المحكمة الدستورية في أوكرانيا توافق على قانون يمنح المناطق الانفصالية حكمًا ذاتيًا أوسع

يعطي مزيدًا من الصلاحيات لمجالس البلديات الإقليمية والمحلية

المحكمة الدستورية في أوكرانيا توافق على قانون يمنح المناطق الانفصالية حكمًا ذاتيًا أوسع
TT

المحكمة الدستورية في أوكرانيا توافق على قانون يمنح المناطق الانفصالية حكمًا ذاتيًا أوسع

المحكمة الدستورية في أوكرانيا توافق على قانون يمنح المناطق الانفصالية حكمًا ذاتيًا أوسع

أعطت المحكمة الدستورية الأوكرانية أمس (الجمعة) الضوء الأخضر لمشروع إصلاح دستوري يمنح المناطق الانفصالية في الشرق حكمًا ذاتيًا أوسع، وذلك في إجراء مدعوم من دول الغرب التي تعتبر أنه وسيلة لاحتواء النزاع المسلح.
وكان النواب الأوكرانيون قد وافقوا في 16 يوليو (تموز) الماضي على رفع المشروع الرئاسي إلى المحكمة الدستورية التي كانت موافقتها ضرورية قبل التصويت على النص.
وقال الرئيس الأوكراني بترو بوروشينكو، إن «قرار المحكمة الدستورية حول اللامركزية خطوة مهمة نحو إجراء تغييرات كبرى في البلاد».
ويمنح مشروع الإصلاح مزيدًا من الصلاحيات للمجالس البلديات الإقليمية والمحلية، ولكنه خلافًا لتوقعات المتمردين لا يؤكد نهائيًا وضع الأراضي شبه المستقل الواقعة تحت سيطرتهم. ووفقًا للنص سيحدد هذا الوضع في إطار قانون منفصل وفقط لفترة من ثلاث سنوات. وذكرت وسائل الإعلام الأوكرانية، أن الغربيين يطالبون كييف بأن يلحظ دستورها هذا الوضع الجديد، لكن هذه الفكرة تلقى معارضة كبيرة في أوكرانيا، إذ يرى كثيرون أن كييف غير مرغمة على القبول بحكم ذاتي قائم في المناطق التي تشتبه السلطات الأوكرانية باستمرار وجود أسلحة وجنود روس فيها.
وتجدر الإشارة إلى أن النزاع الدائر بين الجيش الأوكراني والمتمردين الموالين لروسيا أوقع أكثر من 6800 قتيل في 15 شهرًا. وقد فرضت هدنة جديدة في منتصف فبراير (شباط) الماضي بعد توقيع اتفاقات سلام مينسك 2، لكنها لا تزال تشهد خروقات دامية.
وفي سياق متصل بالأزمة الأوكرانية، قال مارتن إردمان، السفير الألماني لدى حلف شمال الأطلسي (ناتو)، إن الوقت قد حان لإحياء الحوار مع موسكو، وذلك بعد فترة من الجمود في التعاون بين الناتو وروسيا في أعقاب الأزمة الأوكرانية التي أدت إلى تدهور العلاقات بين الجانبين.
وظل إردمان يعمل لمدة 15 عامًا في مقر الحلف العسكري في بروكسل، حتى غادره هذا الأسبوع ليصبح سفير ألمانيا في العاصمة التركية أنقرة.
وفي رده على سؤال حول ما إذا كان دور ألمانيا في الحلف قد تغير بسبب الصراع الأوكراني والتوترات الجديدة بين الغرب وروسيا، قال إردمان، إن «الدور قد تغير إلى الحد الذي أصبحنا فيه الآن مع قواتنا المسلحة، الأساس لإجراءات بموجب ما تسمى بخطة عمل الاستعداد التي تهدف إلى طمأنة شركاء الحلف في شمال شرقي أوروبا. وبهذا الدور، اتخذنا مهمة حاسمة في الحلف».
أما بخصوص الانتقادات التي يتعرض لها الناتو الآن، حيث يكثر الحديث عن وجود استعراض كبير للقوة العسكرية، وأنه يتم استفزاز روسيا بشكل غير ضروري بتدريبات في الدول الأعضاء الشرقية بالحلف، وأن الناتو يستخدم الأزمة الأوكرانية لتوسيع قوته، قال إردمان إنه يتفهم ذلك جيدًا، وهي مهمة «تشبه السير على الحبل»، موضحًا أن إعلان قمة الناتو في ويلز يشير من جانب إلى ضرورة التخطيط، واتخاذ إجراءات طمأنة في ما يتعلق بالدفاع المشترك، لكن أيضًا من الجانب الآخر يتعين استمرار الحوار مع روسيا.
وحول موقف الحكومة الألمانية بشأن ما إذا كانت تؤيد إحياء الحوار مع روسيا أم لا، قال إردمان إن الإجابة واضحة، وهي «نعم»، لكن ليس هناك أي إجماع في الحلف في الوقت الحالي.



ميلي يدعو من روما إلى إقامة تحالف يميني عالمي

ميلوني وميلي في تجمع «إخوان إيطاليا» بروما السبت (أ.ب)
ميلوني وميلي في تجمع «إخوان إيطاليا» بروما السبت (أ.ب)
TT

ميلي يدعو من روما إلى إقامة تحالف يميني عالمي

ميلوني وميلي في تجمع «إخوان إيطاليا» بروما السبت (أ.ب)
ميلوني وميلي في تجمع «إخوان إيطاليا» بروما السبت (أ.ب)

دعا الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي إلى توحيد قوى اليمين العالمية في منظمة جامعة لـ«محاربة اليسار والاشتراكية، تكون مثل الكتائب الرومانية قادرة على دحر جيوش أكبر منها».

جاء ذلك في الخطاب الناري الذي ألقاه، مساء السبت، في روما، حيث لبّى دعوة رئيسة الحكومة الإيطالية جيورجيا ميلوني، ليكون ضيف الشرف في حفل اختتام أعمال المهرجان السياسي السنوي لشبيبة حزب «إخوان إيطاليا»، الذي تأسس على ركام الحزب الفاشي. وقدّمت ميلوني ضيفها الذي يفاخر بصداقته لإسرائيل والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، بوصفه «قائد ثورة ثقافية في دولة صديقة، يعرف أن العمل هو الدواء الوحيد ضد الفقر».

«مسؤولية تاريخية»

ميلوني لدى استقبالها ميلي في قصر شيغي بروما الجمعة (إ.ب.أ)

قال ميلي إن القوى والأحزاب اليمينية في العالم يجب أن تكون في مستوى «المسؤولية التاريخية» الملقاة على عاتقها، وإن السبيل الأفضل لذلك هي الوحدة وفتح قنوات التعاون على أوسع نطاق، «لأن الأشرار المنظمين لا يمكن دحرهم إلا بوحدة الأخيار التي يعجز الاشتراكيون عن اختراقها». وحذّر ميلي من أن القوى اليمينية والليبرالية دفعت ثمناً باهظاً بسبب تشتتها وعجزها أو رفضها مواجهة اليسار متّحداً، وأن ذلك كلّف بلاده عقوداً طويلة من المهانة، «لأن اليسار يُفضّل أن يحكم في الجحيم على أن يخدم في الجنة».

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب يتحدث مع رئيس الأرجنتين خافيير ميلي في مارالاغو 14 نوفمبر (أ.ف.ب)

ليست هذه المرة الأولى التي يطلق فيها ميلي مثل هذه الفكرة، التي سبق وكررها أكثر من مرة في حملته الانتخابية، وفي خطاب القَسَم عندما تسلّم مهامه في مثل هذه الأيام من العام الماضي. لكنها تحمل رمزية خاصة في المدينة التي شهدت ولادة الحركة الفاشية العالمية على يد بنيتو موسوليني في عشرينات القرن الماضي، وفي ضيافة أول رئيسة يمينية متطرفة لدولة مؤسسة للاتحاد الأوروبي تحاول منذ وصولها إلى السلطة عام 2022 الظهور بحلة من الاعتدال أمام شركائها الأوروبيين.

جدل الجنسية الإيطالية

قال ميلي: «أكثر من شعوري بأني بين أصدقاء، أشعر أني بين أهلي» عندما أعلنت ميلوني منحه الجنسية الإيطالية، لأن أجداده هاجروا من الجنوب الإيطالي مطلع القرن الفائت، على غرار مئات الألوف من الإيطاليين. وأثار قرار منح الجنسية للرئيس الأرجنتيني انتقادات شديدة من المعارضة الإيطالية التي تطالب منذ سنوات بتسهيل منح الجنسية للأطفال الذين يولدون في إيطاليا من أبوين مهاجرين، الأمر الذي تُصرّ ميلوني وحلفاؤها في الحكومة على رفضه بذريعة محاربة ما وصفه أحد الوزراء في حكومتها بأنه «تلوّث عرقي».

ميلوني قدّمت الجنسية الإيطالية لميلي (رويترز)

وكان ميلي قد أجرى محادثات مع ميلوني تناولت تعزيز التعاون التجاري والقضائي بين البلدين لمكافحة الجريمة المنظمة، وتنسيق الجهود لمواجهة «العدو اليساري المشترك»، حسب قول الرئيس الأرجنتيني الذي دعا إلى «عدم إفساح أي مجال أمام هذا العدو، لأننا أفضل منهم في كل شيء، وهم الخاسرون ضدنا دائماً».

وانتقدت المعارضة الإيطالية بشدة قرار التلفزيون الرسمي الإيطالي بثّ خطاب ميلي مباشرةً عبر قناته الإخبارية، ثم إعادة بث مقتطفات منه كان قد دعا فيها إلى «عدم اللجوء إلى الأفكار لاستقطاب أصوات الناخبين» أو إلى عدم إقامة تحالفات سياسية مع أحزاب لا تؤمن بنفس العقيدة، «لأن الماء والزيت لا يمتزجان»، وشنّ هجوماً قاسياً على القوى السياسية التقليدية التي قال إنها «لم تأتِ إلا بالخراب». وأنهى ميلي كلمته، إلى جانب ميلوني وسط هتافات مدوية، مستحضراً شعار الدفاع عن «حرية وحضارة الغرب» الذي أقام عليه موسوليني مشروعه الفاشي لاستعادة عظمة الإمبراطورية الرومانية.