بحاح.. من الإقامة الجبرية إلى العودة «المظفرة»

بحاح.. من الإقامة الجبرية إلى العودة «المظفرة»
TT

بحاح.. من الإقامة الجبرية إلى العودة «المظفرة»

بحاح.. من الإقامة الجبرية إلى العودة «المظفرة»

في الـ15 من مارس (آذار) الماضي، كانت «الشرق الأوسط» في ضيافة خالد محفوظ بحاح نائب الرئيس اليمني، عندما كان رئيسًا للوزراء فقط، كأول وسيلة إعلامية تلتقيه في منزله وهو تحت الإقامة الجبرية التي فرضها عليه الحوثيون وعلى أفراد حكومة الكفاءات، بعد تقديم استقالتها للرئيس عبد ربه منصور هادي، الذي بدوره استقال من منصبه، عقب سيطرة الميليشيات الحوثية على العاصمة صنعاء، وقيامها بفرض قرارات على مؤسسة الرئاسة ورئاسة الوزراء. وجاءت استقالة بحاح، بعد أقل من ثلاثة أشهر فقط من توليه مهامه، وفي اليوم التالي غادر بحاح الإقامة الجبرية إلى محافظة حضرموت (مسقط رأسه)، وبعد أيام، انضم إلى الرئيس هادي في الرياض وعاد لممارسة مهامه رئيسًا لحكومة يمنية شرعية من المنفى، نظرًا للظروف القاهرة في الداخل، وما لبث الرئيس هادي، أن أصدر قرارًا جمهوريًا، في 12 أبريل (نيسان) بتعيين بحاح نائبا له، مع احتفاظه بمنصبه رئيسًا للحكومة.
بحاح ذو الـ55 عامًا والقامة الفارعة، سياسي ودبلوماسي يمني حضرمي المولد، عاش وترعرع في عدن ودرس في مدارسها وجامعتها، ثم في جامعة بونا بالهند، ومارس أنشطة حكومية كثيرة، قبل أن يعين وزيرا للنفط والمعادن، ثم سفيرا لليمن لدى كندا، وبعد ذلك مندوبا لليمن لدى الأمم المتحدة. ومن هذا المنصب الأخير، عاد مباشرة إلى رئاسة حكومة الكفاءات التي جاء تشكيلها عقب استقالة حكومة الوفاق الوطني، برئاسة محمد سالم باسندوة.
وأمس، بات بحاح أرفع مسؤول يمني يعود «منتصرًا» إلى عدن بعد تحريرها من قبضة الميليشيات الحوثية والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، بعد أن أجبر على البقاء في منزله لأشهر وغادر الإقامة الجبرية في ضوء شروط، منها عدم ممارسة أي عمل سياسي في الخارج، بحسب ما قيل حينها. لكنه وبعد خروجه من اليمن، استأنف نشاطه السياسي، وكما أكد، حينها، أنه سيعمل من أجل مصلحة بلده في أي مكان وفي أي زمان. ويُعرف عن نائب الرئيس اليمني، هدوءه وتأنيه قبل اتخاذ قراراته ودراستها جيدًا، وكذا التأني عند الإدلاء بتصريحات أو مواقف، سواء كانت سياسية أو اقتصادية، إضافة إلى أنه لم تعرف عنه مواقف متشددة إزاء أي من القضايا الخلافية في الساحة اليمنية، بل مثّل، بنظر البعض، رجلاً توافقيًا، وبالأخص مع بدايات التطورات والأزمة الأخيرة في اليمن وحتى اللحظة. وكان اختيار هادي لبحاح نائبا له، بمثابة مؤشر على أدوار كبيرة سوف يلعبها الرجل في الوقت الراهن وربما في المستقبل القريب.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.