القوات العراقية تحرر «المضيق» شرق الرمادي من سيطرة «داعش»

محافظ الأنبار يجتمع بممثلي 20 دولة مانحة لإعمار ما خربته الحرب

القوات العراقية تحرر «المضيق» شرق الرمادي من سيطرة «داعش»
TT

القوات العراقية تحرر «المضيق» شرق الرمادي من سيطرة «داعش»

القوات العراقية تحرر «المضيق» شرق الرمادي من سيطرة «داعش»

أعلن عضو مجلس محافظة الأنبار عذال الفهداوي، أمس، تطهير القوات الأمنية العراقية منطقة المضيق شرق الرمادي بالكامل من سيطرة مسلحي تنظيم داعش، مشيرا إلى تقدم القوات في الصفحة الثانية من تحرير الأحياء السكنية داخل مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار.
وقال الفهداوي في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن «القوات الأمنية وبإسناد من طيران التحالف الدولي والعراقي استطاعت، اليوم، تطهير منطقة المضيق البوابة الشرقية لمدينة الرمادي من عناصر تنظيم داعش». وأضاف أن «القوات الأمنية كبدت تنظيم داعش خسائر مادية وبشرية كبيرة خلال تقدم القوات الأمنية في الصفحة الثانية من تحرير مدينة الرمادي ثم تقدمت القوات إلى الاتجاه لتحرير الأحياء السكنية داخل المدينة».
وفي السياق ذاته أفاد سكان محليون من داخل مدينة الرمادي، بأن أهالي منطقة الملعب بدأوا إخلاء منطقتهم استعدادًا لدخول القوات الأمنية العراقية وقرب شن هجوم واسع من أجل القضاء على وجود مسلحي تنظيم داعش وتحرير المنطقة من سيطرتهم عليها.
وقال سكان محليون لـ«الشرق الأوسط» إن «أهالي منطقة الملعب أخلوا المنطقة للقوات الأمنية التي بدأت بالفعل شن هجوم واسع النطاق على مسلحي التنظيم الإرهابي، وتمكنت من التقدم من جهة شارع 60 نحو منطقة الملعب وسط المدينة».
وأضاف السكان أن «الاشتباكات ما زالت مستمرة بين القوات الأمنية وعناصر التنظيم الذي يسيطر على مدينة الرمادي».
تشير الأوضاع والتحركات التي تقوم بها حكومة الأنبار المحلية وبرعاية من قبل الحكومة المركزية المتمثلة بشخص رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، إلى أن موضوع تحرير مدن الأنبار من سيطرة مسلحي تنظيم داعش قد حسم على أرض الواقع، وأن الشغل الشاغل الآن لدى حكومة الأنبار هو التباحث مع الدول المانحة والشركات من أجل الانطلاق في عملية إعادة إعمار وبناء مدن الأنبار التي تحطمت بناها التحتية بشكل كامل.
وبينما يسيطر تنظيم داعش على مساحة تقدر بنحو 90 في المائة من أرض محافظة الأنبار التي تشكل مساحتها ثلث المساحة الكلية للعراق، التقى صهيب الراوي محافظ الأنبار، وبرعاية من العبادي،، ممثلين عن عشرين دولة مانحة، وممثلي الأمم المتحدة (برنامج يونامي)، وتم خلال اللقاء استعراض الملف الأمني والإنساني للمحافظة والأضرار التي لحقت بها.
وقال الراوي في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن «حجم الأضرار التي لحقت بمدن المحافظة وأهلها كبير جدًا، وقدمنا خلال اجتماعنا بممثلين عن 20 دولة مانحة وممثلين عن برنامج يونامي في الأمم المتحدة تقريرًا شاملاً عن الأضرار التي لحقت بالمحافظة وأهلها، والتي خلفت عددا كبيرا من الشهداء والجرحى والنازحين الذين تجاوز عددهم مليون نازح».
وأضاف: «التقرير شمل شرحًا مفصلاً عن احتياجات المحافظة وإعادة بناها التحتية وإرجاع الخدمات وإعمارها وإعادة جميع النازحين إليها وتعويضهم عن الأضرار المعنوية والمادية التي أصابتهم، وناقشنا أيضًا أثناء اللقاء، الدور المهم الذي سيناط بشريحة الشباب في المرحلة المقبلة، بعد أن انتهينا من إتمام فريق حرفي من الشباب سيكون له دور مهم في حملة إعمار الأنبار وإعادة تأهيلها من النواحي الهندسية والفنية والإعلامية والإنسانية والنواحي المهمة الأخرى لخدمة أبناء المحافظة، وسوف تكون هناك تغطية إعلامية موسعة لمراحل الإعمار ومصادر التمويل».
ومع بدء المرحلة الثانية من عمليات تحرير مدن محافظة الأنبار غرب العراق من سيطرة تنظيم داعش، تبدأ القوات الأمنية العراقية المشتركة مدعومة بمقاتلي العشائر العراقية استراتيجية جديدة في خوض المعارك المقبلة.
وقال مصدر أمني في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن «القوات العراقية المشتركة ستركز على تطبيق إيجابيات المعارك السابقة في مواجهة مسلحي تنظيم داعش وتلافي السلبيات لغرض اختصار الوقت وتفادي الخسائر».
وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن «الاستراتيجية الجديدة تعتمد على كم أكبر من المعلومات الاستخبارية بعد نجاح القوات المشتركة في اختراق اتصالات وصفوف (داعش) لمعرفة تحركاتهم ومواقع تمركزهم ووجودهم، وأن الضربات الجوية لطيران الجيش العراقي والقوة الجوية العراقية ستكون أكثر كثافة وأكثر دقة في الوقت نفسه، وهذا ما سيسهم في زيادة زخم المعركة ضد تنظيم داعش وزيادة خسائرهم البشرية وإضعاف قدراتهم القتالية، كما أن القوات المشتركة ستعمل على زج فصائل خاصة لاستخدامها في حرب الشوارع كونها ستكون عاملا مهما في حسم المعركة، وفي أكثر من جبهة»، مشيرا إلى أن «جهاز مكافحة الإرهاب ستكون له خطط آنية لحسم بعض المواجهات المعقدة مع التنظيم الإرهابي».



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».