الرئيس هولاند يقطع إجازته الصيفية للمشاركة في احتفال تدشين قناة السويس الجديدة

مشروع قناة السويس الجديد بالقرب من مدينة الاسماعيلية قبل موعد التدشين يوم الخميس المقبل (أ. ف. ب)
مشروع قناة السويس الجديد بالقرب من مدينة الاسماعيلية قبل موعد التدشين يوم الخميس المقبل (أ. ف. ب)
TT

الرئيس هولاند يقطع إجازته الصيفية للمشاركة في احتفال تدشين قناة السويس الجديدة

مشروع قناة السويس الجديد بالقرب من مدينة الاسماعيلية قبل موعد التدشين يوم الخميس المقبل (أ. ف. ب)
مشروع قناة السويس الجديد بالقرب من مدينة الاسماعيلية قبل موعد التدشين يوم الخميس المقبل (أ. ف. ب)

الدولة الفرنسية في إجازة صيفية منذ آخر اجتماع لمجلس الوزراء يوم الجمعة الماضي وحتى منتصف الشهر الحالي. لكن الرئيس فرنسوا هولاند سيقطع إجازته يوم الخميس المقبل، حيث يشارك في احتفال تدشين قناة السويس الجديدة، حيث سيكون «ضيف الشرف». ومن المقرر أن يرافقه وزير الدفاع جان إيف لودريان ليحضر تحليق طائرات الرافال الثلاث فوق القناة ومرور الفرقاطة الحديثة «تحيا مصر» في مياهها وكلها جزء من الصفقة الدفاعية «24 طائرة رافال وفرقاطة وصواريخ متنوعة وتأهيل وتدريب» التي أبرمها البلدان في شهر فبراير (شباط) من العام الحالي والبالغة قيمتها 5.5 مليار يورو.
المرجح أن يكون هولاند الرئيس الغربي الوحيد الذي يحضر الاحتفال، الأمر الذي يعكس، وفق مصادر رئاسية فرنسية، «المستوى الذي وصلت إليه العلاقات الثنائية بين البلدين ورغبتهما في بناء شراكة استراتيجية» لا تقوم فقط على الجانب الدفاعي العسكري وإنما تشمل المجالات الاقتصادية والتجارية والثقافية على أنواعها.
وفي هذا السياق، علم أن وفدا اقتصاديا فرنسيا سيرافق الرئيس هولاند في زيارته السريعة التي لن تستغرق سوى يوم واحد لكنها ستشهد اجتماعا مع الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي سيتناول في الأساس العلاقات الثنائية ولكن أيضا المسائل الإقليمية وعلى رأسها الحرب على الإرهاب والتعاون المتوفر بين الجانبين والحرب في سوريا والفراغ الدستوري في لبنان والحرب في اليمن والاتفاق النووي مع إيران.
وفيما وصفت المصادر الدبلوماسية في معرض تقديمها للزيارة العلاقات الفرنسية المصرية بأنها تمر في «مرحلة ذهبية»، منذ الزيارة الناجحة للرئيس السيسي إلى باريس في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الماضي، يبدو الجانب الفرنسي «حريصا» على تنمية العلاقات الثنائية انطلاقا من اعتباره أن القاهرة «عادت لتحتل موقعا مركزيا لا يمكن الالتفاف عليه في المنطقة الشرق أوسطية وهي بالتالي شريك يتعين على فرنسا العمل معه». وتريد باريس «استثمار» هذه العلاقة على المستوى الثنائي ولكن أيضا للتعاون بشأن المسائل الإقليمية بسبب ما تسميه «عودة مصر لاعبا دبلوماسيا مركزيا»، بعد فترة من الفراغ والتقوقع بسبب الأحداث إلى عانت منها في السنوات الأخيرة.
بيد أن باريس تعي أن القاهرة تواجه «عددا من العوائق» التي تحد من اتساع دائرة تأثيرها الدبلوماسي والتي منها موقفها الجذري من الإسلام السياسي ممثلا بالإخوان المسلمين وعلاقاتها المتوترة مع تركيا وإيران وانقطاعها عن حماس الفلسطينية. وبرأي باريس، فإن هذه الوضعية «تمنع القاهرة من لعب دور قوي في الملف السوري» رغم الاجتماع الذي نظمته للمعارضة السورية قبل عدة أسابيع والعمل على تنظيم اجتماع لاحق. وفي خانة الإيجابيات، تلاحظ المصادر الفرنسية أن القاهرة أخذت باعتماد «البراغماتية» منهجا دبلوماسيا، الأمر الذي مكنها من استعادة علاقة قوية، «رغم الهزات التي عرفتها» مع الولايات المتحدة الأميركية كما أنها نجحت في إعادة نسج علاقات متطورة مع بلدان أوروبية أساسية بينها فرنسا، فضلا عن علاقات «صلبة» مع عدد من الدول مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والكويت والأردن. أما نجاحها الحقيقي بحسب باريس فيكمن في عودتها إلى القارة الأفريقية وتفكيك لغم التنازع حول نهر النيل وحصص الدول التي يمر فيها.
وتضيف المصادر الفرنسية أنه «رغم العلاقات الوثيقة للغاية مع الدول الخليجية بشكل عام ومع السعودية بشكل خاص، فإن مصر احتفظت بأجندتها (الدبلوماسية) الخاصة بها». وتعبر القاهرة عن «طموحات» دبلوماسية، إذ إنها تسعى لتنتخب عضوا غير دائم في مجلس الأمن الدولي.
رغم تقارب البلدين، إلا أن رؤيتهما تختلف في التعاطي مع أكثر من ملف. لكن باريس لا ترى ضيرا في ذلك كما في الملف السوري على سبيل المثال أو فيما خص السياسة الداخلية للسلطات المصرية وتخوفها من «ضمور» الحياة السياسية في مصر و«تغذية الراديكالية» التي تريد السلطات التخلص منها. ولا تريد فرنسا إطلاق التصريحات يمينا ويسار «لأنها تأتي بنتائج عكسية» بل تريد الحوار الهادئ «الأكثر فعالية» في التعاطي.
تعتبر فرنسا أن تدشين المسرب الثاني لقناة السويس يشكل «لحظة تاريخية» بالنسبة لمصر ولم يكن بمقدور فرنسا أن تمر عليها مرور الكرام بالنظر لما تحمله من رمزية ولكون من أطلق ونفذ مشروع حفر القناة الأولى هو الدبلوماسي الفرنسي فرديناند ديليسبس. وقد دشنت القناة يوم 17 نوفمبر من عام 1869 باحتفال استثنائي شارك فيه كثير من زعماء تلك الفترة بينهم إمبراطور النمسا فرنسوا جوزيف والإمبراطورة أوجيني، زوجة الإمبراطور الفرنسي نابوليون الثالث. وهذا الأخير هو ابن شقيق الإمبراطور نابوليون الأول الذي غزا مصر واحتلها في عام 1798.



مسؤول كبير: أوكرانيا ليست مستعدة لإجراء محادثات مع روسيا

القوات الأوكرانية تقصف مواقع روسية على خط المواجهة في منطقة خاركيف (أ.ب)
القوات الأوكرانية تقصف مواقع روسية على خط المواجهة في منطقة خاركيف (أ.ب)
TT

مسؤول كبير: أوكرانيا ليست مستعدة لإجراء محادثات مع روسيا

القوات الأوكرانية تقصف مواقع روسية على خط المواجهة في منطقة خاركيف (أ.ب)
القوات الأوكرانية تقصف مواقع روسية على خط المواجهة في منطقة خاركيف (أ.ب)

كشف أندريه يرماك، رئيس مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في مقابلة أُذيعت في وقت متأخر من مساء أمس (الخميس) أن كييف ليست مستعدة بعد لبدء محادثات مع روسيا، لأنها ليست في الوضع الذي تتطلع إليه فيما يتعلق بالأسلحة والضمانات الأمنية، وفقاً لوكالة «رويترز».

تأتي تصريحاته لمحطة عامة في وقت يدرس به زيلينسكي إمكانية التوصل إلى تسوية عبر التفاوض لإنهاء الحرب مع روسيا.

وقال يرماك عندما سُئِل عما إذا كانت أوكرانيا مستعدة للدخول في محادثات «ليس اليوم».

وتابع: «نحن لا نمتلك الأسلحة، ولا نمتلك الوضع الذي نتحدث عنه. وهذا يعني دعوة لحلف شمال الأطلسي وتفاهماً على ضمانات واضحة... حتى نطمئن بأن (الرئيس الروسي فلاديمير بوتين) لن يعود للمهاجمة في غضون عامين أو ثلاثة أعوام».

وفي تصريحات أدلى بها هذا الأسبوع، قال زيلينسكي إن أوكرانيا تريد إنهاء الحرب، وإن هناك حاجة إلى بذل جهود لجعل بلاده أقوى، وإلزام «الكرملين» بالعمل نحو السلام.

وفي تصريحات عامة في الآونة الأخيرة، أوضح الرئيس أيضاً أن محادثات قد تجري مع استمرار سيطرة روسيا على الأراضي التي احتلتها خلال الغزو.

لكنه أضاف أن أوكرانيا بحاجة إلى توجيه دعوة إلى البلاد بأكملها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.

وترفض روسيا منذ فترة طويلة أي حديث عن انضمام أوكرانيا لحلف شمال الأطلسي، ويقول بوتين إن على كييف أن تتقبل ضم «الكرملين» لـ4 مناطق أوكرانية تسيطر عليها روسيا بشكل جزئي.