أميركا: انتشار ظاهرة شراء العقارات بالمشاركة مع أصدقاء

ينطوي على مخاطر بقدر ما يوفر امتيازات

أميركا: انتشار ظاهرة شراء العقارات بالمشاركة مع أصدقاء
TT

أميركا: انتشار ظاهرة شراء العقارات بالمشاركة مع أصدقاء

أميركا: انتشار ظاهرة شراء العقارات بالمشاركة مع أصدقاء

انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة شراء بيت بالمشاركة مع أصدقاء أو مع شريك يسكن نفس البيت. فكثيرا ما نرى الآن أفراد الأسرة أو حتى الجيران يشتركون في شراء منزل إما لغرض السكنى أو لقضاء العطلات. وللفكرة مغزى اقتصادي حيث يفضل بعض المشترين شراء منزل أعلى سعرا بالمشاركة مع آخرين عن شراء منزل مستقل بسعر أقل.
إضافة إلى ذلك يتمتع المشترون بميزة تقاسم عبء الضريبة العقارية، والصيانة، وتكاليف الرهن العقاري مع شركائهم.
بيد أن هناك بعض الإجراءات الواجب اتباعها في هذا الخصوص تتعلق بكيفية سداد ثمن العقار، هل يسدد نقدا أم بأسلوب الرهن العقاري؟ كيف سيتم تقاسم النفقات والصيانة؟ كيف سيسجل سند الملكية، هل بالمشاركة مع آخرين أم فرديا؟ ماذا سوف يحدث في حال وفاة أحد الشركاء أو قرر بيع حصته؟
بالطبع ينطبق نفس الشيء على الزوجين في حال اشتركا في ملكية المنزل، سواء استمرا سويا أو قررا الطلاق.
ويعتبر التصرف في المنزل في حال انفصال الزوجين أصعب الحالات.
غالبا ما يطلب الشركاء السماح لهم بامتلاك عقار عن طريق المشاركة على أن يتحمل أحدهم مسؤولية الرهن العقاري، والرد في أغلب الأحيان يأتي بالموافقة.
يسمح الكثير من المقرضين للمقترضين بطلب الحصول على قرض للرهن العقاري بحيث يحصل الكثير من الملاك على سندات الملكية، كذلك يستطيع الأزواج الاتفاق على تقدم أحد الزوجين بطلب الحصول على قرض للرهن العقاري، إلا أنه بمقدور كلا الزوجين حيازة سندات الملكية.
يذكر أن هناك نوعين لكل رهن عقاري: سندات التعهد بأن تلتزم بسداد الدين، ووثيقة الرهن (أو صك الملكية).
يتعهد الزوجان متضامنين بمسؤوليتهما القانونية حال عدم الوفاء بالدين، كل المشاركين مطالبون بالتوقيع على صك الرهن، إلا أن «المقترض الرئيسي» مطالب بالتوقيع على صك الرهن وسند التعهد.
وبافتراض أن كل المشاركين سوف يشتركون بشكل أو بآخر في عملية سداد قسط الرهن العقاري، فإنه من المهم أن يفهم كل مالك شروط سند التعهد والبنود التي تضمنتها وثيقة الرهن العقاري.
تتضمن أغلب وثائق الرهن العقاري بندا يلزم المقترض بـ«سداد كامل القرض في حال قيامه ببيع العقار»، أو بندا لتعجيل السداد يلزم صاحبه بسرعة الوفاء بباقي قيمه الدين كاملا لتفادي بنود صارمة في حال حدوث أي ظرف طارئ (مثل الطلاق أو الموت). يهدف بند «سداد كامل القيمة في حال قيام المقترض بالبيع» لمنع نقل ملكية العقار محل الرهن إلى شخص آخر من دون موافقة المقرض.
بيتك هو قلعتك، لكن هل هو محل سكنك الأساسي؟
قبل عام 1982، تُركت مهمة تحديد بند «سداد كامل للقرض في حال قيام المقترض ببيع العقار» لكل ولاية على حدة، إلا أنه منذ 33 عاما قفزت الحكومة الفيدرالية لتمسك بالزمام، ومنع القانون الفيدرالي المقترضين من بيع العقار محل الرهن لمالك جديد من دون سداد قيمة الرهن بالكامل.
إلا أن هذا القانون جاء في مصلحة بعض الملاك.
بالنسبة للملاك المشتركين في عقار واحد، سواء الأزواج أو الشركاء، أو كأفراد تربطهم علاقة، فإن أفضل ضمان لهم هو الذهاب لمحام عقاري لصياغة عقد اتفاق شراكة وتعايش يغطى كل الاحتمالات.
يجب أن يضع العقد في الاعتبار كيفية تقسيم الملكية، سواء بالتساوي أو بتحديد المدة التي سوف ينتفع خلالها الشريك بالعقار.
يجب أن يتضمن العقد كذلك كيفية سداد أو تقاسم النفقات، وكيفية التصرف في حال تخلف الشريك الموقع على سند التعهد عن السداد، أو في حال وفاة أحد الشركاء أو في حال الطلاق.
على الشركاء مناقشة طريقه امتلاكهم لسندات الملكية مع محام أو مستشار ضريبي، وتعتبر طريقة الملكية قرارا مهما وذا تأثير كبير على حقوق ملكية كل شريك. ضع في اعتبارك قانون الولاية التي تعيش فيها، فهو يحدد خياراتك المتاحة فيما يخص سندات للملكية.
*خدمة «واشنطن بوست»
خاص بـ }الشرق الأوسط}



تأثيرات «كورونا» تظهر على العقارات المصرية

سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
TT

تأثيرات «كورونا» تظهر على العقارات المصرية

سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس

بعد الانتشار المتزايد لفيروس «كورونا المستجد» في معظم أنحاء العالم، يحذّر خبراء الاقتصاد من التداعيات السلبية التي يشهدها الاقتصاد العالمي خصوصاً بعد الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدول ومن بينها إغلاق الحدود وتعليق الرحلات الجوية والبحرية، وهو ما امتد بدوره إلى قطاع العقارات في مصر، حيث تشهد السوق العقارية في البلاد حالياً تراجعاً في نسب المبيعات، بالإضافة إلى إلغاء فعاليات ومؤتمرات تسويقية عقارية.
ويؤكد مستثمرون عقاريون مصريون من بينهم المهندس ممدوح بدر الدين، رئيس مجلس إدارة شعبة الاستثمار العقاري بالاتحاد العام للغرف التجارية، أن «القطاعات الاقتصادية تشهد تباطؤاً وجموداً حاداً في الآونة الأخيرة، وهذا سيكون له تبعاته على سوق العقار»، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «أتوقع أن تخرج مصر من الأزمة سريعاً، وبأقل الخسائر نتيجة للإجراءات الاحترازية التي اتخذتها أخيراً للحد من انتشار المرض».
وشهدت سوق مبيعات العقارات في مصر «تراجعاً نسبياً منذ بداية أزمة كورونا»، وفق الخبير والمسوق العقاري محمود سامي، الذي قدّر «نسبة التراجع في مستويات البيع والشراء، بنسبة تتراوح من 20 إلى 30%، في بداية الأزمة، لتصل إلى 50% مع نهاية الأسبوع الماضي، مع اتخاذ مصر وعدد من الدول العربية إجراءات احترازية جريئة للحد من انتشار المرض».
ورغم أن مؤشرات الطلب على شراء العقارات التي تقاس وفق حجم الطلب على المواقع الإلكترونية المخصصة لبيع وشراء العقارات، لم تعكس هذا التراجع في شهر فبراير (شباط) الماضي، وفقاً لمؤشر موقع «عقار ماب» المتخصص في السوق العقارية، بعدما سجل ثبات مستوى الطلب على العقارات في شهري يناير (كانون الثاني) وفبراير الماضيين، لكن المؤشر أوضح أنه «كان هناك تزايد في الطلب في النصف الأول من شهر فبراير، إلا أن هذا التزايد تراجع في الأسبوعين الأخيرين ليستقر المؤشر عند نفس معدل الشهر السابق»، ولا توجد إحصائيات واضحة عن شهر مارس (آذار) الجاري، والذي تفاقمت فيه أزمة «كورونا».
وعكس ما يؤكده المسوق العقاري محمود سامي، من وجود تراجع في نسب مبيعات العقارات في مصر، يقول الدكتور ماجد عبد العظيم، أستاذ الاقتصاد والخبير العقاري، أن «السوق العقارية في مصر لم تتأثر حتى الآن بأزمة (كورونا)»، وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «لا يوجد ارتباط بين فيروس (كورونا) والعقارات، فمن يريد شراء شقة سيفعل ذلك»، مشيراً إلى أن «السوق العقارية المصرية تعاني من حالة ركود بدأت منذ نحو أربعة أشهر، وتظهر ملامحها في العروض التسويقية التي تقدمها شركات العقارات، ومن بينها زيادة عمولة المسوقين العقاريين، والإعلان عن تسهيلات في السداد تصل إلى عشر سنوات من دون مقدم، والدفعة الأولى بعد التسلم»، لافتاً إلى أن «حالة الركود هذه سببها الرئيسي زيادة المعروض، وارتفاع الأسعار بشكل مبالغ فيه».
ورغم أن العاملين في التسويق العقاري لا ينكرون وجود حالة ركود في السوق، فإنهم يرون أن المسألة تزايدت مع الخوف من انتشار «كورونا»، حتى حدث «انكماش في السوق العقارية»، على حد تعبير سامي الذي أوضح أن «شركات التسويق العقاري تأقلمت مع حالة الركود، ونفّذت عمليات إعادة هيكلة وتقليص لعدد الموظفين والمقرات»، مضيفاً: «ما نشهده الآن مختلف، فهناك حالة شلل لم نشهدها من قبل إلا مع ثورتي 30 يونيو (حزيران) 2013، و25 يناير 2011. وإن كان ما نشهده حالياً أكثر حدة، فهناك إلغاء لحجوزات ومواعيد معاينات للوحدات العقارية، وتأجيل لقرارات الشراء بشكل عام حتى انتهاء الأزمة واتضاح الرؤية».
ولا يقتصر تأثير انتشار «كورونا» على حركة البيع والشراء في قطاع العقارات، بل من المتوقع أن «ينعكس التأثير على اقتصاد الشركات العقارية واستثماراتها» حسب بدر الدين، الذي أشار إلى أن «قطاع النفط تأثر بصورة كبيرة خصوصاً بعد إصرار منظمة (أوبك) على عدم تقليل إنتاجها، ليهبط سعر البرميل إلى أقل من 30 دولاراً، ما سبب خسائر للمستثمرين والصناديق العالمية، وترتبت على ذلك انخفاضات في أسعار مواد البناء وبالتالي فإن أي مستثمر لديه مخزون من هذه السلع، سيحقق خسائر بلا شك».
وتماشياً مع قرارات الحكومة المصرية إلغاء التجمعات، تم تأجيل مؤتمر ومعرض «سيتي سكيب مصر للتسويق العقاري»، الذي يعده الخبراء أحد أكبر معارض التسويق العقاري في مصر، والذي كان من المقرر عقده في منتصف الشهر الجاري، لتكتفي الشركات العقارية بالعروض التسويقية التي تقدمها وتعلن عنها إلكترونياً أو تلفزيونياً.
والتأجيل يحمي شركات العقارات من خسائر متوقعة، نظراً لصعوبة حضور العملاء، مما سيؤثر بشكل سلبي على صورة القطاع العقاري، حسب بدر الدين.
ويخشى العاملون في السوق العقارية من استمرار الأزمة فترة طويلة، وهو ما سيؤدي إلى خسائر كبيرة في القطاع، قد تضطر الشركات إلى عمليات إعادة هيكلة وتخفيض عمالة -على حد تعبير سامي- الذي قال إن «الشركات تأقلمت مع انخفاض المبيعات خلال الشهور الماضية، لكن لو استمر الوضع الحالي لمدة شهر، فالمسألة ستكون صعبة وقد تؤدي إلى إغلاق شركات وتسريح موظفين، حيث ستحتاج كل شركة إلى تخفيض نفقاتها بنسبة 40% على الأقل».
ورغم تأكيدات عبد العظيم أنه لا يوجد تأثير لأزمة «كورونا» على السوق العقارية حتى الآن، فإنه يقول: «إذا تفاقمت أزمة (كورونا) فستكون لها تأثيرات على جوانب الحياة كافة، ومنها العقارات»، وهو ما يؤكده بدر الدين بقوله إن «العالم كله سيشهد تراجعاً في معدلات النمو الاقتصادي».