العاهل المغربي يتلقى الولاء من ممثلي مختلف المناطق بمناسبة عيد الجلوس

ترأس حفل أداء قسم الضباط.. واستعرض وحدات الفوج الجديد

العاهل المغربي الملك محمد السادس خلال ترؤسه أمس حفل الولاء بالرباط (ماب)
العاهل المغربي الملك محمد السادس خلال ترؤسه أمس حفل الولاء بالرباط (ماب)
TT

العاهل المغربي يتلقى الولاء من ممثلي مختلف المناطق بمناسبة عيد الجلوس

العاهل المغربي الملك محمد السادس خلال ترؤسه أمس حفل الولاء بالرباط (ماب)
العاهل المغربي الملك محمد السادس خلال ترؤسه أمس حفل الولاء بالرباط (ماب)

أدى 1470 ضابطا مغربيا متخرجا من مختلف المعاهد والمدارس العسكرية والأمنية، ضمنهم 268 سيدة، أمس القسم أمام العاهل المغربي الملك محمد السادس، الذي أطلق على فوج هذه السمة اسم جده ومؤسس الدولة العلوية «مولاي علي الشريف».
وأشار العاهل المغربي، في خطاب توجيهي للضباط إلى رمزية هذا الاسم، مذكرا بأن مولاي علي الشريف كان يجمع بين العلم والتقوى، ويتحلى بقيم التضحية ونكران الذات في الدفاع عن المقدسات الدينية والوطنية. وقال بهذا الخصوص «إننا واثقون أنكم تقدرون ما يجسده هذا الاسم في تاريخنا العريق من غيرة على وحدة المغرب، ومن التحام قوي بين الأسرة العلوية الشريفة والشعب المغربي».
وبعد أداء القسم بين يدي الملك، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، استعرض العاهل المغربي، مرفوقا بولي عهده الأمير مولاي الحسن وشقيقه الأمير مولاي رشيد، مختلف وحدات الفوج الجديد.
ويتكون هذا الفوج من 432 ضابطا، بينهم 42 ضابطة، تخرجوا من المدارس العسكرية العليا، كالأكاديمية الملكية العسكرية، والمدرسة الملكية الجوية، والمدرسة الملكية البحرية، والمدرسة الملكية للخدمات الطبية العسكرية، ومركز التكوين في الخدمات الاجتماعية للقوات المسلحة الملكية. كما تضمن الفوج الجديد 836 من ضباط الاحتياط، من بينهم 219 امرأة، تخرجوا من المدارس العليا شبه العسكرية، ومنها المدرسة المحمدية للمهندسين، والمعهد الملكي للإدارة الترابية التابع لوزارة الداخلية، والمعهد الملكي للشرطة، والمدرسة الوطنية الغابوية للمهندسين، ومركز التكوين الجمركي، بالإضافة إلى 202 من ضباط القوات المسلحة الملكية والدرك الملكي والحرس الملكي والقوات المساعدة، من بينهم 7 نساء.
وبهذه المناسبة، قام الملك محمد السادس بترقية عدد من الضباط السامين إلى رتبة جنرال وكولونيل ماجور (عقيد ركن). وقد حضر حفل أداء القسم، على الخصوص، رئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران، ورئيسا غرفتي البرلمان، ومستشارو العاهل المغربي، وأعضاء الحكومة، وكبار ضباط القيادة العليا للقوات المسلحة الملكية، والملحقون العسكريون بالسفارات الأجنبية المعتمدة بالرباط، وعدة شخصيات مدنية وعسكرية.
وبعد ذلك ترأس العاهل المغربي في رحاب المشور السعيد بالقصر الملكي في الرباط حفل تقديم الولاء بمناسبة عيد الجلوس من طرف وفود وممثلي مختلف مناطق ومحافظات المغرب، يتقدمهم محمد حصاد وزير الداخلية، وولاة وعمال (المحافظون) الولايات والعمالات والأقاليم، وولاة وعمال الإدارة المركزية لوزارة الداخلية. وجددت الوفود في صفوف متراصة كما جرت العادة في مثل هذه المناسبة، باسم المناطق التي يمثلونها، البيعة والولاء للعاهل المغربي، باعتباره أميرا للمؤمنين.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».