أعلن الجناح العسكري لحزب العمال الكردستاني أمس أن غارات الطيران التركي أسفرت عن مقتل أحد مقاتليها وإصابة ثلاثة مدنيين من سكان القرى الحدودية بجروح، فيما تكبدت القرى الحدودية في إقليم كردستان العراق أضرارا بشرية ومادية. وأكد أن عملية السلام والهدنة مع تركيا لم يعد لها أي معنى.
وقال بختيار دوغان، الناطق الرسمي لقوات حماية الشعب الجناح العسكري لحزب العمال الكردستاني، لـ«الشرق الأوسط»، إن «الطائرات التركية بدأت منذ الليلة قبل الماضية في قصف مواقعنا في مناطق زاب وآفاشين وقنديل ومناطق أخرى على الشريط الحدودي بين العراق وتركيا، وأسفرت هذه الغارات الجوية المصاحبة لقصف مدفعي من قبل القوات البرية التركية عن مقتل أحد مقاتلينا وإصابة ثلاثة مدنيين من بينهم طفل، من سكان القرى الحدودية»، مبينا أن الغارات ألحقت أضرارا مادية ببساتين المنطقة.
وعن موقف الجناح العسكري للعمال الكردستاني من وقف إطلاق النار مع تركيا، أكد دوغان بالقول: «لم يبق أي معنى لعملية وقف إطلاق النار، وليس هناك وجود لعملية السلام، حيث قصفت تركيا مقاتلينا بالمئات من الصواريخ، مع أن حزبنا التزم طوال الفترة السابقة بقرار زعيمه المعتقل لدى أنقرة، عبد الله أوجلان، بالالتزام بوقف إطلاق النار، وحملتهم التي شنوها ضدنا لم تكن مسبوقة منذ أن تم وقف إطلاق النار حيث كان الهجوم قويا ومكثفا».
أما عن المعارك الدائرة بين تركيا وتنظيم داعش، فشدد دوغان بالقول: «الجانب التركي يريد تحت مسمى مقاتلة تنظيم داعش أن يسيء إلى اسم الحركة الكردية الحرة، وهذا لن يتحقق، ونحن لا نرى أي جدية من تركيا في محاربة (داعش)».
بدورها، أدانت الرئاسة المشتركة لمنظومة المجتمع الكردستاني التي تجمع تحت جناحها حزب العمال الكردستاني وعددا من الأحزاب والمنظمات الكردية، في بيان لها، تسلمت «الشرق الأوسط» نسخة منه أمس، الهجمات التركية على أقاليم ميديا الدفاعية، مؤكدة بالقول: «لم يبق أمامنا سوى طريق واحد، وهو أن تجتمع القوى الديمقراطية وتبدأ في النضال التحرري والديمقراطي ضد إردوغان ومرتزقته»، ودعا البيان الأكراد عاجلا إلى «رفع راية الكفاح».
وطالب مسعود بارزاني، رئيس إقليم كردستان العراق، بوقف القصف الجوي التركي على مواقع حزب العمال الكردستاني في عدد من مناطق الإقليم. ونقلت وكالة «باس نيوز» الكردية، عن مصدر مطلع في رئاسة إقليم كردستان، قوله إن «بارزاني أجرى اتصالا هاتفيا مع أحمد داود أوغلو رئيس الوزراء التركي، وطالب بوقف قصف الطائرات التركية على مواقع الحزب الكردي التركي المعارض«. وأضاف أن «بارزاني أكد خلال محادثته مع أوغلو ضرورة حل المشاكل بين الطرفين بطريقة سلمية».
وقال كفاح محمود، المستشار الإعلامي في مكتب رئيس إقليم كردستان، لـ«الشرق الأوسط»، إن «رئيس الوزراء التركي تحدث مع الرئيس مسعود بارزاني بالتفصيل عن التصعيد الأخير لأنقرة وأسبابه، وقدم مبرراته لهذا التصعيد. ومن جانبه، أبدى بارزاني قلقه الشديد حول هذه التصعيد، وأكد أنه عمل لسنوات طويلة من أجل عدم حدوث هذه الأزمة الحالية». وأكد أن «الخيار السلمي الذي عمل من أجله رئيس الإقليم بين أنقرة والعمال الكردستاني هو الخيار الأمثل لحل المشاكل، وقد أثمرت هذه المفاوضات عن اتفاق للسلام بين الطرفين أوقف قوافل الضحايا بين الجانبين، ومنح الطرفين فرصة لكي يعيشا بسلام»، وبين أن «بارزاني أكد أن الإقليم سيعمل كل ما في وسعه من أجل عدم تطور هذه الأحداث، داعيا في الوقت ذاته كل الأطراف إلى اختيار خيار السلم بدلا من الحرب».
بدوره، قال زاكروس هيوا، عضو هيئة العلاقات في منظومة المجتمع الديمقراطي الكردستاني، في اتصال مع «الشرق الأوسط» من جبال قنديل المعقل الرئيسي لـ«العمال الكردستاني»، أمس: «قصدت تركيا بالدرجة الأولى الشعب الكردي من وراء الحرب التي أعلنتها على (داعش). أنقرة وحتى أيام من الآن كانت تستخدم (داعش) ضد الكرد، لكنها لم تنجح في ذلك، لذا بدأت حربها بشكل مباشر ضد الشعب الكردي. حرب تركيا لا تستهدف حزب العمال الكردستاني وحده، بل تستهدف الشعب الكردي وحكومة الإقليم وكل القوى الديمقراطية في الشرق الأوسط أيضا».
وتابع هيوا: «تركيا وضعت خطة لحرب شاملة، والهدف من هذه الحرب أن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يريد البقاء رئيسا لتركيا، فبعد خسارة حزبه في الانتخابات الآن هو يخطط لإثارة فوضى سياسية من أجل تنظيم انتخابات مبكرة، لكي يستطيع من خلالها البقاء رئيسا لتركيا مرة أخرى، والعائق الوحيد أمامه هو حركة التحرر الكردية، لأنها هي التي منعت إردوغان من أن يصبح سلطانا عثمانيا»، مشددا بالقول: «سنواصل نضالنا ضد هذه الهجمة على كل الأصعدة ولن نقف مكتوفي الأيدي، وسندافع عن أنفسنا، ونتخذ كل الطرق في سبيل ذلك».
وكشف هيوا بالقول: «الهجوم التركي لم يقتصر فقط على الجانب العسكري، بل بدأت أنقرة بحملة اعتقالات واسعة في صفوف الناشطين والسياسيين والمواطنين الكرد في تركيا، واعتقل حتى الآن المئات من مناصري حزب الشعوب الديمقراطية الكردي في تركيا. إذن هذه الحرب متعددة الأبعاد، فعدد المعتقلين الكرد خلال اليومين الماضيين بلغ أضعاف معتقلي تنظيم داعش في تركيا، وحملتهم هذه هي تحت مسمى اعتقال التنظيمات الإرهابية، فأنقرة تستخدم (داعش) لإعطاء الشرعية لهجماتها على الحركة الكردية».
«العمال الكردستاني»: لا معنى لعملية وقف إطلاق النار مع تركيا.. ولا جدية في محاربة أنقرة لـ«داعش»
غارات الطيران التركي تقتل وتصيب 4 في القرى الحدودية بين العراق وتركيا
«العمال الكردستاني»: لا معنى لعملية وقف إطلاق النار مع تركيا.. ولا جدية في محاربة أنقرة لـ«داعش»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة