanseborough.com



«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن

«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن
TT

«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن

«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن

عندما يأتي الكلام عن تقييم مطعم لبناني بالنسبة لي يختلف الأمر بحكم نشأتي وأصولي. المطابخ الغربية مبنية على الابتكار والتحريف، وتقييمها يعتمد على ذائقة الشخص، أما أطباق بلاد الشام فلا تعتمد على الابتكار على قدر الالتزام بقواعد متَّبعة، وإنني لست ضد الابتكار من ناحية طريقة التقديم وإضافة اللمسات الخاصة تارة، وإضافة مكون مختلف تارة أخرى شرط احترام تاريخ الطبق وأصله.

التبولة على أصولها (الشرق الاوسط)

زيارتي هذه المرة كانت لمطعم لبناني جديد في لندن اسمه «عناب براسري (Annab Brasserie)» فتح أبوابه في شارع فولهام بلندن متحدياً الغلاء والظروف الاقتصادية العاصفة بالمدينة، ومعتمداً على التوفيق من الله والخبرة والطاهي الجيد والخبرة الطويلة.

استقبلنا بشير بعقليني الذي يتشارك ملكية المشروع مع جلنارة نصرالدين، وبدا متحمساً لزيارتي. ألقيت نظرة على لائحة الطعام، ولكن بشير تولى المهمة، وسهَّلها عليَّ قائلاً: «خلّي الطلبية عليّ»، وأدركت حينها أنني على موعد مع مائدة غنية لا تقتصر على طبقين أو ثلاثة فقط. كان ظني في محله، الرائحة سبقت منظر الأطباق وهي تتراص على الطاولة مكوِّنة لوحة فنية ملونة مؤلَّفة من مازة لبنانية حقيقية من حيث الألوان والرائحة.

مازة لبنانية غنية بالنكهة (الشرق الاوسط)

برأيي بوصفي لبنانية، التبولة في المطعم اللبناني تكون بين العلامات التي تساعدك على معرفة ما إذا كان المطعم جيداً وسخياً أم لا، لأن هذا الطبق على الرغم من بساطته فإنه يجب أن يعتمد على كمية غنية من الطماطم واللون المائل إلى الأحمر؛ لأن بعض المطاعم تتقشف، وتقلل من كمية الطماطم بهدف التوفير، فتكون التبولة خضراء باهتة اللون؛ لأنها فقيرة من حيث الليمون وزيت الزيتون جيد النوعية.

بقلاوة بالآيس كريم (الشرق الاوسط)

جربنا الفتوش والمقبلات الأخرى مثل الحمص والباباغنوج والباذنجان المشوي مع الطماطم ورقاقات الجبن والشنكليش والنقانق مع دبس الرمان والمحمرة وورق العنب والروبيان «الجمبري» المشوي مع الكزبرة والثوم والليمون، ويمكنني الجزم بأن النكهة تشعرك كأنك في أحد مطاعم لبنان الشهيرة، ولا ينقص أي منها أي شيء مثل الليمون أو الملح، وهذا ما يعلل النسبة الإيجابية العالية (4.9) من أصل (5) على محرك البحث غوغل بحسب الزبائن الذين زاروا المطعم.

الروبيان المشوي مع الارز (الشرق الاوسط)

الطاهي الرئيسي في «عناب براسري» هو الطاهي المعروف بديع الأسمر الذي يملك في جعبته خبرة تزيد على 40 عاماً، حيث عمل في كثير من المطاعم الشهيرة، وتولى منصب الطاهي الرئيسي في مطعم «برج الحمام» بلبنان.

يشتهر المطعم أيضاً بطبق المشاوي، وكان لا بد من تجربته. الميزة كانت في نوعية اللحم المستخدم وتتبيلة الدجاج، أما اللحم الأحمر فهو من نوع «فيليه الظهر»، وهذا ما يجعل القطع المربعة الصغيرة تذوب في الفم، وتعطيها نكهة إضافية خالية من الدهن.

المطعم مقسَّم إلى 3 أقسام؛ لأنه طولي الشكل، وجميع الأثاث تم استيراده من لبنان، فهو بسيط ومريح وأنيق في الوقت نفسه، وهو يضم كلمة «براسري»، والديكور يوحي بديكورات البراسري الفرنسية التي يغلب عليها استخدام الخشب والأرائك المريحة.

زبائن المطعم خليط من العرب والأجانب الذين يقطنون في منطقة فولهام والمناطق القريبة منها مثل شارع كينغز رود الراقي ومنطقة تشيلسي.

حمص باللحمة (الشرق الاوسط)

في نهاية العشاء كان لا بد من ترك مساحة ليكون «ختامه حلوى»، فاخترنا الكنافة على الطريقة اللبنانية، والبقلاوة المحشوة بالآيس كريم، والمهلبية بالفستق الحلبي مع كأس من النعناع الطازج.

المطاعم اللبنانية في لندن متنوعة وكثيرة، بعضها دخيل على مشهد الطعام بشكل عام، والبعض الآخر يستحق الوجود والظهور والمنافسة على ساحة الطعام، وأعتقد أن «عناب» هو واحد من الفائزين؛ لأنه بالفعل من بين النخبة التي قل نظيرها من حيث المذاق والسخاء والنكهة وروعة المكان، ويستحق الزيارة.