مصر تحتفل بافتتاح قناة السويس الجديدة وسط عروض عسكرية متنوعة

سيكون بمقدور 97 سفينة عبورها يوميا بحلول عام 2023

مصر تحتفل بافتتاح قناة السويس الجديدة وسط عروض عسكرية متنوعة
TT

مصر تحتفل بافتتاح قناة السويس الجديدة وسط عروض عسكرية متنوعة

مصر تحتفل بافتتاح قناة السويس الجديدة وسط عروض عسكرية متنوعة

بدأت مراسم الاحتفال بافتتاح قناة السويس الجديدة، اليوم (الخميس)، وسط إجراءات أمنية كبيرة في محافظة الإسماعيلية (شمال شرق)، فيما حلقت طائرات عسكرية مقاتلة من أنواع مختلفة فوق مجرى القناة في عرض جوي كبير مع دخول الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بملابسه العسكرية على ظهر يخت «المحروسة» المملوك سابقا للعائلة المالكة التي كانت تحكم مصر، لمجرى القناة، وتبعته قطع بحرية عسكرية منها الفرقاطة فريم التي اشترتها مصر مؤخرا من فرنسا.
واصطحب الرئيس السيسي على يخت المحروسة طفلا مرتديا البزة العسكرية، وهو الطفل عمر صلاح (9 سنوات) المصاب بالسرطان، وكان قد أعرب من قبل عن رغبته في لقاء السيسي.
وقناة السويس التي افتتحت عام 1869 بعد عمليات حفر استمرت عشر سنوات تربط بين البحرين الأحمر والمتوسط وهي من طرق الملاحة الرئيسية للتجارة العالمية ولا سيما لنقل النفط، ومصدر مهم في تحريك عجلة الاقتصاد الذي تدهور منذ ثورة 2011 التي أطاحت حسني مبارك.
والهدف من تشغيل المجرى الجديد البالغ طوله 72 كلم مضاعفة القدرة الاستيعابية لحركة الملاحة في القناة، فيما تتوقع هيئة قناة السويس أن يكون بوسع نحو 97 سفينة عبور القناة يوميا بحلول 2023 مقابل 49 سفينة حاليا.
كما ستسمح القناة الجديدة بسير السفن في الاتجاهين ما سيقلص الفترة الزمنية لعبور السفن من 18 إلى 11 ساعة.
وسيؤدي افتتاح القناة الجديدة إلى زيادة إيرادات القناة السنوية من 5.3 مليار دولار (نحو 4.7 مليار يورو) متوقعة لعام 2015 إلى 13.2 مليار دولار (11.7 مليار يورو) عام 2023.
وقد طغت الأجواء الاحتفالية على حفل افتتاح القناة الجديدة اليوم في كل من العاصمة القاهرة ومدينة الإسماعيلية التي انتشرت على مداخلها لافتات تقول: «قناة السويس الجديدة.. هدية مصر للعالم» وأخرى تشيد بـ«معجزة المصريين».
وشاركت في العرض الجوي طائرات الرافال الثلاث وطائرات آلاف - 16 الثماني التي تسلمتها مصر مؤخرا من فرنسا والولايات المتحدة.
وانتشرت قوات وسيارات من الجيش والشرطة في الطريق الرئيسي الرابط بين العاصمة والإسماعيلية، بحسب صحافي في وكالة الصحافة الفرنسية في موقع الاحتفال.
ونشرت مصر عشرة آلاف شرطي عبر البلاد في وقت يواجه فيه هذا البلد حملة غير مسبوقة من هجمات المتطرفين.
وقد وقفت السيدة جيهان السادات، قرينة الرئيس الراحل أنور السادات، في الصفوف الأولى لضيوف حفل الافتتاح في انتظار وصول يخت «المحروسة»، لتستعيد ذكريات إعادة افتتاح القناة للملاحة مجددا في 5 يونيو (حزيران) 1975 في أعقاب حرب أكتوبر، حينما ارتدى زوجها الراحل بزته العسكرية على ظهر «المحروسة» ايضا.
وافتتح السيسي في الخامس من أغسطس (آب) 2014 أعمال حفر الفرع الجديد لقناة السويس وطلب آنذاك أن تنتهي الأعمال خلال عام واحد. فيما طرح البنك المركزي المصري اكتتابا عاما للمصريين لتمويل أعمال إنشاء الفرع الجديد للقناة جمع خلاله قرابة تسعة مليارات دولار.
وتضمن المشروع حفر قناة جديدة طولها 37 كلم وتعميق وتوسيع القناة الأساسية على طول 35 كلم.
وقناة السويس هي من الممرات التي تشهد أكبر حجم من الملاحة في العالم وفي 2007 شكلت حركة الملاحة عبرها 7.5 في المائة من حركة الملاحة التجارية العالمية، بحسب مجلس الملاحة العالمي.
ومشروع «قناة السويس الجديدة» جزء من خطة اقتصادية طموحة لتطوير منطقة قناة السويس لتجعل منها مركزا لوجيستيا وصناعيا وتجاريا من خلال بناء عدة موانئ تقدم خدمات للأساطيل التجارية التي تعبر القناة.
ومن المتوقع أن يوفر هذا المشروع أكثر من مليون وظيفة خلال السنوات الـ15 المقبلة.
وأكد رئيس هيئة قناة السويس مهاب مميش «هناك تدفق من المستثمرين الراغبين في الاستثمار» في هذا المشروع.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.