مكتب السيسستاني يرفض وضع ختمه على مطالب المحتجين في كربلاء

مظاهرات محاربة الفساد في العراق تمتد للمدن الحدودية

مكتب السيسستاني يرفض وضع ختمه على مطالب المحتجين في كربلاء
TT

مكتب السيسستاني يرفض وضع ختمه على مطالب المحتجين في كربلاء

مكتب السيسستاني يرفض وضع ختمه على مطالب المحتجين في كربلاء

مع تنامي السخط الشعبي على حكومة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي وخاصة بعد المظاهرات التي تشهدها أكثر من 11 محافظة عراقية في الوسط والجنوب، بدا معلنا أن مراكز تلك المحافظات ستشهد خروج المتظاهرين في الوقت ذاته مساء اليوم الجمعة، فيما خرج الأهالي في المدن الصغيرة إلى الشوارع وخاصة المدن القريبة من الحدود مع المملكة العربية السعودية وإيران، أمس، احتجاجا على سوء الخدمات والمطالبة بمحاسبة المفسدين.
وفيما أكد منظمو المظاهرات أن المرجع الشيعي السيد علي السيستاني يؤيد مطالبهم ويقف معهم، بينوا أنه لا تنسيقيات لتلك المظاهرات وأن تلاحق الرؤى بين العراقيين الغاضبين على سوء الخدمات وعدم استماع الحكومة لهم جاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي وفي كل المحافظات العراقية.
وقال ضياء كاظم هندي، أحد أصحاب طلب الموافقة الأمنية لخروج المظاهرات في محافظة كربلاء (110 كلم جنوب بغداد) في حديث لـ«الشرق الأوسط»: إن «المظاهرات التي تخرج حاليا في أكثر من مدينة عراقية المركز الأساسي لها والمنسق هو مواقع التواصل الاجتماعي وليس ما يعرف بالتنسيقيات، لأن بحقيقة الأمر هناك أزمة ثقة بيننا وبينهم وخاصة أنهم لم يقدموا مطالبنا الفعلية إلى الحكومة في المظاهرات السابقة».
وأضاف أن «مجموعة من الشباب قدموا المطالب إلى مكتب المرجع الأعلى السيد علي السيستاني بهدف بصمها بالختم الخاص بالمكتب لكن المكتب اعتذر من ذلك، فيما أكد لنا أن المرجع مع مطالب المتظاهرين وأنه يدعمهم ويشد على أيديهم».
وفي مدينة الناصرية مركز محافظة ذي قار (375 كلم جنوب بغداد) والتي من المتوقع أن يشهد ميدان الحبوبي وسطها أكبر مظاهرة على مستوى العراق، دعا ناشطون إلى عدم تسييسها والعمل على سلميتها والخروج شيبا وشبابا نساء ورجالا من أجل العراق.
وقالت هيفاء الأمين، ناشطة مدنية من محافظة ذي قار: «سوف نبقى نتظاهر حتى يتم القضاء على الفساد ومحاسبة الفاسدين وتوفير الخدمات وأولها الكهرباء، وغدًا (اليوم) نتظاهر كمواطنين لا سياسيين أو حزبيين فنحن الشعب الذي مل من كذب ونفاق حكامه وسياسييه، ونحن الشعب الذي كان ينتظر قيام الدولة المدنية المؤسساتية التي يخدم فيها المسؤول والموظف مجتمعه دون منّة، فنحن لا نريد أن تكون المظاهرات ساحة لتصفية الحسابات بين المسؤولين عن الخراب وعدم الإصلاح لأنفسهم، بل نحن الشعب يضغط لإقصاء الفاسدين والمخربين ولأجل تفعيل القانون والادعاء العام الحر المستقل والمهني».
وأضافت الأمين «نرحب بجميع الراغبين بالتظاهر ولكننا نعرف أيضًا المتلونين وأتباع من هم بالسلطة ويحاول أن يجد موقعا جديدا، ولن نقبل بشعار أو علم أو صورة غير صورة العراق وعلم العراق، ونرحب بكم جميعا لكن لا تحاولوا خداعنا ولا تكذبوا كثيرا، نحن الشعب نسامح لكننا لن نقبل بأن تتلاعبوا بنا، لنتظاهر نساء ورجالا بصبر وروية وثورية عاقلة حتى يتحقق حلمنا وهدفنا في الحياة الأفضل والدولة المدنية».
مظاهرات محاربة الفساد امتدت حتى الحدود الشرقية والجنوبية من العراق، حيث شهدت مدن وأقضية عراقية في تلك المناطق، أمس، مظاهرات تطالب بتحسين الخدمات وفي مقدمتها ساعات تجهيز المواطنين بالطاقة الكهربائية والماء، فخرج المئات من أهالي قضاءي علي الغربي 110 كلم في شمال شرقي مدينة العمارة، حيث لا يبعد سوى 27 كلم عن الحدود العراقية - الإيرانية، والسلمان (150 كلم جنوب غربي محافظة المثنى) والتي لا تبعد سوى 100 كلم عن الحدود العراقية - السعودية.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.