احتدمت المواجهات في الساعات الماضية بين فصائل المعارضة التي لا تزال متمركزة في مدينة الزبداني في ريف دمشق وقوات النظام السوري المدعمة بعناصر حزب الله، وبالتحديد في المنطقة الشرقية، في ظل معلومات عن تقدم يحققه الطرف الثاني، وهو ما دفع كتائب المعارضة للتخفيف من الضغط العسكري على المدينة بإمطار بلدتي الفوعة وكفريا الشيعيتين في ريف إدلب بأكثر من 1400 قذيفة خلال 24 ساعة.
وكشف مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن عن تقدم تشهده المفاوضات بين الإيرانيين وحركة أحرار الشام لوقف القتال في الزبداني، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «كنا نتوقع أن تظهر مؤشرات جديدة في الساعات الماضية»، لافتا إلى أن «نحو 4 جهات تشارك بعملية التفاوض، فيما يشرف حزب الله حاليا عليها بشكل غير معلن رسميا».
وقال عبد الرحمن إن «التسوية التي يتم التباحث فيها تقضي بإخراج المسلحين من المدينة بسلاحهم الخفيف عبر ممر آمن، أما النقطة التي لم يتم حسمها حتى الساعة، فهي وجهة هذا الممر التي قد تكون إلى إدلب».
ورجّح مدير المرصد أن يكون التصعيد الميداني الذي تشهده جبهتا الفوعة وكفريا، والزبداني «محاولة لتحقيق الطرفين مكاسب بالمفاوضات الحاصلة، خاصة أن حزب الله ومن خلال التقدم الذي أحرزه في الزبداني، بات قادرا على فرض شروطه».
بالمقابل، أكدت مصادر المعارضة المسلحة قدرتها على اقتحام الفوعة وكفريا «نظرا لسهولة الموضوع، إلا أننا نتفادى ذلك نظرا لحساسية الملف الذي تحاول إيران أن تعطيه طابعا مذهبيا»، لافتة إلى أن «سعي النظام وحزب الله لحل الأزمة بإطار المفاوضات، يؤكد عدم قدرتهم على احتلال المدينة، خاصة أنّهم استخدموا 5 طرق لاقتحامها ولم ينجحوا نظرا لتشبث المقاتلين بأرضهم». وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط»: «لا شك أن وتيرة المعركة في كفريا والفوعة يحددها مسار المعارك في الزبداني، إلا أننا نؤكد أنه وفي حال تم اقتحام القريتين الشيعيتين فإننا سنحرص على عدم حصول أي عمليات انتقام من المدنيين العزل».
وكان المرصد السوري أفاد في بيان عن «استمرار الاشتباكات العنيفة بين قوات الفرقة الرابعة وحزب الله وجيش التحرير الفلسطيني وقوات الدفاع الوطني من جهة، وفصائل المعارضة مدعمة بمسلحين محليين من جهة أخرى في مدينة الزبداني، وسط تقدم لحزب الله وقوات النظام»، فيما تحدث «مكتب أخبار سوريا» عن استهداف الطيران المروحي التابع للجيش السوري النظامي، سفح الجبل الشرقي لمدينة الزبداني الخاضعة لسيطرة المعارضة بالبراميل المتفجرة، وذلك إثر استهداف فصائل المعارضة حاجز النقطة الثالثة النظامي المتمركز في الجبل الشرقي.
ونقل المكتب عن مصدر عسكري معارض من المدينة، أن فصائل المعارضة كانت قد شنّت هجومًا «مباغتًا» على حاجز الجبل الشرقي، أسفر عن مقتل عناصر من الجيش النظامي وآخرين من حزب الله، في حين لقي أحد مقاتلي المعارضة مصرعه وأصيب آخرون إصابات طفيفة.
وتمكنت فصائل المعارضة من قتل وإصابة عناصر من القوات النظامية، وأسر عنصر من اللجان الشعبية، خلال الاشتباكات التي دارت بين الطرفين على المحور الغربي لمدينة الزبداني، حسب المصدر، كما دارت اشتباكات بين الطرفين على محور شارع بردى والحارة الغربية في المدينة.
كما تعرضت المدينة، وبحسب «مكتب أخبار سوريا» للقصف بـ24 برميلا متفجرًا، ما أسفر عن دمار «كبير» في الممتلكات العامة والخاصة، بالتزامن مع قصف «عنيف» شنته الحواجز المحيطة بقذائف المدفعية والدبابات وصواريخ أرض - أرض تركزت على منطقة البلد وسط الزبداني.
من جهته، تحدث الإعلام الحربي لحزب الله عن تقدم عناصر الحزب وقوات النظام في القسم الشرقي من المدينة بعد التقدم الذي حققوه جنوبي وشمالي الزبداني، لافتا إلى سيطرتهم على عدد كبير من الأبنية قرب مسجد الإمام علي.
وبثت وسائل إعلام حزب الله مشاهد للمعارك الدائرة في المدنية، موضحة أن «المواجهات تتم داخل الأبنية ما يستدعي تكتيكات خاصة لتأمين محاور التقدم، على أن يليها قضم تدريجي فعمليات تطهير، خاصة أن المجموعات المسلحة تعمد لتفخيخ المنازل قبل الانسحاب منها».
وفي بلدتي الفوعة وكفريا الواقعتين في ريف إدلب، دارت اشتباكات بين قوات الدفاع الوطني واللجان الشعبية بإشراف قادة مجموعات من حزب الله من جهة، والفصائل المعارضة وجند الأقصى من جهة أخرى وسط أنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين، بحسب المرصد السوري الذي تحدث عن «ارتفاع عدد الأشخاص الذين قضوا داخل البلدتين خلال 24 ساعة إلى 23 شخصا بينهم 11 مواطنًا وطفلة قتلوا جراء سقوط أكثر من 1400 قذيفة أطلقتها فصائل المعارضة، والبقية هم من المسلحين الموالين للنظام قتلوا خلال اشتباكات في محيط البلدتين».
وفي الجنوب السوري، شنت فصائل المعارضة المسلحة يوم أمس الثلاثاء هجوما جديدا على مدينة درعا، وقال التلفزيون السوري في خبر عاجل له، إن «الجيش يتصدى لمحاولات مسلحي المعارضة التسلل إلى مدينة درعا ويوقع بينهم عشرات القتلى». وقال التلفزيون أيضا إن «6 أشخاص قتلوا إثر سقوط عدد من القذائف الصاروخية على المدينة».
وقال عضو المجلس العسكري المجمّد أبو أحمد العاصمي لـ«الشرق الأوسط»، إن «المرحلة الثالثة من الهجوم على مدينة درعا انطلقت في الساعات الماضية مع انضمام فصائل جديدة إلى الجبهة الجنوبية، وبالتالي إلى الفصائل المقاتلة»، لافتا إلى أن «المعركة حساسة وصعبة، باعتبار أن النظام يعتبرها من المناطق الأهم بالنسبة إليه وبالتالي يضع كل قواه لمنع تحريرها لقربها من دمشق ولأهميتها الحدودية».
وأوضح العاصمي أن «المدينة والمناطق المحيطة بها تحوي نظام رادارات ونظام الصواريخ المتوسطة المدى، وبالتالي خسارة الأسد هذه الأنظمة ستعني خسارة مدوية بالنسبة له وسقوطه».
حزب الله يشرف على المفاوضات مع «أحرار الشام» لوقف القتال في الزبداني
مصادر لـ {الشرق الأوسط} : مسار المعارك هناك يحدد وتيرة المعركة في كفريا والفوعة
حزب الله يشرف على المفاوضات مع «أحرار الشام» لوقف القتال في الزبداني
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة