أعرب الجنرال محمد علي جعفري، قائد الحرس الثوري الإيراني، عن قلقه تجاه الوضع الثقافي والأخلاقي في إيران. وقال إن التهديدات التي تواجه بلاده تغيرت من العسكرية والأمنية إلى تهديدات ثقافية وناعمة. وانتقد تصريحات بعض المسؤولين الإيرانيين واعتبرها تراجعًا عن الثورة ومخالفة للإسلام.
جعفري الذي وجه خطابًا صباح الأربعاء، في مؤتمر أساتذة المؤسسات التعليمية الدينية شدد على القول إن «المرشد الأعلى (خامنئي) أعرب عن قلقه سابقًا إزاء الغزو الثقافي والنيتو الثقافي لكن في أي مكان، ولم ينتبه أي أحد للموضوع».
واعتبر قائد الحرس الثوري صعود الإصلاحيين بقيادة خاتمي في منتصف العقد الثاني من عمر الجمهورية الإسلامية، السبب الأساسي في ظهور تيارات وأفكار تهدد الثورة الإيرانية في الوقت الحاضر. وأكد على أن «مع الضغط والتعامل الأمني مع القضايا السياسة والثقافية الذي نتج عن التساهل، تواجه الثورة الإسلامية مخاطر كبيرة».
وفي إشارة لعودة النشاط السياسي للتيار الإصلاحي هدد جعفري بمواجهة أي تهديد وزعزعة للاستقرار والدفاع عن الثورة ودفاع عن سيادة ووحدة الأراضي الإيرانية. وأضاف: «القضايا الأمنية والدفاعية في البلد لديها مسؤول».
وعن التحديات التي تهدد النظام الإيراني، قال قائد الحرس الثوري: «منذ 2009 برز لنا تهديد آخر غير التهديد الأمني والدفاعي، وكان بإمكانه تعريض الثورة الإسلامية للخطر وتحريفها ومنعها من التقدم». وصرح: «لو لم تحدث هذه الأمور لما قال المرشد الأعلى بأننا في العقد الثالث من الثورة نراوح فی مکاننا ولم نحقق أی تقدم».
وأعرب قائد الحرس الثوري الذي تسيطر قواته على غالبية المؤسسات الثقافية والعلمية في إيران، عن بالغ قلقه تجاه انهيار الوضع الأخلاقي والثقافي في المجتمع الإيراني. وقال: «نحن لم نحقق أي تقدم في هذه المجالات حتى الآن، لهذا يجب علينا مناقشة ذلك، ما هي التوقعات من الثورة الإسلامية وكيف ينبغي أن يكون مجتمعنا».
وحول المعارضة الداخلية للتدخل الإيراني في الدول العربية، وفي إشارة إلى شعار «لا غزة ولا لبنان فقط فلات إيران» الذي يردده أنصار التيار الإصلاحي منذ انتفاضة الخضر في 2009، قال جعفري: «بعض الأشخاص يقولون إن النظام الإسلامي مستقر ويجب الآن إدارة شؤون شعبنا ولا يخصنا ما يحدث في البلدان الأخرى، هذا الشعار الخطر الذي ردده بعض الأفراد، كوفية يلفها خامنئي لمواجهة تلك الأفكار، الكوفية للتحذير من خطر الانحراف الذي يهدد الثورة».
كما شدد جعفري على دور الحرس الثوري في تمهيد المجالات للحوزات العلمية والمؤسسات الدينية للقيام بالمهام الثقافية العقائدية التي تقع على عاتق الثورة الإسلامية في المنطقة.
وفي حديثه عن ثقافة الثورة الإسلامية، وجه قائد الحرس الثوري تهديدًا ضمنيًا إلى المطالبين بتدريس العلوم الإنسانية في الجامعات. وقال: «العلوم الإنسانية التي يدخلونها إلى أذهان الشباب، ليست العلوم الإنسانية الإسلامية التي يحتاجها المجتمع بل هي علوم إنسانية غربية».
يشار إلى أن السلطات في إيران طردت في السنوات الأخيرة عددًا كبيرًا من أستاذة العلوم الإنسانية من الجامعات، وأحالتهم إلى التقاعد المبكر بتهم مثل الليبرالية والعلمانية وترويج الأفكار الغربية، وهددت في السنوات الأخيرة بمنع تدريس العلوم السياسية وبعض فروع علم الاجتماع في الجامعات الإيرانية.
وفی السیاق نفسه، کشف المساعد الثقافي والاجتماعي في الحرس الثوري الإيراني، محمد حسين نجات، أن المرشد الأعلى الإيراني طالب بوقف بعض أنشطة منظمة اليونيسكو بوصفها من تيارات «الجبهة الثقافية المعارضة للثورة»، مضيفًا أن المجموعة لا تعتقد بالثورة والإسلام وتهدد إيران بالبرامج الثقافية. نجات كشف لوكالة أنباء فارس التابعة للحرس الثوري أن خامنئي أمر بوقف البرامج التعليمية التي تقيمها اليونيسكو للأطفال والنساء والأسر الإيرانية، موضحًا أن اليونيسكو تخصص 70 مليون دولار سنويًا لإدارة خمسة آلاف روضة للأطفال.
وحول «الجبهة الثقافية المعارضة للثورة» ذكر أنها مكونة من المعتدلين والإصلاحيين وتيار نهضة الحرية، الشيوعيين والملكيين والجمعيات النسوية (الفيمينست).
من جهة أخرى، أعلن السفير الإيراني في باكستان أن وزير الخارجية الإيرانية، محمد جواد ظريف، سيزور الخميس القادم باكستان من أجل الحوار مع قادة باكستان وتعزيز العلاقات الثنائية.
وأوضح علي رضا حقيقيان لوكالة الأنباء الرسمية (إيرنا)، أن ظريف يزور باكستان في إطار جولته الجديدة إلى دول المنطقة، ويلتقي نظيره الباكستاني سرتاج عزيز، ورئيس الوزراء محمد نواز شريف، ورئيس المجلس الوطني إياز صادق، ورئيس مجلس الشيوخ الباكستاني رضا رباني.
قائد الحرس قلق تجاه الانحطاط الأخلاقي والثقافي في المجتمع
جعفري يعتبر صعود الإصلاحيين بقيادة خاتمي السبب في ظهور تيارات وأفكار تهدد الثورة الإيرانية
قائد الحرس قلق تجاه الانحطاط الأخلاقي والثقافي في المجتمع
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة