«داعش» تقترب من محيط حقل جزل النفطي بريف حمص بعد مواجهات مع قوات النظام

موجة حر تجتاح البلاد وحمى التيفوئيد تعصف بجنوب دمشق المحاصر

«داعش» تقترب من محيط حقل جزل النفطي بريف حمص بعد مواجهات مع قوات النظام
TT

«داعش» تقترب من محيط حقل جزل النفطي بريف حمص بعد مواجهات مع قوات النظام

«داعش» تقترب من محيط حقل جزل النفطي بريف حمص بعد مواجهات مع قوات النظام

سيطر تنظيم داعش، أول من أمس، على عدة نقاط في محيط حقل جزل النفطي بريف حمص الشرقي، بعد مواجهات مع قوات الأسد. وذكرت مصادر لـ«الدرر الشامية» أن تنظيم الدولة شن هجومًا عنيفًا على عدة حواجز تابعة لقوات الأسد في محيط حقل جزل النفطي بريف تدمر وتمكن من السيطرة على قرية الدوة على الجبهة الغربية من مدينة تدمر، وعدة نقاط عسكرية متقدمة، وأوقع قتلى وجرحى في صفوف قوات النظام، وتم اغتنام دبابتين وعربة مصفحة وقاعدتي صواريخ موجهة. وتأتي أهمية السيطرة على قرية الدوة ومحيطها كون التنظيم قد قطع طريق الإمداد عن قوات الأسد باتجاه حقل جزل النفطي.
ذكر أن قوات الأسد أحكمت السيطرة، قبل نحو شهرين، على كامل التلال المشرفة على حقل جزل النفطي لإبعاد خطر التنظيم عن الحقل نهائيًا.
في سياق آخر، حذرت الهيئة الطبية العامة في جنوب دمشق المحاصر من تفشي وباء التيفوئيد بسرعة كبيرة، بسبب موجة الحر الشديد والمياه الملوثة، وقال أطباء في حي التضامن جنوب دمشق أن عدد المصابين سيتجاوز الخمسة آلاف مصاب في أيام قليلة نتيجة شرب مياه ملوثة من الآبار، بعد أكثر من 320 يومًا على قطع حكومة النظام السوري للمياه عن حي التضامن ومخيم اليرموك الفلسطيني، الأمر الذي اضطر السكان المحاصرين إلى حفر آبار للحصول على المياه والتي في غالبيتها غير صالحة للشرب لعدم توفر شروط التعقيم.
وجاءت موجة الحر الشديد التي تشهدها المنطقة لتفاقم أزمة التلوث وانتشار الأمراض والأوبئة في المناطق المحاصرة، وسبق أن ناشدت ‏الهيئة الطبية العامة في جنوب دمشق المنظمات الإنسانية والأممية للمساعدة في إنقاذ حياة المصابين ومنع تفشي الوباء، والعمل على إدخال الأدوية والمستلزمات الطبية لمواجهة حمى التيفوئيد.
وأعلنت الهيئة الطبية العامة لجنوب العاصمة دمشق أنها وثقت خلال شهر يوليو (تموز) 2015 مئات الحالات من الحمى واستقبلت في مراكزها 5844 حالة حمى (وصلت درجة الحرارة في بعض الحالات إلى 41.3 درجة مئوية). وأنه تم قبول 7.4 في المائة من الحالات في المشفى، بسبب شدة الأعراض أو الدخول في اختلاطات. وقد تم تأكيد تشخيص 938 حالة منها حمى تيفية، إضافة إلى 89 حالة حمى مالطية».
وحذرت الهيئة من أن «الحالات في ازدياد تصاعدي مخيف، وأن الأعداد في شهر يوليو ازدادت بشكل ملحوظ ومقلق عن شهر يونيو (حزيران)». ودعت الهيئة إلى «الضغط على النظام للسماح بإدخال الأدوية والمستهلكات الطبية والمواد المخبرية، لإنقاذ أطفال ونساء جنوب دمشق قبل فوات الأوان».
وكانت «مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا» قد بينت، أن مناشدات الكوادر الطبية من داخل المخيم جاءت بعد تسجيل «ارتفاع في معدلات الإصابة بمرضي التيفوئيد واليرقان في مناطق جنوب دمشق المحاصرة عمومًا ومخيم اليرموك خصوصًا، ووصولهما إلى معدلات وبائية تهدد حياة الأهالي في المنطقة».
وأعادت مجموعة العمل أسباب تفشي الأمراض إلى سوء التغذية ونقص الرعاية الصحية والنظافة العامة الناجم عن استمرار سيطرة تنظيم الدولة وجبهة النصرة على مخيم اليرموك، والحصار المشدد الذي تفرضه قوات النظام ومجموعات الجبهة الشعبية - القيادة العامة عليه منذ 753 يومًا، بالإضافة إلى منع إدخال المساعدات الإغاثية والطبية العاجلة إلى المخيم.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.