يشهد اليمن المزيد من التطورات المتلاحقة على الصعيد العسكري، تجسدت خصوصًا في تحقيق المقاومة والقوات الموالية للشرعية نتائج إيجابية وتقدما كبيرا في عدد من جبهات القتال خلال اليومين الماضيين. وتشتعل هذه الجبهات، حيث تحتدم المعارك بين القوات الموالية للشرعية الدستورية والمقاومة الشعبية، من جهة، والميليشيات الحوثية وقوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح، من جهة أخرى.
وتمكنت المقاومة الشعبية والقوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، أمس، من استعادة السيطرة على مدينة زنجبار، عاصمة محافظة أبين، بعد قتال دام لأكثر من يومين في جبهة «دوفس» التي انهارت فيها ميليشيات المتمردين الحوثيين، فيما تستمر المواجهات في مديرية لودر التي تسعى المقاومة لاستعادة السيطرة عليها.
وفي محافظة الضالع، واصلت المقاومة الجنوبية، لليوم الثاني على التوالي، صدها هجوما كبيرا شاركت فيه قوات نخبة من الحرس الجمهوري الموالي لصالح وأخرى يطلق عليها «كتائب الحسين» تتبع الحوثيين. ويهدف الهجوم إلى اقتحام مدينة الضالع، عاصمة المحافظة، التي أرغمتهم المقاومة، في مايو (أيار) الماضي، على مغادرتها إلى منطقة سناح، في الحدود السابقة بين شطري البلاد الشمالي والجنوبي. وقالت مصادر محلية وشهود عيان لـ«الشرق الأوسط» إن معارك ضارية شهدتها الضالع خلال الساعات الثماني والأربعين الماضية، وقد تمكنت القوات الموالية للشرعية والمقاومة من صد الهجوم وإيقاع خسائر بشرية كبيرة في صفوف القوات المهاجمة، حيث قتلت وأسرت العشرات، كما قامت بشن هجمات وقصف صاروخي على المناطق التي تتمركز فيها تلك القوات، كما منعت محاولات تسلل قامت بها تلك القوات عبر بعض القرى نحو المدينة.
وقال مصدر في المقاومة بالضالع لـ«الشرق الأوسط» إن المقاومة قصف «تجمعات ميليشيات الحوثي وصالح بالقرب من بوابة السجن المركزي بصواريخ الكاتيوشا وكذا استهداف تجمعات الحوثي وصالح بالقرب من منطقة القبة، حيث تم تدمير دبابة ومدفع هاون عيار 160 وعربة (بي إم بي) وكذا تم تدمير وإحراق عدد من الأطقم العسكرية التابعة لميليشيات الحوثي وصالح أثناء تجمعها بالقرب من المجمع السكني بسناح، ومقتل من فيها، وكذا تم استهداف تجمعات الحوثي وصالح بمنطقة شخب بقعطبة بصواريخ الكاتيوشا، وأسفر القصف عن تدمير عربة مصفحة ومقتل وإصابة العشرات منهم»، إضافة إلى استهداف «الثكنة العسكرية الواقعة بالقرب من مدرسة القبة، مما أدى إلى تدميرها واشتعال النيران فيها، وتم استهداف تجمعات ميليشيات الحوثي وصالح بالقرب من المجمع الحكومي بسناح وإدارة المياه بمدافع الهاون عيار 120».
وأكد المصدر أن العمليات في الضالع أسفرت عن «انكسار الحملة ومقتل قائد الحملة على الضالع المدعو صالح الشرجي، وكذا مقتل 85 من ميليشيات الحوثي وصالح وإصابة العشرات وتدمير وإحراق 10 أطقم وتفجير دبابة وناقلة جند تحمل مضاد الطيران 23، وكذا تدمير مدفع عيار 37 بالقرب من السجن المركزي بسناح، كما تمكنت عناصر المقاومة الشعبية الجنوبية من الاستيلاء على عدد من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة».
وفي محافظة شبوة، دارت أمس اشتباكات عنيفة بين المقاومة الشعبية المسنودة بقوات الجيش من جهة، والميليشيات الحوثية وصالح من جهة أخرى. وذكرت مصادر في السلطة الشرعية والمقاومة أن «الميليشيات الحوثية وصالح قصفت أحياء في موقس منطقة بيحان محافظة شبوة»، وأن «مواجهات عنيفة دارت بين الميليشيات الحوثية وصالح والمقاومة الشعبية في وادي خير بمنطقة موقس بيحان»، وأن قتلى وجرحى في صفوف الحوثيين.
وفي سياق التطورات الأمنية، شهدت مديرية «مشرعة وحدنان» بمنطقة جبل صبر المطل على مدينة تعز، خلال الساعات الماضية، مواجهات عنيفة، تمكنت خلالها المقاومة والقوات الموالية لهادي من السيطرة على المديرية بشكل كامل. وقالت مصادر محلية إن المقاومة خسرت، في تلك المواجهات، ثمانية من عناصرها من المقاتلين وجرح آخرون، فيما قتل 42 من عناصر الميليشيات وقوات صالح. وتأتي سيطرة المقاومة في تعز على تلك المديرية، في إطار التقدم المتواصل والملحوظ الذي تحققه المقاومة. وفي مدينة مقبنة بمديرية شمير في شمال غربي تعز، تمكنت المقاومة الشعبية من قتل 4 من مسلحي الميليشيات الحوثية في كمين نصب له على الطريق العام، وتواصل المقاومة في تلك المنطقة نصب الكمائن لتلك الميليشيات طوال الفترة الماضية، وفي المخا الساحلية على البحر الأحمر، قصفت قوات التحالف مقر «اللواء 35 مدرع» وهو من المعسكرات الكبيرة الموالية للمخلوع صالح في تعز.
في غضون ذلك، قال علي شايف الحريري، المتحدث باسم المقاومة الشعبية الجنوبية، إن المقاومة والجيش الموالي للشرعية يحققونا تقدما وانتصارات في كل الجبهات، ومنها العند ولحج وغيرهما. وأكد لـ«الشرق الأوسط» أنه «في الساعات القليلة المقبلة سوف يتم حسم الموقف»، وأن «جبهات القتال في أبين والعند والضالع بحاجة إلى دعمها بالسلاح والذخائر». وعبر عن امتنانه لدول التحالف بقيادة السعودية «على ما قدمته وتقدمه من دعم للمقاومة». وحول مشاركة المقاومة الجنوبية في تحرير تعز وبقية المناطق الشمالية من قبضة الميليشيات الحوثية وقوات صالح، قال الحريري إنهم في المقاومة الجنوبية لن يبخلوا «على إخواننا في المناطق الشمالية في تقديم العون والمساندة بعد تحرير المناطق الجنوبية وتثبيت الأمن من ميليشيات الحوثي والمخلوع». وردا على وصف الحوثيين للمقاومة الجنوبية بأنه من عناصر «القاعدة ودواعش ومرتزقة»، قال الحريري لـ«الشرق الأوسط» إنه «من المعروف عن صالح المغالطات وتزوير الحقائق. نحن مدافعون عن أرضنا وعرضنا، مقاومة شعبية جنوبية انخرط فيها المعلم والدكتور والمغترب والمهندس وكل فئات الشعب، ومعروف عن صالح أنه من احتضن (القاعدة) في اليمن وصرف لهم الرواتب والرتب العسكرية»، حسب قوله.
القوات الموالية لهادي تحرر مدينتين في أبين وتعز.. وتصد هجومًا كبيرًا في الضالع
المتحدث باسم المقاومة الجنوبية لـ {الشرق الأوسط} : نحقق انتصارات.. وصالح يقدم «مغالطات» للرأي العام
القوات الموالية لهادي تحرر مدينتين في أبين وتعز.. وتصد هجومًا كبيرًا في الضالع
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة