مقتل شرطي مصري وإصابة 3 آخرين في ثاني اعتداء على سفارة أجنبية

وزير الداخلية: لن نتهاون في مواصلة مسيرتنا للقضاء على الإرهاب

الرئيس المصري يقبل أحد مصابي الشرطة خلال حفل تخريج دفعة جديدة أمس (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري يقبل أحد مصابي الشرطة خلال حفل تخريج دفعة جديدة أمس (الرئاسة المصرية)
TT

مقتل شرطي مصري وإصابة 3 آخرين في ثاني اعتداء على سفارة أجنبية

الرئيس المصري يقبل أحد مصابي الشرطة خلال حفل تخريج دفعة جديدة أمس (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري يقبل أحد مصابي الشرطة خلال حفل تخريج دفعة جديدة أمس (الرئاسة المصرية)

قتل مجند بالشرطة المصرية وأصيب ثلاثة آخرون عندما فتح مسلحون ملثمون، كانوا يستقلون سيارة، النار على قوة التأمين المكلفة حراسة سفارة النيجر بمحافظة الجيزة (غرب القاهرة)، وذلك في ثاني هجوم إرهابي يتم في محيط مقر بعثة دبلوماسية أجنبية بالعاصمة المصرية هذا الشهر.
وسبق أن قتل شخص وأصيب عشرة آخرون أوائل يوليو (تموز) الحالي، عندما انفجرت سيارة ملغومة أمام القنصلية الإيطالية بوسط القاهرة. وقد تبنى فرع تنظيم داعش في مصر الهجوم، الذي نتج عنه أيضا انهيار واجهة مبنى القنصلية الإيطالية وسط القاهرة.
ومنذ عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي في يوليو 2013، شهدت مصر أعمال عنف وتفجيرات متزايدة، عادة ما تستهدف عناصر من قوات الشرطة والجيش خاصة في سيناء، حيث قتل المئات منهم. وفي هذا الشأن قال مراقبون إن استهداف مقار سفارات وقنصليات أجنبية يعد «تغيرا نوعيا في طبيعة الهجمات الإرهابية وأهدافها».
وصرح اللواء مجدي عبد الغفار، وزير الداخلية المصري، أمس، بأن «جهاز الشرطة يدرك إدراكا كاملا حجم التحديات التي تحدق بالوطن والمخاطر التي تتربص به وبأمنه»، مضيفا أن «الحرب الشرسة التي نخوضها ضد الإرهاب لن تنال من إرادة الشرطة.. ولن نتهاون في مواصلة مسيرتنا للقضاء على هذه الآفة المدمرة».
وقال مسؤول مركز الإعلام الأمني بوزارة الداخلية إنه «في نحو الساعة الواحدة من صباح أمس قام مسلحون يستقلون سيارة خاصة بإطلاق النيران على القوة المكلفة تأمين سفارة النيجر بالجيزة». وأضاف في بيان صادر عن وزارة الداخلية، أن إطلاق النار أسفر عن مقتل مجند وإصابة فرد شرطة ومجند آخرين، وكذلك إصابة موظف أمن بالسفارة يحمل الجنسية المصرية، مشيرا إلى أنه تم نقل المصابين إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم.
وبينما لم تعلن أي جهة على الفور مسؤوليتها عن الهجوم، كلف المستشار ياسر التلاوي، المحامي العام الأول لنيابات جنوب الجيزة الكلية، قطاع الأمن الوطني وإدارة البحث الجنائي بوزارة الداخلية، سرعة إجراء التحريات، والتوصل إلى هوية الجناة مرتكبي جريمة استهداف قوات تأمين سفارة النيجر بالجيزة. كما أمرت النيابة بانتداب خبراء مصلحة الأدلة الجنائية لإجراء عملية الفحص الفني لمسرح الجريمة، وتحديد نوعية الأسلحة النارية والذخائر التي استخدمت في ارتكاب الجريمة الإرهابية، وكيفية وقوعها، وتفريغ وفحص محتويات كاميرات المراقبة لمعرفة ما إذا كانت تحتوي على لقطات مصورة للجريمة أثناء وقوعها، يمكن من خلالها التوصل إلى هوية الجناة.
وكان فريق من محققي النيابة قد انتقل إلى مسرح الحادث فور الإخطار بوقوعه، حيث أجريت المعاينة، وتبين وجود أظرف فارغة لأعيرة نارية أطلقت من أسلحة آلية (رشاشات) استخدمها المتطرفون ضد قوات تأمين السفارة. كما عثر فريق المحققين على آثار دماء بمحيط السفارة، بسبب الإصابات التي لحقت بقوات التأمين جراء الهجوم العدواني.
وقام محققو النيابة العامة بسؤال شهود الواقعة من سكان وأهالي المنطقة المحيطة بالسفارة، حيث أكد الشهود الذين عاينوا الحادث أن السيارة التي استخدمت في ارتكاب الجريمة، كان يستقلها ثلاثة أشخاص ملثمون، باغتوا قوة تأمين السفارة، وأطلقوا صوبها وابلا من الطلقات، لكن لم يتسن للشهود الوقوف على هوية أو ملامح الجناة بسبب ارتدائهم أقنعة أخفوا بها وجوههم.
من جهته، ألقى وزير الداخلية المصري كلمة خلال الاحتفال بتخريج دفعة جديدة من طلبة كلية الشرطة، بمقر أكاديمية الشرطة بالقاهرة الجديدة، أمس، أكد فيها أن «الشرطة تدرك حجم التحديات التي تحدق بالوطن والمخاطر التي تتربص به وبأمنه، والتي تتعاظم مع ما تحققه مصر حاليا». وأضاف اللواء عبد الغفار في الاحتفال، الذي حضره الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن «آفة الإرهاب التي تضرب المنطقة بأسرها تشكل الرقم الأخطر في معادلة الأمن القومي»، مشددا على أن الشرطة تعاهد الشعب المصري على أنها ستظل تبذل وتضحي بأرواح أبنائها من أجل مواجهة تلك التحديات وأي محاولات للخروج عن الشرعية.
وتابع الوزير موضحا: «نؤكد أن الحرب الشرسة، التي نخوضها إلى جوار القوات المسلحة ضد الإرهاب، لن تنال من إرادة الشرطة في مواجهته، ولن نتهاون في مواصلة مسيرتنا الوطنية الصادقة للقضاء على هذه الآفة المدمرة».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.