سحبت مدينة بوسطن الأميركية ترشيحها لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية الصيفية لعام 2024، لكن اللجنة الأولمبية الدولية أعلنت أمس عن ثقتها في تقدم مدينة أميركية أخرى بملف بديل، ومن المرجح أن تكون لوس أنجليس التي سبقت أن استضافت الأولمبياد في عامي 1932 و1984.
وجاء الإعلان عن سحب ترشيح بوسطن على لسان المدير التنفيذي للجنة الأولمبية الأميركية سكوت بلاكمون والمسؤول الأول عن ملف الترشح ستيف باليوكا الذي يملك نصف فريق بوسطن سلتيكس المشارك في دوري كرة السلة للمحترفين.
وقال بلاكمون: «لم نتمكن من الحصول على غالبية أصوات مواطني بوسطن من أجل دعم استضافة أولمبياد 2024 وألعاب ذوي الاحتياجات الخاصة، ولهذا السبب ترى اللجنة الأولمبية الأميركية أن مستوى الدعم الذي يحظى به ترشح بوسطن لا يخولنا التفوق على مدن مرشحة رائعة مثل باريس وروما وهامبورغ وبودابست أو تورونتو».
وأشار بيان اللجنة الأولمبية الأميركية إلى أن الأخيرة ستواصل البحث بإمكانية ترشيح مدينة أميركية أخرى لاستضافة أولمبياد 2024، وهي ستحاول التوصل إلى قرار الشهر المقبل.
وسبق لعمدة بوسطن مارتي وولش أن لمح إلى إمكانية عدم الترشح لاستضافة هذا الحدث في ظل غياب الضمانات التي تحفظ حقوق دافعي الضرائب.
وأشار وولش في مؤتمر صحافي إلى أن القرار النهائي بشأن ترشح المدينة لاستضافة أولمبياد 2024 بيد اللجنة الأولمبية الأميركية، وقال: «إنه التزام لا يمكنني القيام به دون ضمانات تحمي بوسطن وسكانها». وأكد وولش أنه يرفض المخاطرة بمصير بوسطن، «وأرفض أن ألتزم بتوقيع ضمانة تقضي بأن تستخدم دولارات دافعي الضرائب من أجل الألعاب الأولمبية».
لكن مارك أدامز المتحدث باسم اللجنة الدولية قال: «إننا واثقون من أن الولايات المتحدة ستأتي بالاختيار الصحيح، وأنها لا تزال بإمكانها التقدم بمرشح قوي قبل 15 سبتمبر (أيلول)». وأضاف: «اللجنة الأولمبية الأميركية أكدت أنها لا تزال ترغب بشدة في أن تستضيف إحدى المدن أولمبياد 2024».
وأمام اللجنة الأولمبية الأميركية حتى 15 سبتمبر المقبل لكي تتقدم بطلب رسمي لاستضافة أولمبياد 2024 في حال قررت اختيار مدينة بديلة عن بوسطن.
وقال توماس باخ رئيس اللجنة الأولمبية الدولية: «بالنسبة لنا هو طلب أميركي من اللجنة الأولمبية الأميركية. إننا مقتنعون بأنهم سيختارون أكثر مدينة مناسبة لتقديم ملف قوي لطلب الاستضافة».
وقدرت قيمة التأمين على الألعاب الأولمبية بـ128 مليون دولار على أن يتم التعويض في حال إلغاء الحدث، أو فشل الرعاة الرسميين في دفع المستحق عليهم، أو في حال كانت عائدات أسعار التذاكر أقل من المتوقع بسبب ضعف الحضور الجماهيري. لكن هناك معارضة لهذا التأمين لأن البعض يرى بأنه لن تكون هناك حماية لدافعي الضرائب إذا كانت الميزانية المخصصة للمنشآت أقل من التكلفة الحقيقية أو إذا تغير نطاق المشاريع المخصصة لهذا الحدث مع تقدم الوقت. وقد أكد وولش: «إنني ما زلت مؤمنا بإمكانيات الألعاب الأولمبية وقدرتها على تحقيق فوائد طويلة الأجل لبوسطن، لكن ليس باستطاعتي المخاطرة بأموال دافعي الضرائب. إذا كان التزامي بتوقيع الضمانة اليوم هو ما يحتاج إليه الملف لكي نتقدم به، فبإمكاني حينها القول إن بوسطن لم تعد تسعى إلى استضافة الألعاب الأولمبية وأولمبياد ذوي الاحتياجات الخاصة لعام 2024».
ووقع في يناير (كانون الثاني) الماضي الخيار على بوسطن للترشح من أجل استضافة ألعاب 2024 على حساب لوس أنجليس وسان فرانسيسكو وواشنطن.
ولم تنظم الولايات المتحدة الألعاب الأولمبية الصيفية منذ 1996 عندما أقيمت في أتلانتا، إذ فشلت نيويورك في حملة استضافة أولمبياد 2012 وشيكاغو في حملة استضافة أولمبياد 2016.
وسبق للولايات المتحدة أن نظمت أيضا دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في سانت لويس عام 1904، ولوس أنجليس عامي 1932 و1984، كما أنها استضافت دورة الألعاب الأولمبية الشتوية عام 2002 في سولت ليك سيتي، والتي تلطخت بفضيحة شراء الأصوات.
ولم تقدم اللجنة الأولمبية الأميركية ملف أي مدينة لاستضافة أولمبياد 2020 الذي ذهب لطوكيو، وذلك لإعادة تقييم الملف.
واستمرت دراسة ملف التقدم مجددا لاستضافة الألعاب الأولمبية الصيفية 22 شهرا قبل أن تستمر ملفات أربع مدن فتم الحسم في ما بينها عبر التصويت الذي استقر على بوسطن.
ويبدأ التنافس بين المدن المرشحة التي عرف منها حتى الآن باريس وروما وهامبورغ الألمانية وبودابست، في 15 سبتمبر المقبل، ويمكن للمسؤولين عنها مناقشة ملفات الترشيح مع اللجنة الأولمبية خلال ندوة من 7 إلى 9 أكتوبر (تشرين الأول) في لوزان، على أن يستمر السباق بينها حتى أبريل (نيسان) ومايو (أيار) 2016.
ويتم تثبيت طلبات الترشيح حتى موعد أقصاه 8 يناير 2016 لتبدأ بعدها جولات التفتيش على أن تقدم ملفات الترشيح النهائية في يناير 2017 قبل أن تعرف هوية المدينة المضيفة في صيف العام ذاته في العاصمة البيروفية ليما.
يذكر أن دورة ألعاب الأولمبية الصيفية المقبلة عام 2016 ستقام في ريو دي جانيرو البرازيلية. وقال ألفونس هورمان رئيس الاتحاد الألماني للرياضات الأولمبية: «بالطبع نهتم كثيرا بالتطورات الأخيرة في الولايات المتحدة. إنها تظهر مدى أهمية حشد القوة في المدينة المستضيفة والدولة ككل».
على جانب آخر تظهر تبدو المنافسة ساخنة بين مدينتي بكين الصينية والماتي الكازاخستانية لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية الشتوية 2022 قبل التصويت الحاسم الجمعة المقبل في كوالالمبور الماليزية، فبعد تقديم ملفي الاستضافة في لوزان السويسرية في يونيو (حزيران) الماضي، ارتكز ملف الماتي على 80 في المائة من البنية التحتية القائمة، بينما تراهن بكين على تطوير قطاع الرياضة الشتوية في المنطقة.
وهذا خير مثال على ما تسمح به الأجندة الأولمبية لعام 2020، المجموعة الشاملة من الإصلاحات التي شرع بها رئيس اللجنة الأولمبية الدولية الألماني توماس باخ، إذ يتميز الملفان بمرونة تنادي بها الإصلاحات. قال باخ آنذاك: «أنا فعلا مدهوش من تبني المدينتين للإصلاحات التي تم اعتمادها في الأجندة الأولمبية 2020 بعد ستة أشهر فقط من إقرارها».
وتابع: «يمكن أن نرى بوضوح تركيز المدينتين على الاستدامة والكلفة المعقولة. المدينتان قدمتا عرضا جيدا من ناحية الميزانية، وأظهرتا بوضوح الأهداف التي تريدان تحقيقها عبر اقتراحات خطط التنمية على المدى البعيد لكل من المدينتين والبلدين».
وبحسب التقرير فإن مشروع الماتي «المدمج» يعتمد على بنى تحتية قائمة أو مجددة في 2011 لأجل الألعاب الآسيوية الشتوية على غرار منتجع شيمبولاك للتزلج الذي بني عام 1950، قصر الرياضة في بالوان شولاك (1967) أو المواقع القائمة للبياتلون، تزلج العمق، التزلج الحر والسنوبورد.
وتؤكد لجنة التقييم أن ملف الماتي يعتمد على «ثمانية مواقع قائمة واثنان سيتم بناؤهما من أجل الألعاب الجامعية الشتوية 2017. ثلاثة مواقع أخرى، بينها مضمار التزلج الالبي، ستبنى بحال اختيار المدينة للاستضافة».
كما يشيد التقرير بالمسافات القصيرة بين مواقع المنافسات التي تبعد 40 كلم كحد أقصى عن العاصمة السابقة للجمهورية السوفياتية القديمة قبل أن تخلفها أستانا عام 1997: «كل الرياضيين سيقيمون بين 20 و55 دقيقة من موقع حفل الافتتاح».
من جهتها، تقترح بكين بحسب التقرير «مفهوما إقليميا يهدف إلى تطوير الرياضات الشتوية لصالح أكثر من 300 مليون شخص يعيشون في شمال البلاد»، لكن إذا كانت العاصمة الصينية قادرة على إعادة تدوير بعض مواقعها الأولمبية من عام 2008، وتقدم في مشروعها 6 مشاريع قائمة، فإنها لا تملك في المقابل منشآت عالية المستوى لمسابقات الهواء الطلق.
بعيدا عن بكين حيث ستقام مسابقات الهوكي، التزحلق الفني والسريع على الجليد، يجب بناء منشآت في موقعين: يانغكينغ (التزلج الالبي والزلاجات والتزحلق) وجانغجياكو (بياتلون، تزلج العمق، القفز على الثلج...). بعض المنشآت سيتم بناؤها بغض النظر عن الفوز بالاستضافة، لأن رؤية بكين تكمن «بإدخال الرياضات الشتوية في حياة الناس».
لكن النقطة السوداء الوحيدة التي أثارتها لجنة التقييم وغير المتوافقة مع أجندة 2020 وتنميتها المستدامة تكمن في عدم وجود الثلوج والاعتماد الكبير على الثلج الاصطناعي في كل المواقع. وانحصر التنافس بين بكين والماتي بعد انسحاب جميع المدن الأوروبية الأخرى التي تقدمت بطلباتها وهي ستوكهولم (السويد) وكراكوف (بولندا) ولفيف (أوكرانيا) وأوسلو (النرويج) لأسباب مختلفة منها اقتصادية أو عدم رغبة سكان هذه المدن في ذلك. وأقيمت دورة الألعاب الأولمبية الشتوية الأخيرة بسوتشي الروسية في فبراير (شباط) الماضي، وستحتضن مدينة بيونغ تشانغ الكورية الجنوبية النسخة المقبلة عام 2018.
* دورة مكابي الأولمبية
* على جانب آخر انطلقت أمس دورة «مكابي» للألعاب الأولمبية اليهودية في العاصمة الألمانية برلين بمشاركة نحو 2300 رياضي تم تجميعهم من 36 دولة.
ويتنافس الرياضيون وغالبيتهم من الهواة في رياضات كرة السلة والهوكي وكرة القدم والتنس وكرة القدم الخماسية والكرة الطائرة، بينما سيكتفي آخرون بممارسة تدريباتهم الرياضية.
ومن المقرر منح 166 مجموعة من الميداليات في 19 نوعا من الرياضات خلال دورة مكابي الرابعة عشرة والتي تستمر فعالياتها حتى الخامس من أغسطس (آب) المقبل.
وتنظم ألمانيا الألعاب للمرة الأولى في ذكرى مرور 70 عاما على (الهولوكوست) تحت إجراءات أمنية مشددة. وحشدت الحكومة الألمانية ما يزيد على 600 شرطي لتأمين الملعب الأولمبي والفندق الذي يقيم الرياضيون. وافتتحت الدورة باستعراض في المسرح المدرج ببرلين بحضور الرئيس الألماني يواخيم جاوك، على أن تبدأ المنافسات الرياضية اليوم في الملعب الأولمبي الذي استضاف دورة الألعاب الأولمبية عام 1936.