إن استخدام الأجهزة الصغيرة مثل الساعات الذكية قد يكون مثار إحباط، لأن مفاتيحها الدقيقة وشاشاتها التي تعمل باللمس مراوغة، بحيث يصعب تشغيلها. لكن لدى «غوغل» حلان محتملان لمشكلة الإصبع الثمين: إما أن تتحكم في جهازك من خلال فرك إحدى أصابعك والإبهام معا، أو تقوم بالنقر على شبكة من النسيج الموصل، تكون منسوجة في ملابسك.
وقد تقود هذه الابتكارات إلى أن تصبح الأجهزة الصغيرة التي يتم ارتداؤها أكثر انتشارا وفائدة، إذا ما صار التحكم فيها أكثر سهولة.
* رادار «غوغل»
* عمل أولى هاتين الفكرتين بفضل مستشعر رادار دقيق يمكن دمجه في ساعة ذكية على سبيل المثال، ويمكنه رصد الإيماءات البسيطة ليديك من بعد وحتى من خلال الملابس. وأعلنت شركة «ليفي شتراوس» أنها تعمل مع «غوغل» لدمج لوحات نسيج لمسية في تصميمات ملابسها. وتم الإعلان عن المشاريع الجديدة خلال مؤتمر المطورين السنوي لـ«غوغل» في سان فرانسيسكو، شهر يونيو (حزيران) الماضي.
ويصل حجم النموذج الحالي لمستشعر رادار «غوغل» نحو سنتيمترين مربعين. وهو يمكنه التقاط حركات اليدين البسيطة جدا على مسافة تصل لما بين خمسة سنتيمترات وخمسة أمتار. ويمكن للأشخاص تدوير الإبهام حول حافة السبابة قرب المستشعر لتدوير مفتاح افتراضي. ومن خلال النقر بالإبهام بشكل متكرر على حافة الإصبع يمكن استعراض قائمة بالأوامر.
وتقول «غوغل» إنه يمكن استخدام منصة اللمس الافتراضية لديك للتحكم بخريطة على الساعة، أو واجهة افتراضية للتحكم بمحطات الراديو. وتضيف أنه يمكن ليدك أن تصبح واجهة تحكم مستقلة، ودائما معك، وسهلة الاستخدام ومريحة للغاية. يمكن أن تكون واجهة التحكم الوحيدة التي تحتاجها على الإطلاق لكل الأشياء التي تحملها.
كما يمكن أداء الحركة نفسها في أماكن مختلفة للتحكم بأشياء مختلفة، واستخدام إيماءة اللف لضبط الوقت على ساعة رقمية، واستخدام الحركة نفسها لضبط الدقائق.
لم يتم الكشف عن أي تفاصيل حول نوع الأجهزة التي يمكن إدماج مستشعر الرادار بها، لكن «غوغل» قالت إن المستشعرات يمكن أن يتم إنتاجها بشكل جماعي.
* مستشعرات نسيجية
* وتستند تقنية «غوغل» لمستشعرات الملابس اللمسية على طريقة جديدة لصناعة نسيج موصل طوره بوبيريف وزملاؤه ضمن جهد تسميه «غوغل».. «مشروع جاكوارد». وكان النسيج الموصل مطروحا بالفعل بالأسواق، ولكن باللون الرمادي فقط. وقد طورت «غوغل» طريقة لتجديل الألياف النحاسية الرقيقة مع نسيج بأي لون لصناعة خيوط موصلة يمكن استخدامها في مصانع النسيج والملابس الحالية، تماما مثل الخيوط المستخدمة اليوم، بحسب قوله.
وقالت «غوغل» إنها تريد صنع ملابس تفاعلية على نطاق واسع، بحيث يكون بمقدر أي شخص تصنيعها، وأن يتمكن أي شخص من شرائها. وأظهرت صورا لنماذج من النسيج المطاط وشبه الشفاف، الذي يحتوي على خيوط قادرة على التعرف على اللمس.
وبدلا من أن تكون بديلا للشاشات التقليدية التي تعمل باللمس، فإن لوحات اللمس النسيجية تهدف لتوفير طريقة أسرع وأكثر مهارة للتفاعل مع الهاتف في جيبك أو الجهاز الذي ترتديه في ساعدك، على سبيل المثال، لرفض التنبيهات.
ويمكن لشبكة من الخيوط الموصلة المغزولة فيها أن تلتقط وجود يده، وكذلك عندما يلمسها الشخص بإحدى أصابعه. كما تمكنت هذه الخيوط من رصد لمستين من الأصابع في الوقت نفسه. وقد وافقت شركة «ليفي شتراوس» على العمل مع «غوغل» من أجل إدماج التقنية في الملابس، ولكن لم يتم إعطاء تفاصيل بشأن متى تكون الملابس الموصلة متاحة للشراء.
وقالت «غوغل» إنها ما زالت تعمل على كيفية الوصول لأفضل السبل لدمج الإلكترونيات والاتصالات اللاسلكية والبطاريات في لوحة لمسية من النسيج. وجاء العرض الوحيد لكيفية عمل التنقية الجديدة على أحد قطع الملبوسات، جاء من خلال فيديو، قام فيه أحد مصممي الأزياء من دار «سافيل رو» بتصميم معطف مزود بمنطقة حساسة للمس عند طرف أحد كمّيه. وعندما سحب إحدى الأصابع عبر اللوحة اللمسية، أجرى هاتف كان في الجوار اتصالا.