لوبولو.. رائحة المطبخ البرتغالي في نيويورك

من أجدد عناوين الأكل في منطقة تشيلسي الأميركية

المطعم من  الخارج، أطباق برتغالية بقالب عصري، الطاهي الرئيسي في لوبولو
المطعم من الخارج، أطباق برتغالية بقالب عصري، الطاهي الرئيسي في لوبولو
TT

لوبولو.. رائحة المطبخ البرتغالي في نيويورك

المطعم من  الخارج، أطباق برتغالية بقالب عصري، الطاهي الرئيسي في لوبولو
المطعم من الخارج، أطباق برتغالية بقالب عصري، الطاهي الرئيسي في لوبولو

لو لم يكن جورج مينديز متمتعًا بقدرة كبيرة على إحكام قبضته على النكهات والنباتات العطرية البرتغالية، ربما كان «لوبولو» سيخرج عن نطاق سيطرته. قد يكون هذا المطعم مثيرًا للحيرة بداية الأمر، حيث يبعث برسائل مختلطة، وتتوه رسالته البسيطة أحيانًا تحت وطأة تعقيدات كثيرة. ومع ذلك، فإنه عند منح هذا المكان فرصة، يمكنك أن تجد وضوحًا في روائح الثوم والخشب التي تملأ قاعة تناول الطعام، بجانب تصاعد روائح الفلفل الأحمر والكزبرة المقلية في زيت الزيتون، والمأكولات البحرية الطازجة والسردين المشوي، والتي يغطيها صوص غني وكثيف. ورغم أن المظهر العام للمطعم ربما يوحي بغياب التركيز، فإن هذا الأمر لا ينطبق مطلقًا على الطهي بداخله.
وقد اتسمت فكرة مينديز الرئيسة بخصوص «لوبولو» Lupulo، الذي افتتح أبوابه على بعد بضعة بنايات جنوب هيرالد سكوير في أبريل (نيسان)، بالمباشرة والوضوح. يعني اسم المطعم «القفزات»، ويشبه المقاهي الأميركية، خاصة بالنظر إلى مقاعده الخشبية الخشنة وأسقفه العالية وطاولة الطعام التي تتخذ شكل U وتمتد لمسافة طويلة. ويتميز لحم الدجاج المشوي بطعم ممتع وقوام طري حتى العظم. ويجري تقديم الدجاج المشوي مع بططا مقلية على الطريقة الفرنسية وزجاجة من الصوص الحار المصنوعة من فلفل «بيري بيري»، ما يوحي بأن لدى آباء الشعب البرتغالي فكرة متقدمة عما يمكن وصفه بلذة الألم.
كما يجري طهو محار «مانيلا» مع كزبرة وقطع من الثوم، وهو طبق بسيط ورائع، خاصة لدى تناوله مع خبز محمص تم وضعه بعض الوقت في مرق المحار.
أما طبق محار «كاراكويس» الذي يقدمه «لوبولو» فعبارة عن قواقع بوروغوندي المكشوفة من دون صدف داخل طبق، وليس النوع الآخر الأصغر الذي اعتاد الناس على مصه من داخل الصدف واحدة تلو الأخرى في مساء أيام الصيف بلشبونة.
من المنظور التجاري البحت، يتعين على مينديز شحن هذه الأطباق إلى مطعم «ألديا»، لكنني أتمنى ألا يفعل ذلك، لأن إبداعاته هناك لا تقل روعة عن أطباقه المتميزة في «لوبولو»، مثل سمك النهاش غير المطهو مع فلفل «سيرانو» الحارق والذي يجري التخفيف من ألمه بإضافة بعض من مرق جوز الهند ويحمل عبق ليمون «ماركوت» - وهو طبق يتميز بروح برتغالية.
أما قائمة الطعام الخاصة بـ«لوبولو» فتثير حالة من الارتباك، ذلك أنها مقسمة إلى أطباق صغيرة وأسماك ولحوم، رغم أنه في حقيقة الأمر ستكتشف أن جميع الأطباق صغيرة فيما عدا الأطباق الأربعة الأخيرة من السمك. إلا أن هذا يهون مقارنة بصعوبة الجلوس في قاعة الطعام، ذلك أن الجدران التقليدية المغطاة بقرميد خزفي برتغالي وتحمل اللونين الأزرق والأبيض، علاوة على نافذتين بالغتي الضخامة وقدر كبير من التجهيزات المصنوعة من الخشب، تجعل من الصعب تبادل الحديث داخل القاعة بحلول الثامنة مساء واكتظاظ القاعة. وربما لا تمثل القاعة مشكلة حال إدخال تعديلات سمعية عليها.

العنوان: 835 سيكس أفنيو (29 ستريت) تشيلسي 7600 - 290 - 212 lupulonyc.com

* خدمة «نيويورك تايمز»



«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن

ديكور أنيق ومريح (الشرق الاوسط)
ديكور أنيق ومريح (الشرق الاوسط)
TT

«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن

ديكور أنيق ومريح (الشرق الاوسط)
ديكور أنيق ومريح (الشرق الاوسط)

عندما يأتي الكلام عن تقييم مطعم لبناني بالنسبة لي يختلف الأمر بحكم نشأتي وأصولي. المطابخ الغربية مبنية على الابتكار والتحريف، وتقييمها يعتمد على ذائقة الشخص، أما أطباق بلاد الشام فلا تعتمد على الابتكار على قدر الالتزام بقواعد متَّبعة، وإنني لست ضد الابتكار من ناحية طريقة التقديم وإضافة اللمسات الخاصة تارة، وإضافة مكون مختلف تارة أخرى شرط احترام تاريخ الطبق وأصله.

التبولة على أصولها (الشرق الاوسط)

زيارتي هذه المرة كانت لمطعم لبناني جديد في لندن اسمه «عناب براسري (Annab Brasserie)» فتح أبوابه في شارع فولهام بلندن متحدياً الغلاء والظروف الاقتصادية العاصفة بالمدينة، ومعتمداً على التوفيق من الله والخبرة والطاهي الجيد والخبرة الطويلة.

استقبلنا بشير بعقليني الذي يتشارك ملكية المشروع مع جلنارة نصرالدين، وبدا متحمساً لزيارتي. ألقيت نظرة على لائحة الطعام، ولكن بشير تولى المهمة، وسهَّلها عليَّ قائلاً: «خلّي الطلبية عليّ»، وأدركت حينها أنني على موعد مع مائدة غنية لا تقتصر على طبقين أو ثلاثة فقط. كان ظني في محله، الرائحة سبقت منظر الأطباق وهي تتراص على الطاولة مكوِّنة لوحة فنية ملونة مؤلَّفة من مازة لبنانية حقيقية من حيث الألوان والرائحة.

مازة لبنانية غنية بالنكهة (الشرق الاوسط)

برأيي بوصفي لبنانية، التبولة في المطعم اللبناني تكون بين العلامات التي تساعدك على معرفة ما إذا كان المطعم جيداً وسخياً أم لا، لأن هذا الطبق على الرغم من بساطته فإنه يجب أن يعتمد على كمية غنية من الطماطم واللون المائل إلى الأحمر؛ لأن بعض المطاعم تتقشف، وتقلل من كمية الطماطم بهدف التوفير، فتكون التبولة خضراء باهتة اللون؛ لأنها فقيرة من حيث الليمون وزيت الزيتون جيد النوعية.

جربنا الفتوش والمقبلات الأخرى مثل الحمص والباباغنوج والباذنجان المشوي مع الطماطم ورقاقات الجبن والشنكليش والنقانق مع دبس الرمان والمحمرة وورق العنب والروبيان «الجمبري» المشوي مع الكزبرة والثوم والليمون، ويمكنني الجزم بأن النكهة تشعرك كأنك في أحد مطاعم لبنان الشهيرة، ولا ينقص أي منها أي شيء مثل الليمون أو الملح، وهذا ما يعلل النسبة الإيجابية العالية (4.9) من أصل (5) على محرك البحث غوغل بحسب الزبائن الذين زاروا المطعم.

الروبيان المشوي مع الارز (الشرق الاوسط)

الطاهي الرئيسي في «عناب براسري» هو الطاهي المعروف بديع الأسمر الذي يملك في جعبته خبرة تزيد على 40 عاماً، حيث عمل في كثير من المطاعم الشهيرة، وتولى منصب الطاهي الرئيسي في مطعم «برج الحمام» بلبنان.

يشتهر المطعم أيضاً بطبق المشاوي، وكان لا بد من تجربته. الميزة كانت في نوعية اللحم المستخدم وتتبيلة الدجاج، أما اللحم الأحمر فهو من نوع «فيليه الظهر»، وهذا ما يجعل القطع المربعة الصغيرة تذوب في الفم، وتعطيها نكهة إضافية خالية من الدهن.

حمص باللحمة (الشرق الاوسط)

المطعم مقسَّم إلى 3 أقسام؛ لأنه طولي الشكل، وجميع الأثاث تم استيراده من لبنان، فهو بسيط ومريح وأنيق في الوقت نفسه، وهو يضم كلمة «براسري»، والديكور يوحي بديكورات البراسري الفرنسية التي يغلب عليها استخدام الخشب والأرائك المريحة.

زبائن المطعم خليط من العرب والأجانب الذين يقطنون في منطقة فولهام والمناطق القريبة منها مثل شارع كينغز رود الراقي ومنطقة تشيلسي.

بقلاوة بالآيس كريم (الشرق الاوسط)

في نهاية العشاء كان لا بد من ترك مساحة ليكون «ختامه حلوى»، فاخترنا الكنافة على الطريقة اللبنانية، والبقلاوة المحشوة بالآيس كريم، والمهلبية بالفستق الحلبي مع كأس من النعناع الطازج.

المطاعم اللبنانية في لندن متنوعة وكثيرة، بعضها دخيل على مشهد الطعام بشكل عام، والبعض الآخر يستحق الوجود والظهور والمنافسة على ساحة الطعام، وأعتقد أن «عناب» هو واحد من الفائزين؛ لأنه بالفعل من بين النخبة التي قل نظيرها من حيث المذاق والسخاء والنكهة وروعة المكان، ويستحق الزيارة.