عون يحشد منفردًا في الشارع للضغط على الحكومة.. وانتقادات له بشل عمل المؤسسة العسكرية

تأجيل الجلسة الـ27 لانتخاب رئيس للبلاد لعدم توافر النصاب

عون يحشد منفردًا في الشارع للضغط على الحكومة.. وانتقادات له بشل عمل المؤسسة العسكرية
TT

عون يحشد منفردًا في الشارع للضغط على الحكومة.. وانتقادات له بشل عمل المؤسسة العسكرية

عون يحشد منفردًا في الشارع للضغط على الحكومة.. وانتقادات له بشل عمل المؤسسة العسكرية

قرر رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون تحريك شارعه من خلال مظاهرة كبيرة دعا إليها يوم أمس الأربعاء في وسط بيروت على أن تقترن بتحركات أخرى اليوم الخميس بالتزامن مع انعقاد جلسة مجلس الوزراء بعد فشل كل الضغوط التي مارسها من داخل الحكومة لتحقيق مطالبه وعلى رأسها تعيين قائد جديد للجيش.
وتزامن تحرك مناصري عون يوم أمس مع تأجيل رئيس المجلس النيابي نبيه بري وللمرة 27 على التوالي جلسة انتخاب رئيس جديد للبلاد بسبب إصرار حزب الله وتيار عون على تعطيل النصاب القانوني المطلوب لإتمام الانتخابات واشتراطهم التوافق على اسم الرئيس الجديد قبل النزول إلى البرلمان لانتخابه.
ويتركز الاحتجاج العوني على تمديد ولاية قادة الأجهزة الأمنية الأسبوع الماضي وعلى رأسهم قائد الجيش العماد جان قهوجي من خلال قرار اتخذه وزير الدفاع لغياب التوافق السياسي حول اسم جديد يقود المؤسسة العسكرية. ويتحدث العونيون عن تراجع رئيس تيار «المستقبل» سعد الحريري عن وعد كان قطعه بتعيين صهر عون، قائد فوج المغاوير شامل روكز قائدا للجيش على أن يتم تعيين العميد عماد عثمان، القريب من «المستقبل» مديرا عاما لقوى الأمن الداخلي، وهو ما تنفيه أوساط الحريري.
ونزل أنصار التيار الوطني الحر مرة جديدة من دون حلفائهم إلى الشارع الذين آثروا دعم مواقف عون من دون دعم الخطوات العملية التي يتخذها وبالتحديد حزب الله ورئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية وباقي مكونات فريق 8 آذار باستثناء رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي لا يدعم لا مواقف عون الأخيرة ولا الوسائل التي يعتمدها لتحقيق مطالبه.
ورفع المئات من المتظاهرين الذين نزلوا إلى الشارع تحت عنوان «استعادة حقوق المسيحيين» لافتات كتب عليها «للمسيحيين حقوق وطنية»، «الشراكة حق لنا»، «انتخاب رئيس قوي»، «قانون انتخابي عادل»، «الشعب يريد روكز»، كما رفعوا لافتات زرقاء مماثلة للافتات تيار «المستقبل» كتب عليها «الدولة الإسلامية - إمارة لبنان».
وتوعدت مصادر قيادية في تيار عون باستكمال التحركات في الشارع بالتزامن مع انعقاد جلسة الحكومة اليوم الخميس، لافتة إلى أن «الخطوات ستكون سريعة ومتراكمة كي تعطي النتيجة المطلوبة منها». وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط»: «هم يمعنون بخرق القوانين ونصوص الدستور ونحن سنتصدى لعملية الانقلاب التي ينفذونها، فليس هدفنا فقط تعيين قائد جديد للجيش إنما هدفنا عام بالدفاع عن حقوق المسيحيين والشعب اللبناني بشكل عام بوجه المافيا السياسية التي تمعن بالفساد وبسرقة الحقوق».
وتوقعت المصادر أن «ينضم حلفاء العماد عون وحتى بعض أخصامه السياسيين إلى الحملة التي يشنها من منطلق أنها حملة محقة»، وقالت: «لا شك أنهم سليحقون بنا وسيسعون لنسب إنجازاتنا لهم كما حصل في عام 2005. لكن ذلك لا يعنينا طالما حققنا ما نناضل من أجله».
ورغم عدم مؤازرة أي من الجماهير الحليفة جمهور عون في الشارع، أكّدت مصادر مقربة من حزب الله أن الحزب «يدعم كل تحركات عون داخل الحكومة وحتى في الشارع»، وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «نحن ثابتون بموقفنا مع حليفنا حتى النهاية».
وقال المنسق العام بـ«التيار الوطني الحر» بيار رفول في كلمة ألقاها أمام المحتشدين في ساحة الشهداء في وسط بيروت: «نزلنا إلى الشارع بعدما استنفدنا كل الوسائل، وما نسعى إليه وقف المهزلة الحالية وتحقيق الشراكة الحقيقية».
وأوضح عضو تكتل «التغيير والإصلاح» النائب آلان عون أن «التيار الوطني الحر أتى إلى الشارع ليعبر ويصرخ لأنه صاحب حق ومن يريد حقه عليه أن يطالب به»، لافتًا إلى «إننا نقوم بهذا الحراك باسم كل اللبنانيين والمسيحيين، وإذا سكتنا عن حقوقنا سنذهب إلى الزوال والهجرة».
وقال عون في تصريح من ساحة الاعتصام: «لا يراهن أحد على تعبنا، بقينا 15 عاما بالمنفى لنعود إلى البلد، وقد استرجعنا قسما منه، ولا يهمنا أن ننتظر مجددا وسنستمر بتحركنا السلمي حتى ننال مرادنا».
بدوره، أعرب وزير الدفاع سمير مقبل عن اطمئنانه لعدم وجود معطيات تفيد بانفراط عقد الحكومة، لافتا إلى أن «كل الفرقاء واعون للمخاطر الحالية وهم حريصون على استمرار عمل الحكومة كونها آخر مؤسسة رسمية قائمة في ظل عدم وجود رئيس جمهورية وانعدام انعقاد مجلس النواب».
وأكد مقبل بعد لقائه البطريرك الماروني بشارة الراعي أنّه يؤيد السير بالتعيينات كما ينص الدستور اللبناني: «ولكن إذا لم يحصل توافق هل نشل عمل المؤسسة العسكرية التي لا تزال المؤسسة الوحيدة المتماسكة في البلد ومجهزة وتعتبر خشبة الخلاص له؟»، لافتا إلى أن السعي لـ«تأمين استمرار عمل المؤسسة العسكرية، هو سعي للحفاظ على الاستقرار والأمن».
وأسف النائب في تيار «المستقبل» محمد الحجار لـ«المنحى الطائفي وشدّ العصب المذهبي الذي يسعى إليه العماد ميشال عون في سعيه لتحريك جمهوره الذي بات ينفض من حوله نتيجة المواقف التي يتخذها»، ونبّه لـ«تجرؤ عون على المسّ بالجيش اللبناني حيث حاول الفصل بين القيادة وباقي الضباط والعناصر، علما بأنه قائد سابق للجيش ويدرك خطورة هذا المنطق في التعامل مع قيادة المؤسسة العسكرية».
ورأى الحجار في تصريح أن «عون يتجاهل كل الذين يرفضون تعديل قانون الدفاع ويصرّ على اتهام تيار (المستقبل) حصرًا بذلك، وكأن هناك محاولة لتصوير المسلمين السنة يأخذون من حقوق المسيحيين»، قائلاً: «هذا كله كذب وافتراء». وشدّد على أن التمديد للقادة الأمنيين ما كان ليحصل لو لم يكن «حزب الله» من الداعمين لا بل من الساعين إلى هذا القرار.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».