قائد عمليات الأنبار: قواتنا على مسافة كيلومتر من مركز الرمادي

قال إنها تتقدم ببطء بسبب استخدام «داعش» للمواطنين دروعا بشرية

قائد عمليات الأنبار: قواتنا على مسافة كيلومتر من مركز الرمادي
TT

قائد عمليات الأنبار: قواتنا على مسافة كيلومتر من مركز الرمادي

قائد عمليات الأنبار: قواتنا على مسافة كيلومتر من مركز الرمادي

تتواصل العمليات العسكرية للقوات الأمنية العراقية وفق الخطط المرسومة لها التقدم باتجاه الدخول إلى مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار بعد الانكسار الكبير الذي لحق بتنظيم داعش حين تمكنت القوات العراقية وبعملية نوعية من تحرير مبنى جامعة الأنبار وتقدمها لتحرير أول حي سكني داخل المدينة عند المحور الجنوبي فيما يستمر التقدم من المحاور الثلاثة الأخرى في عملية قضم للمناطق والاقتراب من الدخول للرمادي من جهاتها الأربع ولو بشكل بطيء.
وأعلنت قيادة عمليات الأنبار عن تحرير طريق مهم وحيوي وهو الطريق الرابط بين تل البو عيثة ومناطق عقدة سرمن شمالي الرمادي من سيطرة تنظيم داعش فيما تم قتل 11 مسلحًا غرب المدينة في عمليات للقوات الأمنية المشتركة ومتطوعي العشائر.
وقال قائد عمليات الأنبار اللواء الركن قاسم المحمدي في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن «قوة أمنية مشتركة تمكنت صباح اليوم (أمس) خلال عملية مباغتة من تحرير الطريق الرابط بين منطقة البو عيثة وعقدة سرمن شمالي الرمادي من سيطرة تنظيم داعش فضلا عن تحرير مناطق أخرى واقعة على هذا الطريق والدخول إلى منطقة البو فراج البوابة الشمالية لمدينة الرمادي والتي يفصلها عن مركز المدينة جسر على نهر الفرات يربط منطقة البو فراج بمنطقة الثيلة وسط المدينة وبالحسابات العامة فإن قواتنا باتت على مسافة كلم واحد من مركز الرمادي ومن هنا تكمن أهمية هذا الطريق».
وأضاف المحمدي «أن القطعات العسكرية تمكنت من قتل أعداد كبيرة في صفوف الإرهابيين وهي في تقدم مستمر باتجاه تحقيق الأهداف المرسومة لها بتحرير مدينة الرمادي بالكامل من سطوة تنظيم داعش في عملية قضم للمناطق والسير نحو المدينة بشكل متأنٍ كوننا لا نريد نوقع خسائر في صفوف المدنيين الذين أصبح تنظيم داعش الإرهابي يقودهم إلى المناطق التي تشهد تقدم لقواتنا الأمنية بهدف استخدام المدنيين العزل كدروع بشرية، إضافة إلى الكم الهائل من العبوات الناسفة التي زرعها مسلحو التنظيم في الطرق المؤدية إلى وسط المدينة من أجل إيقاف تقدمنا باتجاه المناطق وسط المدينة».
وفي سياق متصل أكد محافظ الأنبار رئيس اللجنة الأمنية في المحافظة صهيب الراوي على ضرورة العمل لعودة العوائل النازحة إلى المدن والمناطق المحررة في المحافظة بوقت قياسي، والعمل على الارتقاء بنوعية التسليح المقدم لمقاتلي العشائر في الأنبار بما يتناسب مع حجم التحديات.
وقال الراوي في حديث لـ«الشرق الأوسط» بأن «الإنجازات التي تحققها القوات الأمنية على أرض الأنبار ما هي إلا خطوات واثقة ضمن الخطط المرسومة لتحرير المحافظة من عصابات داعش الإرهابية، وإن أبناء العشائر في الأنبار لهم دور كبير في الانتصارات المتحققة على الأرض بعد أن نجحوا في قتال داعش الإرهابي وطرده من مناطق مختلفة في مدينة الرمادي إضافة إلى نجاحهم الكبير في عملية مسك الأرض وتطهيرها من المسلحين رغم ضعف التسليح، رغم أن المحاولات لا تزال جارية وبالتعاون مع الحكومة الاتحادية للارتقاء بنوعية التسليح المقدم لمقاتلي العشائر وبما يتناسب وحجم التحديات، رغم أن الوضع الاقتصادي العام الذي يمر به العراق كان أحد الأسباب الرئيسية في ضعف التسليح».
وأضاف الراوي «وما يتعلق بالمناطق المحررة فإن لقاءً تم مع لجنة شكلت في وقت سابق بالتعاون مع رئاسة الوزراء لإعادة تأهيل المناطق المحررة وتقديم الخدمات للعوائل التي بدأت بالرجوع إلى الأنبار فعلاً بعد هذا الإنجاز الرائع من قبل القوات الأمنية المشتركة، وأن زيارة وفد كبير من هذه اللجنة إلى قضاء الكرمة خير دليل على ذلك بعد أن شهدت ناحية الخيرات التابعة لقضاء الكرمة عودة الكثير من العوائل النازحة بعد تحرير الناحية وتطهيرها من عصابات تنظيم داعش الإجرامية».
من جانب آخر قتلت غارة شنتها طائرة تابعة لقوات التحالف الدولي على موقع لتنظيم داعش في شمال مدينة الفلوجة، 50 كلم شرق الرمادي، من يوصف بـ«والي ناحية الصقلاوية» لدى التنظيم، حسب ما كشف مصدر حكومي محلي.
وقال رئيس مجلس قضاء الخالدية في محافظة الأنبار، علي داود في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن «طائرة تابعة لقوات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، نجحت في استهداف الإرهابي المدعو عارف عبد الرزاق في ناحية الصقلاوية شرقي الرمادي، بقصف جوي مما أدى إلى مقتله».
وأضاف «أن عبد الرزاق، الذي يصفه الإرهابيون بـ(والي ناحية الصقلاوية) والملقب بحجي عارف، قتل بعد استهداف سيارته أثناء هروبه من الصقلاوية إلى جزيرة الخالدية شرق مدينة الرمادي التي سيطر عليها تنظيم داعش منذ عدة أشهر، وأدى القصف إلى مقتل عدد من عناصر التنظيم الإرهابي أيضا والذين كانوا برفقته، ويعد والي ناحية الصقلاوية من أبرز قيادات التنظيم الإرهابي في الأنبار، وهو ضالع في جرائم قتل واستهداف للقوات الأمنية والمدنيين في عدة مناطق بالمحافظة، لا سيما في مدينة الفلوجة».
من جهته أعلن قائد العمليات في بابل اللواء رياض الخيكاني أن قيادة عمليات بابل تمكنت من القضاء على 10 إرهابيين بينهم انتحاري شيشاني الجنسية حاولوا الاعتداء على القطعات العسكرية في المحور الجنوبي، والمتواجدة في مناطق الشقق السكنية والملعب غرب الرمادي.
وقال الخيكاني في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن «قواتنا تمكنت من قتل 10 انتحاريين بينهم انتحاري شيشاني عندما حاولوا الاقتراب من قطعاتنا في المناطق التي تم تحريرها من قبل قواتنا الأمنية».
وأضاف الخيكاني «إن مسلحي تنظيم داعش الإرهابي يحاولون يائسين من استهداف قطعاتنا التي تتقدم بشكل كبير إلى داخل مدينة الرمادي من المحور الجنوبي، حيث يقوم المسلحون بإرسال انتحاريين من أجل إحداث فجوات هنا أو هناك، ولكن الانتحاريين تلقوا ضربات موجعة من قبل سلاح الجو ومن قطعاتنا المنتشرة على الأرض وأن أغلب عناصره لاذوا بالفرار من الرمادي باتجاه الموصل».
وأشار الخيكاني إلى «أن «أكثر من 200 مسلح من عناصر تنظيم داعش الإرهابي قتلوا في عملية استعادة السيطرة على مجمع جامعة الأنبار خلال الأيام السبعة الماضية».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.