انطلاق «السهم الذهبي» لتحرير أبين ولحج

تعزيزات عسكرية إلى عدن.. وعشرات القتلى والجرحى من الحوثيين بالبيضاء

انطلاق «السهم الذهبي» لتحرير أبين ولحج
TT

انطلاق «السهم الذهبي» لتحرير أبين ولحج

انطلاق «السهم الذهبي» لتحرير أبين ولحج

وصلت أمس الأحد تجهيزات عسكرية مقدمة من دول التحالف لدعم الجيش بعدن، وقال مصدر عسكري لـ«الشرق الأوسط» إن من بين التجهيزات العسكرية عشرات الدبابات وناقلات الجند والمدرعات. وبحسب المصدر فإن التجهيزات العسكرية هذه ستخصص لدعم وحدات الجيش الذي يتم تجهيزه بعدد من مديريات محافظة عدن. وأضاف أن هذه الأسلحة التي وصلت خلال اليومين المنصرمين ستعزز جبهات القتال في المحافظات الجنوبية.
وأوضح أن المقاومة الشعبية والجيش الوطني، في محافظة لحج، تسلما خلال اليومين الماضيين دبابات من نوع «لوكلير» الحديثة مقدمة من دول التحالف والتي دخلت في خط المواجهات وضربت أوكار ميليشيات الحوثي في منطقة صبر بلحج.
وأشار إلى أن تزويد المقاومة والجيش الوطني بالدبابات والعربات والمدرعات الحديثة والمتطورة ساهم وبشكل كبير في قلب المعادلة العسكرية لمصلحة الجيش والمقاومة، إذ تمكنت المقاومة والجيش من خلال تلك القوة من تطهير مناطق شاسعة من ميليشيا الحوثي وصالح في لحج وعدن، وتتجه حاليا لاستكمال تطهير بقية المناطق.
وفي سياق متصل قال قيادي بارز في المقاومة في جنوب اليمن لـ«الشرق الأوسط» إن عملية «السهم الذهبي» التي حررت عدن، استؤنفت مجددا، أمس، وذلك من أجل تحرير محافظتي أبين ولحج من قبضة الميليشيات الحوثية وقوات المخلوع علي صالح، مؤكدا أنها «دخلت مرحلة التنفيذ».
ومن ناحية ثانية لقي العشرات من عناصر الميليشيات الحوثية، أمس، مصرعهم على يد المقاومة الشعبية في محافظة البيضاء، وقالت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» إن المقاومة اعترضت تعزيزات كانت في طريقها من المحافظات الشمالية إلى محافظة أبين الجنوبية المجاورة للبيضاء، وإن عددا من الآليات العسكرية جرى تدميرها في الكمين الذي أعقبه هجوم على تلك القوات، وتشهد أبين مواجهات مسلحة عنيفة بين القوات الموالية لهادي، من جهة والحوثيين وقوات صالح، من جهة أخرى، وتسعى قوات هادي والمقاومة إلى استعادة السيطرة على مدينة زنجبار، عاصمة المحافظة، والتي باتت تلك القوات على تخومها، بعد تحرير منطقتي دوفس والكود من عناصر الميليشيات، وفي السياق ذاته، قال شهود عيان إن تعزيزات عسكرية أرسلت من عدن باتجاه أبين (شرقا)، وذلك بهدف تعزيز قدرات المقاتلين هناك، وفي الوقت ذاته، ما زالت المعاركة محتدمة في جبهة مديرية لودر، وقال مصدر في المقاومة بأبين لـ«الشرق الأوسط» إن المقاومة الشعبية الجنوبية في لودر تواصل تقدمها في جبهات القتال محافظة أبين وتعمل بتنسيق مع دول التحالف على السيطرة على الخط الساحلي، مؤكدا أن هذا التقدم يأتي رغم أن المقاومة لم تتلق دعما، مناسبا، رغم المعارك الضارية التي خاضتها ضد الميليشيات وقوات صالح وتمكنها من تطهير بعض المواقع وكانت على وشك تحرير مدينة لودر، لولا حصول الحوثيين على تعزيزات عسكرية كبيرة من المحافظات الشمالية عبر محافظة البيضاء.
وفي جبهة الضالع، قالت مصادر في المقاومة الشعبية لـ«الشرق الأوسط» إن دبابات المقاومة الشعبية الجنوبية في الضالع قصفت ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح التي تحاول الوصول إلى الشريط الحدودي سناح وتلحق بها خسائر في العتاد والأرواح للمرة الرابعة خلال 3 أيام، وإن ذلك تزامن ذلك مع استمرار حشد ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح قواتها، منذ يومين، إلى مدينة قعطبة، شمال الضالع، وخلال الأيام الماضية، صدت المقاومة في الضالع سلسلة هجمات كبيرة للحوثيين الذي يسعون إلى الدخول إلى المدينة، دون أن يتمكنوا من ذلك في ظل صمود مقاتلي المقاومة.
إلى ذلك، كثف طيران التحالف، أمس، غاراته على قاعدة العند العسكرية الاستراتيجية في محافظة لحج، بشمال عدن، وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» إن غارات مكثفة شنتها طائرات التحالف على القاعدة العسكرية التي تخضع لحصار مطبق من قبل المقاومة الشعبية والقوات العسكرية الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، منذ بضعة أيام، بعد معارك ضارية شهدها محيط القاعدة مع الميليشيات الحوثية والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، وذكرت المصادر الخاصة أن الغارات دمرت مخازن ومخابئ مموهة، أقامها الحوثيون، وفي الحوطة، عاصمة لحج، تواصل المقاومة تقدمها ببطء نحو المدينة، وأبرز ما يتم التركيز عليه، هو تطهير المناطق المحيطة بالمدينة من القناصة.
كما شنت طائرات التحالف العربي غارات على معسكر اللواء 15 في زنجبار بمحافظة أبين، شرق عدن جنوب اليمن، وأشارت مصادر في المقاومة الشعبية لـ«الشرق الأوسط» إلى أن الغارة أسفرت عن تدمير عدة آليات عسكرية، كانت تحمل أسلحة وذخائر في طريقها لدعم المتمردين، وأضافت أن أصواتا ضخمة سمعت في محيط المكان، نتيجة لانفجار الأسلحة والذخائر كما أدت إلى مصرع وإصابة عشرات المتمردين. وتزامنت غارات طيران تحالف إعادة الأمل مع هجوم للمقاومة الشعبية على المعسكر الموالي للرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.