سوق العقارات في أومبريا بإيطاليا توفر مزايا استثمارية

تعتبر المقاطعة الوحيدة في البلاد من دون سواحل على البحر

سوق العقارات في أومبريا بإيطاليا توفر مزايا استثمارية
TT

سوق العقارات في أومبريا بإيطاليا توفر مزايا استثمارية

سوق العقارات في أومبريا بإيطاليا توفر مزايا استثمارية

تعتبر مقاطعة أومبريا الإيطالية الوحيدة من دون سواحل على البحر أو حدود تجمعها بدولة أخرى، ودائما ما كانت تأتي بعد توسكانا جارتها الكبرى والأكثر بريقا إلى الشمال. ولكن ذلك كان في صالح المشترين من عدة نقاط حسبما أفاد الوكلاء هناك.
يمكن للمشترين العثور على شقق سكنية في القرية بأسعار منخفضة تتراوح بين 100 ألف و150 ألف دولار، ولكن تلك الفئة من العقارات لا تلقى إقبالا كبيرا. بالنسبة لعملائه، كما يقول أحد وكلاء العقارات هناك، «أفضل المنازل توجد عند حافة المدينة، ولكن مع الكثير من الخصوصية، وكلها تقع على مسافة قريبة سيرا على الأقدام، مع هكتار من الأرض ومن دون ضوضاء على الطريق».
والعقارات التي تتمتع بتلك المميزات تُباع بأسعار تتراوح بين 900 ألف و1.3 مليون دولار، كما قال، مضيفا أن نحو 85 في المائة من المبيعات المحققة لشركته تقع بين دفتي تلك الفئة السعرية.
وكما الحال في الكثير من المناطق الأوروبية، فإن الأسعار في أومبريا قد شهدت ارتفاعا ملحوظا خلال السنوات العشر السابقة على الركود في عام 2008.
ارتفعت الأسعار كثيرا خلال العام الماضي، كما أفاد الوكلاء، وهو التوجه الذي يعزونه إلى ضعف اليورو، والاقتصادات القوية في بريطانيا والولايات المتحدة وألمانيا، واستعداد البائعين لتخفيض الأسعار المطلوبة إلى حد كبير.

من يشتري العقارات في أومبريا؟

تتوقف نسبة المشترين الأجانب على الوكالة العقارية ومحور تركيزها الحالي، ولكن كل الوكلاء أجمعوا على أن المشترين الأجانب لا يمثلون إلا نسبة 50 في المائة على الأقل من مجموع أعمالهم. تقول آنا دي لوكا من شركة أومبريا العقارية في مارسيانو وتعمل على إدراج العقارات في تودي، إن قاعدة العملاء لديها نصفها من إيطاليا والنصف الآخر من بريطانيا، مع عدد متفرق من العملاء من أميركا وألمانيا وهولندا.
وتقول السيدة غرينوود من شركة نايت فرانك بأن المشترين لديها معظمهم من غير الإيطاليين، مع نسبة تبلغ نحو 60 في المائة من بريطانيا ونسبة كبيرة من الأميركيين. والكثير من المشترين هم من المغتربين البريطانيين أو الأوروبيين القادمين من مدن آسيوية مثل هونغ كونغ أو سنغافورة.
تقول السيدة غرينوود إن الضعف الحالي في اليورو مقابل الدولار والجنيه الإسترليني والفرنك السويسري تسبب في ارتفاع ملحوظ في أعمال الشركات العقارية من تلك البلدان، وقد اتفق باقي الوكلاء على ذلك الرأي.

أساسيات الشراء

ليست هناك قيود مفروضة على المشترين الأجانب، كما يقول الوكلاء، ولكن مطلوب منهم الحصول على رقم كود الضرائب الإيطالية، أو الكود المالي. وكل المعاملات تتم عبر كاتب العدل الذي يتولى التفاوض والتعاقد، ويحقق في أي مخالفات في الصكوك، ويتأكد من سداد كل الضرائب والرسوم.
يقول السيد هرمل: «تتاح الرهانات العقارية لكل المشترين الأجانب، ولكن عملية تأمين أحد تلك الرهانات تعد عملية شاقة. والقيمة القصوى تبلغ 70 في المائة من السعر المقدر بواسطة البنك». وتقول السيدة غرينوود إن معظم عملاء شركتها هم من المشترين نقدا.
ويقول السيد هرمل برفقة غيره من الوكلاء بأنه ينبغي على المشترين وضع ميزانية بمقدار 10 إلى 12 في المائة فوق سعر الشراء، وهو المبلغ الذي يتضمن الضرائب، ورسوم كاتب العدل، وعمولة النصف من المشتري إلى الوكالة العقارية، وتقدر بنحو 6 في المائة من السعر. كما يقول الوكلاء بأنه ليس ضروريا تعيين محام لتمثيلهم، ولكن السيد هرمل يقترح وبشدة أن يتخير المشترون كاتب عدل يتحدث لغتين أو أكثر. «إن أحد أهم الأشياء المنظمة على نحو جيد في إيطاليا هي حماية المشترين».

* خدمة «نيويورك تايمز»



تأثيرات «كورونا» تظهر على العقارات المصرية

سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
TT

تأثيرات «كورونا» تظهر على العقارات المصرية

سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس

بعد الانتشار المتزايد لفيروس «كورونا المستجد» في معظم أنحاء العالم، يحذّر خبراء الاقتصاد من التداعيات السلبية التي يشهدها الاقتصاد العالمي خصوصاً بعد الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدول ومن بينها إغلاق الحدود وتعليق الرحلات الجوية والبحرية، وهو ما امتد بدوره إلى قطاع العقارات في مصر، حيث تشهد السوق العقارية في البلاد حالياً تراجعاً في نسب المبيعات، بالإضافة إلى إلغاء فعاليات ومؤتمرات تسويقية عقارية.
ويؤكد مستثمرون عقاريون مصريون من بينهم المهندس ممدوح بدر الدين، رئيس مجلس إدارة شعبة الاستثمار العقاري بالاتحاد العام للغرف التجارية، أن «القطاعات الاقتصادية تشهد تباطؤاً وجموداً حاداً في الآونة الأخيرة، وهذا سيكون له تبعاته على سوق العقار»، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «أتوقع أن تخرج مصر من الأزمة سريعاً، وبأقل الخسائر نتيجة للإجراءات الاحترازية التي اتخذتها أخيراً للحد من انتشار المرض».
وشهدت سوق مبيعات العقارات في مصر «تراجعاً نسبياً منذ بداية أزمة كورونا»، وفق الخبير والمسوق العقاري محمود سامي، الذي قدّر «نسبة التراجع في مستويات البيع والشراء، بنسبة تتراوح من 20 إلى 30%، في بداية الأزمة، لتصل إلى 50% مع نهاية الأسبوع الماضي، مع اتخاذ مصر وعدد من الدول العربية إجراءات احترازية جريئة للحد من انتشار المرض».
ورغم أن مؤشرات الطلب على شراء العقارات التي تقاس وفق حجم الطلب على المواقع الإلكترونية المخصصة لبيع وشراء العقارات، لم تعكس هذا التراجع في شهر فبراير (شباط) الماضي، وفقاً لمؤشر موقع «عقار ماب» المتخصص في السوق العقارية، بعدما سجل ثبات مستوى الطلب على العقارات في شهري يناير (كانون الثاني) وفبراير الماضيين، لكن المؤشر أوضح أنه «كان هناك تزايد في الطلب في النصف الأول من شهر فبراير، إلا أن هذا التزايد تراجع في الأسبوعين الأخيرين ليستقر المؤشر عند نفس معدل الشهر السابق»، ولا توجد إحصائيات واضحة عن شهر مارس (آذار) الجاري، والذي تفاقمت فيه أزمة «كورونا».
وعكس ما يؤكده المسوق العقاري محمود سامي، من وجود تراجع في نسب مبيعات العقارات في مصر، يقول الدكتور ماجد عبد العظيم، أستاذ الاقتصاد والخبير العقاري، أن «السوق العقارية في مصر لم تتأثر حتى الآن بأزمة (كورونا)»، وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «لا يوجد ارتباط بين فيروس (كورونا) والعقارات، فمن يريد شراء شقة سيفعل ذلك»، مشيراً إلى أن «السوق العقارية المصرية تعاني من حالة ركود بدأت منذ نحو أربعة أشهر، وتظهر ملامحها في العروض التسويقية التي تقدمها شركات العقارات، ومن بينها زيادة عمولة المسوقين العقاريين، والإعلان عن تسهيلات في السداد تصل إلى عشر سنوات من دون مقدم، والدفعة الأولى بعد التسلم»، لافتاً إلى أن «حالة الركود هذه سببها الرئيسي زيادة المعروض، وارتفاع الأسعار بشكل مبالغ فيه».
ورغم أن العاملين في التسويق العقاري لا ينكرون وجود حالة ركود في السوق، فإنهم يرون أن المسألة تزايدت مع الخوف من انتشار «كورونا»، حتى حدث «انكماش في السوق العقارية»، على حد تعبير سامي الذي أوضح أن «شركات التسويق العقاري تأقلمت مع حالة الركود، ونفّذت عمليات إعادة هيكلة وتقليص لعدد الموظفين والمقرات»، مضيفاً: «ما نشهده الآن مختلف، فهناك حالة شلل لم نشهدها من قبل إلا مع ثورتي 30 يونيو (حزيران) 2013، و25 يناير 2011. وإن كان ما نشهده حالياً أكثر حدة، فهناك إلغاء لحجوزات ومواعيد معاينات للوحدات العقارية، وتأجيل لقرارات الشراء بشكل عام حتى انتهاء الأزمة واتضاح الرؤية».
ولا يقتصر تأثير انتشار «كورونا» على حركة البيع والشراء في قطاع العقارات، بل من المتوقع أن «ينعكس التأثير على اقتصاد الشركات العقارية واستثماراتها» حسب بدر الدين، الذي أشار إلى أن «قطاع النفط تأثر بصورة كبيرة خصوصاً بعد إصرار منظمة (أوبك) على عدم تقليل إنتاجها، ليهبط سعر البرميل إلى أقل من 30 دولاراً، ما سبب خسائر للمستثمرين والصناديق العالمية، وترتبت على ذلك انخفاضات في أسعار مواد البناء وبالتالي فإن أي مستثمر لديه مخزون من هذه السلع، سيحقق خسائر بلا شك».
وتماشياً مع قرارات الحكومة المصرية إلغاء التجمعات، تم تأجيل مؤتمر ومعرض «سيتي سكيب مصر للتسويق العقاري»، الذي يعده الخبراء أحد أكبر معارض التسويق العقاري في مصر، والذي كان من المقرر عقده في منتصف الشهر الجاري، لتكتفي الشركات العقارية بالعروض التسويقية التي تقدمها وتعلن عنها إلكترونياً أو تلفزيونياً.
والتأجيل يحمي شركات العقارات من خسائر متوقعة، نظراً لصعوبة حضور العملاء، مما سيؤثر بشكل سلبي على صورة القطاع العقاري، حسب بدر الدين.
ويخشى العاملون في السوق العقارية من استمرار الأزمة فترة طويلة، وهو ما سيؤدي إلى خسائر كبيرة في القطاع، قد تضطر الشركات إلى عمليات إعادة هيكلة وتخفيض عمالة -على حد تعبير سامي- الذي قال إن «الشركات تأقلمت مع انخفاض المبيعات خلال الشهور الماضية، لكن لو استمر الوضع الحالي لمدة شهر، فالمسألة ستكون صعبة وقد تؤدي إلى إغلاق شركات وتسريح موظفين، حيث ستحتاج كل شركة إلى تخفيض نفقاتها بنسبة 40% على الأقل».
ورغم تأكيدات عبد العظيم أنه لا يوجد تأثير لأزمة «كورونا» على السوق العقارية حتى الآن، فإنه يقول: «إذا تفاقمت أزمة (كورونا) فستكون لها تأثيرات على جوانب الحياة كافة، ومنها العقارات»، وهو ما يؤكده بدر الدين بقوله إن «العالم كله سيشهد تراجعاً في معدلات النمو الاقتصادي».