شنّ الزعيم المسيحي، رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون، يوم أمس (السبت)، هجومًا غير مسبوق على قائد الجيش جان قهوجي ومعظم الفرقاء السياسيين من دون أن يسميهم على خلفية تمديد ولاية قادة الأجهزة الأمنية، داعيًا مناصريه للاستعداد للنزول إلى الشارع عندما يدق النفير.
وتوجه عون في مؤتمر صحافي بعد اجتماع طارئ لتكتله لقائد الجيش بالقول: «إياك يا جان قهوجي أن تنشر الجيش اللبناني في مواجهتنا.. لا يوضع الجيش في مواجهة مظاهرة سلمية، وبالمأزق الذي وضع به في التحركات السابقة.. لا يحق لقهوجي ترك عرسال وطرابلس ووادي خالد ويقف في وجهنا.. أنت تسيّس الجيش عندما تضعه بخدمة سياسيين».
وشمل هجوم عون الحكومة التي هو شريك فيها، فقال: «أنتم حكومة نفايات وحكومة عرقلة المشاريع الإنمائية على مستوى كل لبنان. ومن يتكلم عن الفساد هو الفاسد الأكبر هو ومعلموه»، وشدّد على وجوب «تأسيس محكمة خاصة ومتخصصة بالجرائم التي تتعلق بالمالية». ودعا عون «كل عنصر بالتيار الوطني الحر إلى النزول إلى الأرض عند دقّ النفير»، مشددا على أنّه على كل المواطنين الشعور بالمسؤولية. وأضاف: «كلّ اللبنانيين مدعوون للتعبير عن أنفسهم والتصويت على هذه الحالة باقدامهم، والتظاهر هو حق يكفله الدستور».
وبحسب مصادر في تيار عون، فهو يتحضر لدعوة مناصريه لمظاهرة كبيرة منتصف الأسبوع المقبل، لـ«الاحتجاج على المسار الانحداري لمؤسسات الدولة، وخصوصا على سريان مبدأ التمديد على كل الاستحقاقات»، لافتة إلى أن «تحركاتهم المرتقبة في الشارع غير منسقة مع الحلفاء المدعوين للانضمام إلينا إذا هم أرادوا ذلك». وشدّدت المصادر في تصريح لـ«الشرق الأوسط» على أن «زمن التسويات والمساومات قد انتهى، وحان زمن التصعيد». بالمقابل، استهجنت مصادر أمنية الحملة التي شنّها عون على قيادة الجيش من خلال سعيه لـ«إقحامها بزواريب السياسة»، لافتة إلى أن «مشكلته هي مع الحكومة والطبقة السياسية فلماذا إلقاء القنابل بوجه قائد الجيش؟».
وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط»: «عناصر الجيش والضباط ملتزمون أمر القيادة لا أوامر السياسيين، وهم لن يتعاطوا السياسة وسيظلون بمنأى عنها على الرغم من كل محاولات عون غير المفهومة.. وليحل مشكلاته بعيدا عنّا». واعتبرت المصادر أن الخطاب الذي صدر أخيرًا عن عون «أظهر وبما لا يقبل الشك أن مشكلته هي شخصية مع العماد جان قهوجي، وليست مشكلة مؤسساتية ودستورية كما يدعي، خاصة أنه يصر على مهاجمته فقط، علما أن التمديد طال 3 قادة آخرين». وردّت المصادر على اتهامات عون بالتعرض للمتظاهرين أمام السراي الحكومي الشهر الماضي، مؤكدة أن «بعض المتظاهرين هم من اعتدوا على الجيش، وآثروا إزالة الأسلاك الشائكة بما يثبت أن كان لديهم نيات عدوانية».
وفيما بدا حلفاء عون غير مرحبين بالتحرك المرتقب في الشارع وبحجم التصعيد الذي توعّد به، رأى عضو كتلة «المستقبل» النائب أحمد فتفت أن «مشكلة عون هو أنه حشر نفسه بالزاوية»، داعيا إياه لإعادة النظر في تحالفاته السياسية. ولفت فتفت إلى أن «قرار التمديد لقادة الأجهزة الأمنية صدر بموافقة حزب الله، والدليل على ذلك صمته عن الموضوع»، مشددا على أنه «لا يوجد مشكلة شخصية مع عون بل لدينا مشكلة في أداء وزرائه داخل الحكومة».
وأضاف فتفت: «نحن أمام واقع سياسي واضح، وما سيقوم به عون مهما كان هو حقه، ونحن لن نقوم بتحريك شارع مقابل شارع ولن نقوم بأمور غير قانونية»، مرجحا أن لا يقوم تيار عون بأي شيء يتجاوز فيه القانون.
أما عضو كتلة «المستقبل» النائب خالد زهرمان، فاعتبر أن العماد عون ألقى «محاضرة حاول فيها أن يُظهر نفسه قديسًا، وهو الفريق الذي سينقذ البلد، ومشكلات البلد كلها تقع على كل مَن هو غير التيار الوطني الحر».
ورأى زهرمان في حديث إلى وكالة «أخبار اليوم»، أن كلام عون «سياسي بامتياز باعتبار أن كل الاتهامات والسهام توجّه تحديدًا إلى تيار المستقبل». وقال: «بدل أن يوجّه عون الاتهامات ما عليه سوى أن يتوجّه إلى القضاء للبتّ بما يُطرح، حيث القضاء هو الفيصل والحكم بيننا».
عون يعلن التصعيد المفتوح ويدعو مناصريه للاستعداد للنزول إلى الشارع الأسبوع المقبل
مصادر أمنية لـ {الشرق الأوسط} : الجيش لا يتعاطى السياسة.. وليحل مشكلته بعيدًا عنا
عون يعلن التصعيد المفتوح ويدعو مناصريه للاستعداد للنزول إلى الشارع الأسبوع المقبل
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة