تونس: اعتقال شبكة كانت تخطط لأعمال إرهابية في عيد الجمهورية

إحباط مخطط لاغتيال قيادات سياسية

تونس: اعتقال شبكة كانت تخطط لأعمال إرهابية في عيد الجمهورية
TT

تونس: اعتقال شبكة كانت تخطط لأعمال إرهابية في عيد الجمهورية

تونس: اعتقال شبكة كانت تخطط لأعمال إرهابية في عيد الجمهورية

اعتقلت قوات الأمن التونسية المختصة في مكافحة الإرهاب فجر أمس، 13 عنصرا إرهابيا، بينهم امرأة منتقبة، كانوا يخططون لاستهداف عدة منشآت حيوية في ولاية (محافظة) بنزرت شمال العاصمة. وأوضحت وزارة الداخلية في بلاغ لها أنها نجحت في تطويق العناصر الإرهابية، التي تبين أن لها علاقة بمجموعة باردو المتطرفة، داخل أحد جبال منطقة سجنان، إلا أن أحد العناصر تمكن من الفرار، وفق الرواية الرسمية، «أثناء ملاحقته من قبل الوحدات الأمنية وبادر بإطلاق النار عليهم، مما أجبرهم على الرد عليه، وهو ما أدى إلى مقتله».
وفي عملية استباقية توجهت قوات الأمن إلى حي النجاح في مدينة منزل بورقيبة، حيث طوقت مكان وجود عناصر إرهابية أخرى على صلة بمجموعة جبل سجنان، وألقت القبض على عنصرين إرهابيين، وقال شاهد عيان إن قوات الأمن طلبت من أحد الإرهابيين المتحصنين بأحد المنازل أن يترك رضيعه الذي يحتجزه صحبة زوجته، بعد أن استخدمهما كدروع بشرية خلال عملية المداهمة، وبعد تدخل والدته لإقناعه أطلق سراح زوجته ورضيعه، لكنه رفض تسليم نفسه، إلا أن إصرار والدته جعله يستجيب لدعواتها ويستسلم في نهاية المطاف لقوات الأمن.
وذكرت مصادر أمنية لـ«الشرق الأوسط» أن المجموعة الإرهابية كانت تخطط لتفجير سدين بمنطقة سجنان، التي توجد بها نحو ستة سدود أثناء الاحتفال بعيد الجمهورية الذي يوافق هذه السنة اليوم (السبت)، ويقود المجموعة الإرهابية المكونة من 15 متطرفا مطلوب لدى العدالة يدعى أبو البراء.
وبعد أن علمت الفرق المختصة بمكافحة الإرهاب بمخطط المجموعة الإرهابية، تمت محاصرة الجبل لأكثر من ثلاث ساعات، قبل أن تتم مداهمة أوكار المتطرفين، مما أسفر عن مقتل أحدهم، فيما تواصل الفرق الأمنية المختصة في مكافحة الإرهاب تعقب بقية العناصر التي لاذت بالفرار.
وتمّ خلال العملية الأولى بجبل سجنان حجز كمية من المتفجرات تقليدية الصنع، وعدد من الأسلحة وكمية من الذخيرة تتمثل في أربع أسلحة من نوع كلاشنيكوف ومجموعة من المخازن. أما في حي النجاح بمنزل بورقيبة، فقد تم حجز خمسة أسلحة من نوع كلاشنيكوف وسلاح آخر من نوع شطاير.
في غضون ذلك، صادق أمس مجلس نواب الشعب (البرلمان) على الصيغة النهائية المعدلة للفصل 63 من مشروع قانون مكافحة الإرهاب ومنع غسل الأموال المتعلق بتركيبة اللجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب، وذلك بـ126 صوتا لصالح مشروع القانون و3 أصوات ضده، فيما احتفظ 11 نائبا بأصواتهم. وتضم هذه اللجة 19 عضوا من بينهم ممثلون عن وزارات السيادة الأربع، وهي وزارة الدفاع والعدل والداخلية والخارجية.
في السياق ذاته، اعتقلت قوات الأمن أربعة عناصر إرهابية متهمة بالدعوة لاغتيال الباجي قائد السبسي رئيس الجمهورية، وراشد الغنوشي رئيس حركة النهضة، وحمة الهمامي زعيم تحالف الجبهة الشعبية المعارض، ومحمد علي العروي المتحدث السابق باسم وزارة الداخلية. وسربت المجموعة الإرهابية شريط فيديو أيام عيد الفطر تضمن تهديدا صريحا للقيادات السياسية والأمنية المذكورة، وتمت مراقبة المجموعة عبر شبكات التواصل الاجتماعي.
ومن المنتظر أن يصادق مجلس الشعب، في ساعة متأخرة من مساء أمس، على مشروع قانون جديد لمكافحة الإرهاب ومنع غسل الأموال، وكان محمد الناصر، رئيس البرلمان التونسي، قد وعد بإنهاء عملية التصديق على القانون الجديد الذي ينص على عقوبة الإعدام ضد مرتكبي الأعمال الإرهابية، بالتزامن مع احتفال تونس بعيد الجمهورية الذي يوافق هذه السنة اليوم السبت.
وتم تأجيل الجلسة العامة للجنة التشريع العام بمجلس نواب الشعب، المزمع انعقادها صباح أمس إلى الساعة الثانية بعد الزوال بسبب خلاف حول الفصل 88 من مشروع قانون مكافحة الإرهاب، ومنع غسل الأموال المتعلق بتعريف الصبغة القانونية لجريمة غسل الأموال.
وتباينت مواقف الكتل البرلمانية حول هذا الفصل بين متمسك بإجراء تحوير أو تعديل عليه، وذلك بضرورة التنصيص على أن جريمة غسل الأموال مرتبطة بالجرائم الإرهابية المنصوص عليها في مشروع قانون مكافحة الإرهاب، وبين مشدد على ضرورة عدم تعديل الفصل 88 لأنه سيلغي الطابع الإرهابي لجريمة غسل الأموال.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».