تتجه أنظار عشاق الكرة السعودية مساء اليوم نحو عاصمة الضباب لندن، لمتابعة المواجهة التاريخية المرتقبة بين الغريمين التقليديين الهلال والنصر على كأس السوبر السعودية.
ويلتقي الفريقان على هذا اللقب لكون الهلال حاملا للقب كأس الملك، بينما النصر هو بطل الدوري السعودي.
ويحتضن ملعب لوفتس وود في لندن المباراة في تجربة يطبقها الاتحاد السعودي لكرة القدم للمرة الأولى، بعدما قام بنقل المواجهة التي كان من المقرر إقامتها في العاصمة السعودية الرياض لأسباب تسويقية واقتصادية، سبقتها موافقة إدارتي الناديين على ذلك.
ولم يمر قرار إقامة كأس السوبر السعودية في لندن بسلام على المنتمين للوسط الرياضي السعودي من إعلاميين ومشجعين وحتى مسؤولين، سواء كانوا حاليين أو سابقين، حيث صاحبت قرار نقل المباراة انتقادات كبيرة بحجة أنها حصرت على فئة معينة دون أخرى.
وكان آخر هذه الانتقادات ما صرح به الأمير طلال بن بدر رئيس المجلس الأولمبي العربي، لـ«الشرق الأوسط»، يوم أمس، إذ أوضح أنه لا فائدة من هذا القرار سوى تعزيز اقتصاد بلدان أخرى، واصفا هذا القرار بالكارثي والذي سيخدم الأغنياء دون الميسورين.
وعرف الشارع الرياضي السعودي كأس السوبر منذ عام 2013، الذي أقر فيه تطبيق فكرة هذه المباراة التي تجمع بين بطلي الدوري والكأس، وتدشن من خلالها كل المنافسات الكروية في أكثر بلدان العالم. وجمعت النسخة الأولى للمباراة الاتحاد والفتح وحققها الأخير، في حين التقى فريقا النصر والشباب في الموسم الماضي ونجح الأخير في تحقيق اللقب.
ويلتقي الغريمان التقليديان للمرة الثانية على التوالي خارج ملعبهما الرسمي والذي تقام عليه معظم مباريات الفريقين في السنوات الأخيرة وهو ملعب الملك فهد الدولي بالعاصمة الرياض، حيث تأتي مواجهة السوبر التي تقام في لندن بعد شهرين من إقامة المباراة النهائية لكأس الملك التي أقيمت في جدة على ملعب الملك عبد الله، الشهير بـ«الجوهرة».
ويبحث النصر من خلال هذه المواجهة عن تحقيق ثلاثة مكاسب في مقدمتها رد الاعتبار بعد فوز الهلال الأخير في المباراة النهائية لبطولة كأس الملك، فيما سيكون ثاني هذه المكاسب تحقيقه للقب كأس السوبر الذي فشل في كسبه في الموسم المنصرم بعد خسارته من نظيره فريق الشباب. أما ثالث هذه المكاسب وأهمها فهو الدفعة المعنوية التي سيمنحها اللقب للفريق الفائز في انطلاقة منافسة دوري المحترفين.
والحال ذاته يبدو عليه فريق الهلال، الذي سيحقق هو الآخر ثلاثة مكاسب في حال تحقيقه للقب، ويأتي في مقدمتها تأكيد تفوقه على غريمه التقليدي النصر الذي نجح في تجاوزه مرتين على صعيد مواجهتي الدوري في الموسم المنصرم، أما ثاني هذه المكاسب فهو تحقيق الفريق الأزرق للقب البطولة الذي سيعتبر لقبا جديدا يضاف لقائمة الألقاب الزرقاء الكبيرة، في حين ستكون الدفعة المعنوية التي سيمنحها تحقيق اللقب للفريق في انطلاقة منافسات بطولة دوري المحترفين أبرز هذه المكاسب خاصة أن الهلال غاب لأكثر من موسم عن تحقيق لقب الدوري.
وأتم الفريقان كل الاستعدادات للموسم الكروي الجديد في معسكرات إعدادية أقيمت في النمسا طيلة الأيام الماضية، قبل أن يحط الغريمان رحالهما في لندن خلال اليومين الماضيين استعدادا للقمة المرتقبة. ويتشارك الفريقان في الظروف ذاتها من حيث الاستقرار الفني وبقاء المدرب الأوروغواياني خورخي دا سيلفا في قيادة الفريق الأصفر موسما جديدا رغم حضوره كمدرب بديل في الموسم المنصرم خلفا للإسباني كانيدا، وهو الحال ذاته الذي يبدو عليه اليوناني دونيس مدرب فريق الهلال الذي حظي بثقة مجلس الإدارة الجديد بقيادة الأمير نواف بن سعد، رغم حضور دونيس في منتصف الموسم الماضي كمدرب بديل للروماني ريجيكامب، إلا أن المستويات المميزة مع الفريق أسهمت في بقائه موسما جديدا.
وسبق الهلال نظيره النصر في الاستعداد للموسم الكروي الجديد، وذلك في أواخر شهر رمضان قبل السفر إلى النمسا، حيث أجرى تدريباته بشكل مكثف وخاض أربع مباريات ودية فاز في اثنتين منها وخسر مثلهما.
واستهل الفريق الأزرق مبارياته الودية أمام نادي غازي عنتاب سبور التركي وخسر المواجهة بهدف دون رد، قبل أن يلاقي فريق بلدية آكهيسار سبور التركي ويكسب المباراة بهدفين دون رد.
وتصاعد رتم المباريات لفريق الهلال نحو الأقوى منذ المواجهة الثالثة التي لاقى فيها فريق العين الإماراتي، حيث كسب الهلال المواجهة بهدفين مقابل هدف في مباراة شهدت إكمال الفريق الأزرق للمباراة بعشرة لاعبين بعد طرد عبد الله الشامخ، في الوقت الذي سجل فيه الثنائي محمد الشلهوب وخالد الكعبي هدفي المباراة، وأخيرا التقى الهلال بنظيره أودينيزي الإيطالي في مواجهة هي الأقوى وخسرها بهدف يتيم دون رد سجله المهاجم الدولي الإيطالي السابق أنتونيو دي ناتالي.
بينما تأخرت انطلاقة تدريبات فريق النصر لأسباب متعددة، بحسب بيان صادر من إدارة النادي حينها، أوضح أن تأجيل انطلاق التدريبات إلى ما بعد إجازة عيد الفطر المبارك يأتي لإصابة عدد من لاعبي الفريق وتمتع اللاعبين الدوليين بإجازة عن نظرائهم بسبب مشاركتهم مع المنتخب السعودي بعد نهاية الموسم. وأوضح النادي الأصفر أن انطلاق التدريبات بهذا العدد الناقص للاعبين لن يفيد الفريق.
وسافرت بعثة فريق النصر للنمسا حيث يقيم الهلال معسكره الإعدادي هناك، ولعب الفريق الأصفر وبطل دوري المحترفين السعودي مرتين على التوالي ثلاث مباريات ودية هناك، حيث التقى أولا بفريق قونيا سبور التركي الذي تمكن من هزيمة البطل السعودي برباعية نظيفة دون رد. في حين حملت بقية المواجهات الودية لفريق النصر الطابع الخليجي، حيث واجهة نظيره السد القطري ونجح في تجاوزه بهدفين مقابل هدف لفريق السد الذي يلعب في صفوفه نجم برشلونة الإسباني السابق تشافي هيرنانديز، في حين كانت آخر المواجهات الودية للفريق الأصفر أمام فريق الشعب الإماراتي ونجح النصر في كسبها بثلاثة أهداف مقابل هدف.
وعلى صعيد التعاقدات في سوق الانتقالات الصيفية، فقد تفوق النصر على غريمه التقليدي الهلال وذلك في سوق الانتقالات المحلية، حيث تعاقد مع المهاجم نايف هزازي الذي يعد أبرز الصفقات لهذا الصيف من حيث القيمة المادية التي تخطت حاجز الخمسين مليون ريال، إضافة إلى تعاقده مع الثنائي عبد الرحمن الحسن كظهير أيمن وأحمد عكاش كظهير أيسر، والقادم من فريق الاتفاق.
أما على صعيد الصفقات الأجنبية فقد أخفقت إدارة النصر كثيرا بعدما عجزت عن إيجاد بديل للأوروغواياني فابيان، الذي كانت الأنباء تشير إلى رحيله وعدم التجديد معه لأسباب متعددة، يأتي أبرزها إيقافه آسيويا لست مباريات بعد حادثة مباراة النصر مع لخويا في ختام دور المجموعات للموسم المنصرم. وغاب فابيان عن انطلاقة معسكر النصر في النمسا، قبل أن تعلن إدارة النادي عودته وإيقاف التفاوض مع كل الأسماء المطروحة مسبقا، إضافة إلى التجديد مع البحريني محمد حسين وبقاء البولندي أدريان ميرزيفسكي والتعاقد مع المهاجم الأوروغواياني مورا لاعب ريفير بليت الأرجنتيني الذي لن يكون موجودا في مباراة كأس السوبر لأسباب تبدو غامضة بين الإصابة ورغبته في البقاء في الأرجنتين، حيث تشير بعض الأنباء الإعلامية من هناك إلى أن اللاعب يرغب في البقاء مع فريقه الذي تأهل لكأس العالم للأندية.
أما فريق الهلال فلم يتحرك على الصعيد المحلي كثيرا، مكتفيا بالتعاقد مع المهاجم يونس عليوي قادما من فريق الشعلة، فيما على صعيد المحترفين الأجانب فقد تعاقد مع لاعب خط الوسط البرازيلي كارلوس إدواردو، ومواطنه المهاجم البرازيلي إلتون ألميدا، كبديلين للثنائي البرازيلي نيفيز الذي رحل لصفوف الجزيرة الإماراتي واليوناني ساماراس الذي لم يجدد الفريق التعاقد معه بسبب مستوياته المتواضعة.
ورغم الأسماء القوية التي يملكها الفريقان في صفوفهما فإن مباراة كأس السوبر ستشهد غيابات بالجملة للفريقين لأسباب متعددة، حيث يفتقد فريق النصر لخدمات كل من الحارس عبد الله العنزي وثنائي خط الوسط أحمد الفريدي وإبراهيم غالب وذلك بداعي الإصابة، في حين يغيب حسين عبد الغني ومحمد عيد وحسن الراهب بداعي الإيقاف من لجنة الانضباط على خلفية أحداث مباراة كأس الملك.
أما فريق الهلال فيفتقد لخدمات كل من القائد ياسر القحطاني الذي لا يزال يواصل مرحلة التأهيل بعد تعرضه لإصابة القطع في الرباط الصليبي، فيما سيحرم الإيقاف فريق الهلال من خدمات المهاجم ناصر الشمراني وسالم الدوسري وذلك للعقوبة الانضباطية الموقعة على اللاعبين لأسباب مختلفة. في حين سيغيب سعود كريري عن المباراة لظروف عائلية حرمته من الوجود في اللحظات الأخيرة قبل المباراة.
الهلال والنصر.. لقاء السحاب في عاصمة الضباب
قطبا الكرة السعودية ينقلان صراعهما المثير إلى لندن بحثًا عن كأس السوبر
الهلال والنصر.. لقاء السحاب في عاصمة الضباب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة