بوادر انهيار الاتفاق بين المجلس الحضرمي و«القاعدة» في المكلا

في ظل انتعاش الحركة التجارية في ميناء عاصمة حضرموت

بوادر انهيار الاتفاق بين المجلس الحضرمي و«القاعدة» في المكلا
TT

بوادر انهيار الاتفاق بين المجلس الحضرمي و«القاعدة» في المكلا

بوادر انهيار الاتفاق بين المجلس الحضرمي و«القاعدة» في المكلا

ظهرت بوادر تنذر بانهيار الاتفاق المبرم بين المجلس الأهلي الحضرمي الذي يتولى تصريف الأمور في المكلا، عاصمة حضرموت، من ناحية وأعضاء تنظيم القاعدة، خاصة بعد انتعاش الحركة التجارية خلال الفترة الحالية.
وتنص الاتفاقية التي أبرمت بين أتباع تنظيم القاعدة والمجلس الأهلي الحضرمي، على أن يتولى الطرف الأول حماية عاصمة حضرموت من التمرد الحوثي، مما أتاح لتنظيم القاعدة دخول المكلا في أبريل (نيسان) الماضي، وفق هذه الاتفاقية، على أن يجري إخلاء جميع المناطق التي سيطر عليها التنظيم المتطرف فور طلب المجلس، وهو ما لم يحدث إلا بعد مماطلة من قبل أنصار «القاعدة».
في هذه الأثناء، كشفت مصادر من داخل المجلس الأهلي الحضرمي لـ«الشرق الأوسط» أمس، أن تنظيم القاعدة الذي وافق بعد طول مماطلة على إعادة المكلا لسلطة المجلس المحلية، بعد الاستيلاء على أموال البنك المركزي، ما زال يبقي على «القصر الجمهوري، المؤسسة الاقتصادية، واللواء 27 ميكا تحت سيطرة تنظيم القاعدة حتى الآن».
وأمام هذا الوضع، حذر متابعون للشأن السياسي في حضرموت من انهيار اتفاق بين المجلس الأهلي الحضرمي وأعضاء تنظيم القاعدة في اليمن الذين أطلقوا على أنفسهم اسم «أبناء حضرموت» وسيطروا على مدينة المكلا في الثاني من أبريل الماضي، في ظل الفراغ الأمني وغياب السلطة الذي عاشته عاصمة حضرموت – آنذاك.
وقالت مصادر سياسية مطلعة فضلت عدم كشف هويتها إن «تأخر أبناء حضرموت في مغادرة المكلا بشكل كامل حتى الآن بموجب اتفاق سابق يقضي بتسليم العاصمة المكلا لمجلس كفاءات حضرمي سمي - آنذاك - المجلس الأهلي كان السبب في مخاوف بانهيار ذلك الاتفاق»، مشيرين إلى أن أعضاء في المجلس هددوا بالانسحاب وطالبوا رئاسة المجلس باتخاذ قرار بترك المشهد وتسليم أبناء حضرموت لمدينة المكلا لإدارتها في ظل عدم التزامهم بالاتفاق لترك المدينة بشكل نهائي خلال الأيام المقبلة.
وعلى الصعيد نفسه، نفى مسؤول في المجلس الأهلي بشدة هذه المزاعم، مبينًا أن الاتفاق سارٍ وهناك آليات لاستكماله خلال الأيام المقبلة، خاصة بعد أن تقدم أبناء حضرموت بعد إجازة عيد الفطر المبارك بطلب للمجلس باستلام مراكز حيوية أخرى مثل القصر الجمهوري في المكلا ومؤسسات حكومية أخرى.
وذهب المسؤول إلى أن من يروّج لمثل هذه الشائعات بانهيار الاتفاق بين أبناء حضرموت والمجلس الأهلي يسعى لإدخال مدينة المكلا في أتون صراع وفوضى تجنبتها - بحمد الله بفضل الجهود التي بذلها العلماء هناك في تقريب وجهات النظر بين الطرفين لتوقيع ذلك الاتفاق الذي جرى بموجبه تسليم مواقع حيوية ومهمة في العاصمة للمجلس الأهلي الذي أدارها في هذه المرحلة الحرجة وأسهمت في إعادة الحياة من جديد للمدينة وأهلها ومنها الميناء الذي يشهد حتى اليوم حركة تجارية غير مسبوقة بوصول الكثير من بواخر الغذاء والدواء والمشتقات النفطية وكذا المطار الذي تشرف عليهما اللجنة الأمنية الخاصة بالمجلس منذ أكثر من ثلاثة أشهر وحتى الآن.



«هدنة غزة»: غموض يكتنف مصير المفاوضات وترقب لنتائج «جولة القاهرة»

صبي فلسطيني يحمل فانوساً وهو يمشي في حي دمرته الحرب بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
صبي فلسطيني يحمل فانوساً وهو يمشي في حي دمرته الحرب بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

«هدنة غزة»: غموض يكتنف مصير المفاوضات وترقب لنتائج «جولة القاهرة»

صبي فلسطيني يحمل فانوساً وهو يمشي في حي دمرته الحرب بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
صبي فلسطيني يحمل فانوساً وهو يمشي في حي دمرته الحرب بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

غموض يكتنف مصير الهدنة في قطاع غزة مع انتهاء المرحلة الأولى دون أفق واضح للخطوة التالية، وسط تمسك كل طرف بموقفه، ومحاولات من الوسطاء، كان أحدثها جولة مفاوضات في القاهرة لإنقاذ الاتفاق، وحديث عن زيارة مرتقبة للمبعوث الأميركي، ستيف ويتكوف، إلى إسرائيل ضمن مساعي الحلحلة، وسط مخاوف من عودة الأمور إلى «نقطة الصفر».

تلك التطورات تجعل مصير المفاوضات بحسب خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، في مهب الريح وتنتظر تواصل جهود الوسطاء وخصوصاً ضغوط أميركية حقيقية على رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو؛ للوصول لصيغة مقبولة وتفاهمات بشأن مسار الاتفاق لاستكماله ومنع انهياره، وخصوصاً أن «حماس» لن تخسر ورقتها الرابحة (الرهائن) لتعود إسرائيل بعدها إلى الحرب دون ضمانات حقيقية.

وبعد 15 شهراً من الحرب المدمّرة، بدأت الهدنة في 19 يناير (كانون الثاني) الماضي، وانتهت مرحلتها الأولى (42 يوماً)، السبت، وشملت إفراج «حماس» وفصائل أخرى عن 33 من الرهائن بينهم 8 متوفين، مقابل إطلاق سراح نحو 1700 فلسطيني من سجون إسرائيل، فيما لا يزال 58 محتجزين داخل قطاع غزة، بينهم 34 يؤكد الجيش الإسرائيلي أنهم قد تُوفوا، وسط انتظار لبدء المرحلة الثانية المعنية بانسحاب نهائي ووقف للحرب على مدار 42 يوماً، وأخرى ثالثة معنية بإعمار القطاع.

وأفادت صحيفة «تايمز أوف» إسرائيل، السبت، بأن نتنياهو أجرى، مساء الجمعة، مشاورات مطولة مع كبار الوزراء ومسؤولي الدفاع بشأن الهدنة، على غير العادة، في ظل رفض «حماس» تمديد المرحلة الأولى «ستة أسابيع إضافية» ومطالبتها بالتقدم إلى مرحلة ثانية.

وطرحت المشاورات بحسب ما أفادت به «القناة 12» الإسرائيلية، السبت، فكرة العودة إلى القتال في غزة، في حال انهيار الاتفاق، لافتة إلى أن الولايات المتحدة تضغط لتمديد المرحلة الأولى.

فلسطينيون نزحوا إلى الجنوب بأمر إسرائيل خلال الحرب يشقُّون طريقهم عائدين إلى منازلهم في شمال غزة (رويترز)

بينما نقلت «تايمز أوف إسرائيل»، السبت، عن مصدر دبلوماسي إسرائيلي، أن وفد بلادها عاد من محادثات تستضيفها القاهرة منذ الخميس بشأن المراحل المقبلة وضمان تنفيذ التفاهمات، كما أعلنت الهيئة العامة للاستعلامات المصرية الرسمية، لكن المحادثات «ستستأنف السبت»، وفق الصحيفة.

وأكدت متحدث «حماس»، حازم قاسم، السبت، أنه لا توجد حالياً أي «مفاوضات مع الحركة بشأن المرحلة الثانية»، وأن «تمديد المرحلة الأولى بالصيغة التي تطرحها إسرائيل مرفوض بالنسبة لنا»، وفق ما نقلته وكالة «رويترز»، دون توضيح سبب الرفض.

ويرى الخبير الاستراتيجي والعسكري، اللواء سمير فرج، أن مصير المفاوضات بات غامضاً مع تمسك إسرائيل بطلب تمديد المرحلة الأولى، ورفض «حماس» للتفريط في الرهائن أهم ورقة لديها عبر تمديد لن يحقق وقف الحرب.

ولا يمكن القول إن المفاوضات «فشلت»، وفق المحلل السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، الذي لفت إلى أن هناك إصراراً إسرائيلياً، على التمديد والبقاء في 3 بؤر عسكرية على الأقل في شمال وشرق القطاع و«محور فيلادليفيا»، بالمخالفة لبنود الاتفاق ورفض من «حماس».

لكنّ هناك جهوداً تبذل من الوسطاء، والوفد الإسرائيلي سيعود، وبالتالي سنكون أمام تمديد الاتفاق عدة أيام بشكل تلقائي دون صفقات لحين حسم الأزمة، بحسب الرقب.

ونقلت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية عن مصادر، قولها إنه إذا وافقت «حماس» على تمديد المرحلة الأولى من خلال الاستمرار في تحرير دفعات من الرهائن، فإنها بذلك تخسر النفوذ الرئيسي الوحيد الذي تمتلكه حالياً. وذلك غداة حديث دبلوماسي غربي كبير لصحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، أشار إلى أن نتنياهو يستعد للعودة إلى الحرب مع «حماس».

طفل يسير في حي دمرته الحرب تم وضع زينة شهر رمضان عليه في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

ووسط تلك الصعوبات، استعرض وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، بالقاهرة، مع رئيس وزراء فلسطين، محمد مصطفى مستجدات الجهود المصرية الهادفة لتثبيت وقف إطلاق النار في غزة وتنفيذ كل بنوده خلال مراحله الثلاث، وخطط إعادة الإعمار في قطاع غزة في وجود الفلسطينيين على أرضهم وترتيبات القمة العربية غير العادية المقرر عقدها يوم 4 مارس (آذار) الحالي بالقاهرة، مؤكداً دعم مصر للسلطة الفلسطينية ودورها في قطاع غزة.

ويعتقد فرج أن حل تلك الأزمة يتوقف على جدية الضغوط الأميركية تجاه إسرائيل للوصول إلى حل، مؤكداً أن التلويح الإسرائيلي بالحرب مجرد ضغوط لنيل مكاسب في ظل حاجة «حماس» لزيادة دخول المواد الإغاثية في شهر رمضان للقطاع.

وبعد تأجيل زيارته للمنطقة، ذكر ويتكوف، الأربعاء، خلال فعالية نظّمتها «اللجنة اليهودية-الأميركية»، إنه «ربّما» ينضمّ إلى المفاوضات يوم الأحد «إذا ما سارت الأمور على ما يرام».

ويرجح الرقب أن الأمور الأقرب ستكون تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق مع ضمانات واضحة لأن الوسطاء و«حماس» يدركون أن إسرائيل تريد أخذ باقي الرهائن والعودة للحرب، مشيراً إلى أن «الساعات المقبلة بمحادثات القاهرة ستكون أوضح لمسار المفاوضات وتجاوز الغموض والمخاوف الحالية».