قطاع الأراضي يسيطر على 90 % من حركة مؤشر العقار السعودي

الرياض تتصدر بنشاط يتجاوز أداء جدة والدمام ومكة المكرمة مجتمعة

قطاع الأراضي يسيطر على 90 % من حركة مؤشر العقار السعودي
TT

قطاع الأراضي يسيطر على 90 % من حركة مؤشر العقار السعودي

قطاع الأراضي يسيطر على 90 % من حركة مؤشر العقار السعودي

تربعت الرياض على حركة العقار السعودي بحركة نشطة تتجاوز حركة الدمام وجدة ومكة المكرمة معا، حيث تجاوزت العمليات التي تمت خلال الربع الماضي من العام الهجري، 13 ألف عملية تجارية، في حين لم تتجاوز المدن الرئيسية الثلاث الكبرى 11 ألف عملية، وهو معدل كبير بحسب مؤشر وزارة العدل السعودية للحركة العقارية محليا. ورغم اختلاف القيم العقارية من منطقة إلى أخرى فإن جميع المدن اتفقت على نوعية النشاط العقاري، حيث تحتل حركة الأراضي نصيب الأسد عن باقي الأفرع التجارية بنسب فارقة عن باقي القطاعات الأخرى.
وأكد عقاريون أن حركة الرياض دائمًا ما تكون الأولى، إلا أن الفارق هذه المرة هو الحركة النشطة للأراضي التي تتجاوز 90 في المائة من الحركة العامة للعقار، وهي نسبة مرتفعة كثيرًا، كما أن الربع الثالث من العام الهجري شهد تجاوزًا كبيرًا في حركة الرياض. وأوعز عقاريون بأن عددًا كبيرًا من صفقات الأراضي يدخل ضمن التدوير أو الاستثمار وليس التملك والبناء، وأن العدد الحالي في القطاع يعتبر محدودًا في ظل زيادة الطلب على العقار ومحدودية الحركة.
وقال محمد السعيدان الذي يمتلك شركة عقارية، إن «حركة الأراضي في السعودية تعتبر هي الأكثر والمقياس على المدى الطويل ومنذ سنوات، إلا أنها بنسب غير متفاوتة إلى حد كبير، إلا أن تجاوزها نسبة 90 في المائة عن باقي الأفرع العقارية المنافسة بحسب تأكيدات مؤشر وزارة العدل العقاري، فإنها نسبة كبيرة تسجل تراجعًا كبيرًا في الأداء العام في السوق في شتى القطاعات الأخرى، وأن هناك حركة نشطة على الأراضي باعتبارها الذراع الأكثر نشاطًا منذ فترة، إلا أن التحركات الحالية بأعدادها لا تزال تسجل مقياسًا ضعيفًا بالنسبة إلى الطلب الكبير على العقار، حيث إن النسبة الحالية لا تلبي احتياجات ولا 1 في المائة من الطلبات العامة للعقار التي تزداد من فترة إلى أخرى».
وأضاف السعيدان: «المعدل الأعلى للحركة العقارية هي مدينة الرياض بعدد 13 ألف صفقة عقارية خلال 3 أشهر وتتضاعف بمعدلات أكبر للكثير من المدن، مما يعني أن الحركة تعتبر بطيئة إلى حد كبير في تلبية الطلبات على قطاع التمليك العقاري، الذي يقابله مئات الآلاف من الطلبات قيد الانتظار التي تنتظر الفرصة من أجل اقتناص الفرصة المناسبة لذلك؛ سواء عن طريق المشروعات الحكومية أو انخفاض الأسعار بمعدلات أكثر من الحالية»، لافتا إلى أن حركة القطاع العقاري في هذا الربع تعتبر متدنية إلى حد كبير وتقل بنسبة ملحوظة عن الربع المماثل من العام الماضي.
وبحسب مؤشرات «الشرق الأوسط» المستمدة من المؤشر العقاري لوزارة العدل، فإن الرياض تتصدر حركة العقار في السعودية بمعدل يزيد على أداء القطاع العقاري في المدن الرئيسية مجتمعة وأهمها «مكة وجدة والدمام» في شتى القطاعات العقارية منذ فترة طويلة، إلا أن أهم ما يميز هذا الربع هو تغريد الأراضي خارج سرب القطاعات الأخرى.
وفي صلب الموضوع أكد ناصر التويم، الرئيس التنفيذي لشركة عقارية، أن ارتفاع هذه النسبة بالنسبة إلى الأفرع العقارية الأخرى يعود إلى التسييل الكبير للأراضي الذي تزامنت مع فرض رسوم على الأراضي البيضاء في السعودية، حيث إن هناك عرضًا كبيرًا يتم تداوله بكميات تعتبر بسيطة عن الموجودة والمعروضة، مما دفع بمؤشر العقار إلى تحقيق نسب مرتفعة في تحركات الأراضي في البيع والشراء نتيجة انخفاض بسيط في قيمتها، وهو الأمر الذي دفع إلى التحركات الكبيرة التي تشهدها الأراضي محليًا، متوقعًا أن تزداد النسبة فور تطبيق قرار فرض الرسوم على الأراضي، مرجحًا أن يكون هناك تسييل أكبر من الموجود وأن انتعاشًا كبيرًا في الحركة سيدفع الأراضي إلى تصدر المشهد العقاري لسنوات إضافية.
يشار إلى أن الرياض تصدرت خلال الربع الثالث بحركة عقارية قدرت بـ13.098 صفقة عقارية، في المقابل حققت جدة 5.838 صفقة عقارية، وفي المرتبة الثالثة حققت مدينة الدمام 3.363 صفقة عقارية، تليها مباشرة مكة المكرمة بـ2.661 صفقة عقارية، ومن ثم تتوالى المؤشرات على المدن بنسب متدنية ويلاحظ الفرق بين الحركة العامة لمدينة الرياض وباقي المدن الأخرى، كما تزعمت حركة الأراضي القطاع الأكثر نشاطًا خصوصًا لمدينة الرياض وبنسب متفاوتة في المدن الأخرى.
وحول سبب تصدر الرياض الحركة العامة بنسب تفوق المدن الكبرى الأخرى مجتمعة، أبان التويم أن مساحة الرياض الشاسعة ما أهلها لتصدر هذه النسب، كما أن الطلب هناك والحركة تعتبر هي الأعلى على مستوى السعودية باعتبارها العاصمة، إلا أن لهذا الأمر انعكاسًا سلبيًا وهو أن معظم من سيل هذه الأراضي هم من كبار المستثمرين الذين يمتلكون مساحات شاسعة، ما يعني أن ارتفاع هذه النسبة يشير إلى ارتفاع مفاجئ في المعروض، وهو الأمر الذي يشير إلى وجود عدد محدد من المستثمرين يحركون السوق في حركة العرض والطلب، وهو الأمر الذي ينعكس على القيمة العامة للعقار.
من جهته، أشار علي التميمي المدير العام لشركة تميم العقارية، إلى أن تصدر الأراضي للحركة العقارية هو مؤشر لا يدعو إلى التفاؤل، حيث إن ما يحدث هو عمليات تدوير أو تبادلات في الملكية بين المستثمرين أو بعض العمليات التي تهدف إلى خدمة الاستثمار العقاري وليس التملك والاستقرار، موضحًا أن معظم من أتم الصفقات خلال الربع الماضي هم من التجار، إذ إن المستهلكين في الغالب لا يلجأون إلى شراء الأراضي في ظل ارتفاع قيمتها وتعقيدات البناء، حيث إن الحركة على الفيللات والشقق هي المعيار الأساسي لحركة السوق وتلبيته طلبات المواطنين، موضحًا أن المواطنين عادة يلجأون إلى هذا النوع من البنايات ولا يحرص المستهلك على البناء في الوقت الحالي إلا في حالات نادرة في ظل توافر القروض العقارية التي حفزت الطلب على تملك المنازل على حساب الأراضي، مما يشير إلى أن الحركة الحالية ما هي إلا صفقات مستثمرين بعيدة إلى حد كبير عما يطمح إليه المستهلكون، كما أن المعدل العام للحركة العقارية لا يزال ضعيفًا بالنسبة إلى الكميات الكبيرة من الطلب.



تأثيرات «كورونا» تظهر على العقارات المصرية

سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
TT

تأثيرات «كورونا» تظهر على العقارات المصرية

سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس

بعد الانتشار المتزايد لفيروس «كورونا المستجد» في معظم أنحاء العالم، يحذّر خبراء الاقتصاد من التداعيات السلبية التي يشهدها الاقتصاد العالمي خصوصاً بعد الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدول ومن بينها إغلاق الحدود وتعليق الرحلات الجوية والبحرية، وهو ما امتد بدوره إلى قطاع العقارات في مصر، حيث تشهد السوق العقارية في البلاد حالياً تراجعاً في نسب المبيعات، بالإضافة إلى إلغاء فعاليات ومؤتمرات تسويقية عقارية.
ويؤكد مستثمرون عقاريون مصريون من بينهم المهندس ممدوح بدر الدين، رئيس مجلس إدارة شعبة الاستثمار العقاري بالاتحاد العام للغرف التجارية، أن «القطاعات الاقتصادية تشهد تباطؤاً وجموداً حاداً في الآونة الأخيرة، وهذا سيكون له تبعاته على سوق العقار»، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «أتوقع أن تخرج مصر من الأزمة سريعاً، وبأقل الخسائر نتيجة للإجراءات الاحترازية التي اتخذتها أخيراً للحد من انتشار المرض».
وشهدت سوق مبيعات العقارات في مصر «تراجعاً نسبياً منذ بداية أزمة كورونا»، وفق الخبير والمسوق العقاري محمود سامي، الذي قدّر «نسبة التراجع في مستويات البيع والشراء، بنسبة تتراوح من 20 إلى 30%، في بداية الأزمة، لتصل إلى 50% مع نهاية الأسبوع الماضي، مع اتخاذ مصر وعدد من الدول العربية إجراءات احترازية جريئة للحد من انتشار المرض».
ورغم أن مؤشرات الطلب على شراء العقارات التي تقاس وفق حجم الطلب على المواقع الإلكترونية المخصصة لبيع وشراء العقارات، لم تعكس هذا التراجع في شهر فبراير (شباط) الماضي، وفقاً لمؤشر موقع «عقار ماب» المتخصص في السوق العقارية، بعدما سجل ثبات مستوى الطلب على العقارات في شهري يناير (كانون الثاني) وفبراير الماضيين، لكن المؤشر أوضح أنه «كان هناك تزايد في الطلب في النصف الأول من شهر فبراير، إلا أن هذا التزايد تراجع في الأسبوعين الأخيرين ليستقر المؤشر عند نفس معدل الشهر السابق»، ولا توجد إحصائيات واضحة عن شهر مارس (آذار) الجاري، والذي تفاقمت فيه أزمة «كورونا».
وعكس ما يؤكده المسوق العقاري محمود سامي، من وجود تراجع في نسب مبيعات العقارات في مصر، يقول الدكتور ماجد عبد العظيم، أستاذ الاقتصاد والخبير العقاري، أن «السوق العقارية في مصر لم تتأثر حتى الآن بأزمة (كورونا)»، وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «لا يوجد ارتباط بين فيروس (كورونا) والعقارات، فمن يريد شراء شقة سيفعل ذلك»، مشيراً إلى أن «السوق العقارية المصرية تعاني من حالة ركود بدأت منذ نحو أربعة أشهر، وتظهر ملامحها في العروض التسويقية التي تقدمها شركات العقارات، ومن بينها زيادة عمولة المسوقين العقاريين، والإعلان عن تسهيلات في السداد تصل إلى عشر سنوات من دون مقدم، والدفعة الأولى بعد التسلم»، لافتاً إلى أن «حالة الركود هذه سببها الرئيسي زيادة المعروض، وارتفاع الأسعار بشكل مبالغ فيه».
ورغم أن العاملين في التسويق العقاري لا ينكرون وجود حالة ركود في السوق، فإنهم يرون أن المسألة تزايدت مع الخوف من انتشار «كورونا»، حتى حدث «انكماش في السوق العقارية»، على حد تعبير سامي الذي أوضح أن «شركات التسويق العقاري تأقلمت مع حالة الركود، ونفّذت عمليات إعادة هيكلة وتقليص لعدد الموظفين والمقرات»، مضيفاً: «ما نشهده الآن مختلف، فهناك حالة شلل لم نشهدها من قبل إلا مع ثورتي 30 يونيو (حزيران) 2013، و25 يناير 2011. وإن كان ما نشهده حالياً أكثر حدة، فهناك إلغاء لحجوزات ومواعيد معاينات للوحدات العقارية، وتأجيل لقرارات الشراء بشكل عام حتى انتهاء الأزمة واتضاح الرؤية».
ولا يقتصر تأثير انتشار «كورونا» على حركة البيع والشراء في قطاع العقارات، بل من المتوقع أن «ينعكس التأثير على اقتصاد الشركات العقارية واستثماراتها» حسب بدر الدين، الذي أشار إلى أن «قطاع النفط تأثر بصورة كبيرة خصوصاً بعد إصرار منظمة (أوبك) على عدم تقليل إنتاجها، ليهبط سعر البرميل إلى أقل من 30 دولاراً، ما سبب خسائر للمستثمرين والصناديق العالمية، وترتبت على ذلك انخفاضات في أسعار مواد البناء وبالتالي فإن أي مستثمر لديه مخزون من هذه السلع، سيحقق خسائر بلا شك».
وتماشياً مع قرارات الحكومة المصرية إلغاء التجمعات، تم تأجيل مؤتمر ومعرض «سيتي سكيب مصر للتسويق العقاري»، الذي يعده الخبراء أحد أكبر معارض التسويق العقاري في مصر، والذي كان من المقرر عقده في منتصف الشهر الجاري، لتكتفي الشركات العقارية بالعروض التسويقية التي تقدمها وتعلن عنها إلكترونياً أو تلفزيونياً.
والتأجيل يحمي شركات العقارات من خسائر متوقعة، نظراً لصعوبة حضور العملاء، مما سيؤثر بشكل سلبي على صورة القطاع العقاري، حسب بدر الدين.
ويخشى العاملون في السوق العقارية من استمرار الأزمة فترة طويلة، وهو ما سيؤدي إلى خسائر كبيرة في القطاع، قد تضطر الشركات إلى عمليات إعادة هيكلة وتخفيض عمالة -على حد تعبير سامي- الذي قال إن «الشركات تأقلمت مع انخفاض المبيعات خلال الشهور الماضية، لكن لو استمر الوضع الحالي لمدة شهر، فالمسألة ستكون صعبة وقد تؤدي إلى إغلاق شركات وتسريح موظفين، حيث ستحتاج كل شركة إلى تخفيض نفقاتها بنسبة 40% على الأقل».
ورغم تأكيدات عبد العظيم أنه لا يوجد تأثير لأزمة «كورونا» على السوق العقارية حتى الآن، فإنه يقول: «إذا تفاقمت أزمة (كورونا) فستكون لها تأثيرات على جوانب الحياة كافة، ومنها العقارات»، وهو ما يؤكده بدر الدين بقوله إن «العالم كله سيشهد تراجعاً في معدلات النمو الاقتصادي».