أعلنت مصادر عسكرية عراقية أن الخطة الاستراتيجية لتحرير الأنبار من قبضة تنظيم داعش تم تغييرها بدعوة أميركية، بعد النتائج السلبية التي حصدتها في الأيام الأولى من انطلاقها.
وقال ضابط رفيع في الأنبار رفض الكشف عن هويته لوكالة الأنباء الألمانية إن «الخطة العسكرية الاستراتيجية التي ينفذها الجيش العراقي خلال العملية العسكرية المنطلقة منذ أيام لتحرير مدن محافظة الأنبار المترامية الأطراف من الإرهابيين، تم تغييرها بدعوة أميركية للنتائج السلبية التي حصدتها خلال أيامها الأولى المتمثلة في قتل الكثير من عناصر الجيش وميلشيات الحشد الشعبي علاوة على الخسائر في الإمكانيات المادية».
وأضاف الضابط أن «التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية نصح قبيل انطلاق عملية تحرير الأنبار الجيش العراقي بتنفيذ المعركة على مراحل تدريجية، من خلال البدء بمعركة الرمادي وعزلها عن المدن المجاورة لها، ومن ثم البدء بتحرير الفلوجة»، كاشفا أن التحالف «أكد أن الجيش العراقي غير قادر على فتح جبهتين محتدمتين في الفلوجة والرمادي، خصوصا أن الأولى يعتبرها التنظيم ذات أهمية قصوى له في العراق وسوريا».
وأوضح الضابط أن الحكومة العراقية وقادة ميلشيا الحشد الشعبي «أصروا على بدء العملية في الرمادي والفلوجة، حيث رجحوا قدرة الجيش وميليشيا الحشد الشعبي على تحريرهما في وقت واحد كحال مدن محافظة صلاح الذين التي سيطرت عليها القوات الأمنية العراقية والحشد منذ أشهر قريبة».
وتخوض القوات العسكرية العراقية المدعومة بفصائل الحشد الشعبي معارك كر وفر في مدينتي الفلوجة والرمادي ضد تنظيم داعش، الذي يتخذ سياسة زرع الألغام والعبوات الناسفة وأسلوب القنص فضلا عن اللجوء إلى العمليات الانتحارية، مما يؤدي إلى استرجاع المناطق التي يسيطر عليها الجيش العراقي بصورة سريعة. واسترجع تنظيم داعش عددا من المناطق التي سيطر عليها الجيش العراقي في الأيام الأولى على انطلاق العمليات العسكرية، ومن بينها المعهد الفني الواقع في ناحية الصقلاوية (12 كلم شمال الفلوجة) فضلا على منطقة الملعب الأولمبي (8 كلم شرق الرمادي).
من ناحية ثانية، أكد قائد عمليات الأنبار الفريق اللواء الركن قاسم المحمدي، مقتل العشرات من عناصر تنظيم داعش خلال معارك تطهير الأنبار، فيما أشار إلى تقدم القوات الأمنية من ثلاثة محاور محيطة بمدينة الرمادي، مركز المحافظة.
وقال المحمدي في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن «القوات الأمنية من الجيش والشرطة ومقاتلي العشائر وبدعم طيران التحالف تقدمت بشكل كبير من ثلاثة محاور محيطة بالرمادي وتمركزت في مواقع مهمة واشتبكت مع عناصر التنظيم، مما أسفر عن مقتل العشرات من عناصر (داعش) خلال المواجهات العسكرية». وأضاف المحمدي أن «المناطق والمحاور التي تقدمت فيها القوات الأمنية هي المحور الشمالي للرمادي وتضم مناطق جويبة والجرايشي والسجارية، والمحور الثاني في القاطع الشرقي الذي يضم مناطق حصيبة الشرقية وتل الشهد والشيخ مسعود، فيما شهد المحور الجنوبي للرمادي تقدمًا للقطعات البرية وخصوصًا في محيط جامعة الأنبار حيث يفصل القوات الأمنية عنها أقل من 500 متر». وتابع: «أما مناطق الحميرة والطاش ومستودع النفط جنوب الرمادي فقد شهدت هي أيضا تقدمًا كبيرًا لقواتنا فيها حتى أصبحنا على بعد كيلومتر واحد فقط من وسط الرمادي».
في السياق نفسه، أعلن نائب قائد العمليات الخاصة التابعة لجهاز مكافحة الإرهاب العميد عبد الأمير الخزرجي، عن مقتل 15 عنصرًا من تنظيم داعش خلال مواجهات في محيط جامعة الأنبار. وقال الخزرجي في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن «قوة من جهاز مكافحة الإرهاب اشتبكت مع عناصر تنظيم داعش في محيط جامعة الأنبار غرب الرمادي، ما أسفر عن مقتل 15 عنصرًا من التنظيم وتدمير عجلة كان يستخدمها المسلحون». وأضاف الخزرجي أن «قوات جهاز مكافحة الإرهاب تتقدم في عمليات تحرير جامعة الأنبار وكبدت تنظيم داعش خسائر مادية وبشرية كبيرة في محيطها، وأن الإعلان عن تحرير جامعة الأنبار سيعلن قريبًا».
بدورها، أعلنت خلية الإعلام الحربي عن تدمير أكبر معمل لتفخيخ العجلات وسط مدينة الفلوجة. وقال المتحدث باسم العمليات المشتركة العميد يحيى رسول في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن «طيران التحالف الدولي نفذ ضربة جوية نوعية استهدفت أكبر معمل لتفحيخ العجلات وسط الفلوجة، ما أدى إلى تدميره بشكل كامل». وأضاف رسول أن «ذلك تم من خلال عمل استخباري عراقي دقيق بالتعاون مع أبناء الفلوجة»، وأن المعمل يتكون من مجموعة ورش لتفخيخ عشرات العجلات التي يتم تفجيرها ضد أبناء شعبنا العراقي». وأشار رسول إلى «أن القوات الأمنية المشتركة تؤكد لأبناء شعبنا المحاصرين في المناطق التي ما زالت تحت سيطرة تنظيم داعش أن الأيام المقبلة ستشهد استهداف مقار العصابات الإرهابية ومناطق تجمعهم ومخازن أسلحتهم»، داعيا إياهم إلى الابتعاد عن تلك الأماكن.
كما أعلنت خلية الإعلام الحربي أن قتالا داخليا بين مسلحي تنظيم داعش خلف 15 قتيلا وجريحا إثر قيام مجموعة منهم برفع راية الاستسلام أمام القوات العراقية المتقدمة في المحور الشرقي من مدينة الرمادي. وأكدت الخلية أن أجهزة التنصت التابعة للجيش العراقي استرقت شتائم واتهامات بين قياداتِ «داعش» على خلفية انهيار دفاعاتِهم وكثرة القتلى في صفوفهم. من ناحية ثانية، أشارت الخلية إلى أن «قوة من الشرطة الاتحادية تقدمت على طريق الخالدية (حصيبة الشرقية - تل مشيهد) أسفرت عن قتل إرهابيين اثنين وتدمير عجلة نوع (بيك أب)، كما تم في خط سد حصيبة الشرقية - تل مشيهد أيضا قتل إرهابي واحد وتدمير قاذفة ومعالجة عبوة ناسفة في إحدى الدور»، مشيرة إلى أن «قيادة الجزيرة والبادية نفذت فعالية أمنية أسفرت عن العثور على 3 حاويات تحتوي مادة (سي فور)».
وفي قضاء حديثة تمكنت الفرقة السابعة في الجيش العراقي من قتل قيادي بارز في تنظيم داعش و11 من معاونيه في عملية نوعية. وقال قائد الفرقة السابعة اللواء نومان الزوبعي في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن قوة من الفرقة السابعة نفذت عملية نوعية في منطقة البوحياة التابعة لقضاء حديثة غرب الأنبار أسفرت عن قتل 12 داعشيا بينهم قيادي يدعى حسن مجيد سليمان، و11 من معاونيه، فضلا عن تدمير عجلات كانت بحوزتهم، إضافة إلى تدمير آلية حفر كانت مفخخة ومعدة للتفجير.
وفي ناحية كبيسة، تمكنت عشائر الناحية من قتل «والي» تنظيم داعش في الناحية المدعو صلاح باشا وثلاثة من مساعديه. وقال الشيخ معدي العبيدي زعيم عشائر العبيد في محافظة الأنبار في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن «العشائر هاجمت منزل والي داعش واشتبكت مع حراسه، ما أدى إلى مقتل الوالي وثلاثة من مساعديه، وإن العشائر في ناحية كبيسة دعت عبر المساجد أهالي الناحية إلى الثورة ضد التنظيم الإرهابي».
مصادر عسكرية عراقية: تغيير الخطة الاستراتيجية لتحرير الأنبار بدعوة أميركية
قائد عمليات الأنبار: كيلومتر يفصل قواتنا عن وسط الرمادي
مصادر عسكرية عراقية: تغيير الخطة الاستراتيجية لتحرير الأنبار بدعوة أميركية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة