بادي لـ «الشرق الأوسط»: عودة 4 وزراء لعدن.. والحكومة اليمنية سجلت نحو 1180 «شهيدًا»

بحاح: الوقوف صفاً واحداً بوجه الميليشيات وتطبيق القرارات الأممية المخرج الوحيد للأزمة

جانب من عودة 120 من اليمنيين العالقين بالخارج لدى وصولهم إلى مطاري عدن وسيئون (واس)
جانب من عودة 120 من اليمنيين العالقين بالخارج لدى وصولهم إلى مطاري عدن وسيئون (واس)
TT

بادي لـ «الشرق الأوسط»: عودة 4 وزراء لعدن.. والحكومة اليمنية سجلت نحو 1180 «شهيدًا»

جانب من عودة 120 من اليمنيين العالقين بالخارج لدى وصولهم إلى مطاري عدن وسيئون (واس)
جانب من عودة 120 من اليمنيين العالقين بالخارج لدى وصولهم إلى مطاري عدن وسيئون (واس)

كشف مسؤول في الحكومة اليمنية الشرعية، عن عودة أربعة وزراء إلى محافظة عدن، ليكونوا بذلك إلى جوار زملائهم في الحكومة اليمنية الذين عادوا لاستكمال أعمالهم.
وكشف راجح بادي المتحدث الرسمي باسم الحكومة اليمنية الشرعية، عن عودة وزراء جدد إلى محافظة عدن، موضحًا لـ«الشرق الأوسط» أن الوزراء هم وزير السياحة، وزير العدل، وزير المياه، وزير الاتصالات، إضافة إلى وزير النقل بدر باسلمة.
من جهة أخرى، ناشد المتحدث باسم الحكومة اليمنية الأطباء اليمنيين المقيمين في السعودية كافة بسرعة التوجه إلى عدن بالتنسيق مع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، مبينًا أن الوضع الإنساني كارثي.
وأشار راجح بادي إلى أن الحكومة اليمنية سجلت نحو 1180 «شهيدًا» جراء استهداف الميليشيات المتمردة وقوات المخلوع صالح لهم، إضافة إلى أن عدد الجرحى بلغ 9800 جريح، في حين تم تسجيل نحو 5800 إصابة بحمى الضنك.
وذكر المتحدث باسم الحكومة اليمنية، أنه جرى نقل 70 جريحًا يمنيًا من البلاد إلى الأردن، وذلك لتلقي العلاج اللازم هناك، وتطرق إلى عودة الرحلات الجوية المدنية إلى عدن، حيث كشف عن تلقي الخطوط الجوية اليمنية طلبات من نظيراتها بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربي وأخرى عربية من أجل استئناف الرحلات من وإلى مطار عدن الدولي.
في مقابل ذلك، أكد خالد بحاح، نائب الرئيس اليمني رئيس الوزراء، أن علاقات بلاده مع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي تتوثق يومًا بعد يوم، لا سيما بعد وقوف دول المجلس إلى جانب بلاده في الظروف الراهنة، وسعيهم للعمل مع الحكومة اليمنية للتحضير لمرحلة التأهيل والإعمار في اليمن.
ودعا بحاح الشعب اليمني بمختلف مكوناته الوطنية إلى الوقوف صفًا واحدًا ضد ما تقوم به الميليشيات من أجل استعادة وتحرير المناطق كافة من سيطرة الجماعة الانقلابية، مشددًا في الوقت ذاته على ضرورة المضي نحو تطبيق قرار مجلس الأمن رقم 2216.
وأشار بحاح، خلال تصريحات أعقبت لقاءه مع الدكتور عبد اللطيف الزياني الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، مساء البارحة الأولى، أن تحرير محافظة عدن يعد بدايةً ومفتاحًا لتحقيق انتصارات أخرى حتى تتحرر المحافظات اليمنية كافة من سيطرة ميليشيات الحوثيين وصالح الانقلابية الذين أدخلوا البلاد في أتون صراعات وأحداث تسببت في شرخ كبير في نسيج المجتمع اليمني.
وذكر نائب الرئيس اليمني رئيس مجلس الوزراء أن هناك تحسنا نسبيا في عمليات الإغاثة التي تتم عن طريق ميناء ومطار عدن، خصوصا بعد أن أصبحت عدن خالية من وجود الميليشيات المتمردة، مطالبًا الدول والمنظمات المانحة ببذل المزيد من تقديم الدعم من أجل مواجهة الظروف الإنسانية الصعبة في عدد من المحافظات في بلاده.
من جهة أخرى، أكد الدكتور عبد اللطيف الزياني الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، أن دول مجلس التعاون ستظل إلى جانب اليمن حتى يستعيد أمنه واستقراره وتمسكها بتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2216، وإيقاف إطلاق النار من قبل الميليشيات المتمردة وانسحابها من المدن والمواقع التي تسيطر عليها، إضافة إلى تسليمها للأسلحة كافة، ومؤسسات الدولة التي سيطرت عليها خلال الفترة الماضية.
وفي وقت لاحق، أمس، اطلع عبد اللطيف الزياني، على إنجازات مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، مؤكدًا أهمية تنسيق الجهد الإغاثي والتعاون بين المركز ومجلس التعاون لدول الخليج العربية لخدمة الأهداف المشتركة.
وقال الزياني في تصريح صحافي: «الاجتماع مع المسؤولين في المركز ناقش دعم اليمن في المجال الإغاثي والخطط المستقبلية لزيادة هذا الدعم، والتنسيق الخليجي في توفير ما يحتاج إليه اليمن من إغاثة وإعادة تأهيل»، مشددًا على أن المركز قام بجهود كبير بفترة قصيرة، وأصبح المركز جهة مرموقة ينظر لها العالم بكل احترام، مفيدًا بأن تأسيس المركز جاء على أسس علمية متقدمة تجعل كل خليجي يفتخر، وأن ذلك ليس بغريب على القائمين بالمركز والعاملين فيه.
في مقابل ذلك، وصل 120 يمنيًا عالقًا إلى اليمن عبر مطاري عدن وسيئون، تقلهم طائرة تابعة للخطوط الجوية اليمنية، سيّرها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية.
وأوضح رأفت الصباغ، المتحدث الرسمي لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، أن الطائرة المقلة للعالقين اليمنيين مقبلة من العاصمة الأردنية عمان مرورا بمطار قاعدة الرياض الجوية ومن ثم إلى اليمن، مبينًا أن المركز خصص برنامجا متكاملا لنقل العالقين اليمنيين الراغبين في العودة إلى بلادهم تحفهم الرعاية حتى يصلوا إلى بلادهم سالمين، وأن المركز نسق مع الحكومة الشرعية اليمنية والجهات ذات العلاقة ليعود العالقون إلى ديارهم باليمن.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.