تخصيص 350 مليون دولار لإعمار المناطق المحررة في الأنبار

مجلس المحافظة: التنفيذ بعد استكمال عملية التحرير

تخصيص 350 مليون دولار لإعمار المناطق المحررة في الأنبار
TT

تخصيص 350 مليون دولار لإعمار المناطق المحررة في الأنبار

تخصيص 350 مليون دولار لإعمار المناطق المحررة في الأنبار

أعلن رئيس لجنة التخطيط في مجلس محافظة الأنبار يحيى غازي، عن تخصيص صندوق إعمار المناطق المحررة من تنظيم داعش 350 مليون دولار من الأموال التي تبرعت بها الدول المانحة لإعمار المناطق التي حررت في الأنبار.
وقال غازي لـ«الشرق الأوسط» إن «الأنبار بانتظار تحرير كل أراضيها من عناصر التنظيم ليتم الشروع في إعادة إعمار البنى التحتية وإعادة تأهيل الخدمات فيها».
إلى ذلك، تشهد ناحية الخيرات التابعة لقضاء الكرمة (70 كلم شرق مدينة الرمادي) استقرارًا أمنيًا ساعد في عودة المئات من العائلات إلى مناطقها بعد أن تمكنت القوات الأمنية العراقية من استعادة السيطرة على الناحية وتطهيرها من تنظيم داعش. وأعلن عضو مجلس قضاء الكرمة أسعد الحلبوسي أن «الناحية شهدت عودة أكثر من 600 عائلة نازحة إلى مناطق سكناها، وأن عودة هذه العائلات جاءت على خلفية سيطرة القوات الأمنية وأبناء العشائر على الوضع الأمني في المنطقة بعد طرد مجرمي (داعش) من المنطقة بقوة السلاح».
وأضاف الحلبوسي لـ«الشرق الأوسط» أن «الأيام القليلة المقبلة ستشهد البدء بحملة إعمار كبرى لإعادة تأهيل المناطق المحررة وتقديم الخدمات للنازحين العائدين». وأشار الحلبوسي إلى أن «برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة كان أول من قدم المساعدات للنازحين العائدين».
فبدورها، ذكرت بعض الأسر العائدة إلى قضاء الكرمة أنها تواجه تحديات كبرى، فقد دمرت أجزاء كبيرة من البنية التحتية للمدينة، في حين تم إحراق الكثير من المنازل والمحال التجارية خلال القتال بين قوات الأمن العراقية ومسلحي تنظيم داعش الذي كان يسيطر على قضاء الكرمة بالكامل.
من جانب آخر، اقتحمت القوات الأمنية العراقية المشتركة تساندها قوات مقاتلي العشائر في الأنبار - منطقة البوغانم في مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار. وقال مصدر أمني في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن «القوات المشتركة استعادت نحو 50 في المائة من أحياء المنطقة الواقعة في شمال مدينة الرمادي». وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه «أن تقدم القوات ما زال مستمرا لتطهير المنطقة من سيطرة مسلحي تنظيم داعش عليها، وباستكمال السيطرة على منطقة البوغانم ستكون عملية الدخول إلى مركز المدينة أسهل وأسرع، حيث لا مفر لمسلحي تنظيم داعش سوى الاستسلام أو القتل».
وفي سياق متصل، أعلن قائد عمليات الأنبار اللواء الركن قاسم المحمدي مقتل 15 مسلحا جنوب الرمادي. وقال المحمدي إن «عملية عسكرية نفذتها قوة من قيادة عمليات الأنبار أسفرت عن مقتل 15 إرهابيا وتدمير عجلتين مفخختين و20 عبوة ناسفة في منطقة البوعيثة جنوب الرمادي». وأضاف المحمدي: «تم تفكيك 20 عبوة ناسفة من قبل فرق الجهد الهندسي التابعة لجهاز مكافحة الإرهاب في دور جامعة الأنبار».
من جهة أخرى، قالت خلية الإعلام الحربي في بيان: «إن القوات الأمنية في قطاع الأنبار تواصل تطهير المحافظة من (داعش)، وتمكنت من قتل 23 إرهابيا ودمرت مدفعا مع عجلة تحمل عبوات ناسفة ضمن قاطع البوعيثة شرق الرمادي، في حين يواصل الطيران مساندته للقطعات الموجودة هناك، حيث وجهت القوة الجوية ضربتين إلى أهداف ضمن المحور الشرقي، أسفرتا عن قتل 6 إرهابيين وتدمير عجلتين، كما تم تفكيك منزل مفخخ في منطقة المضيق، وتدمير أربع عجلات تحمل عناصر إرهابية حاولت التقرب من السدة المحاذية لنهر الفرات في منطقة البوعيثة». وأضافت الخلية أن «الجهد الهندسي فكك 30 عبوة ناسفة في المنطقة نفسها ودمرت عجلتين و3 أوكار للإرهابيين هناك».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.