المصريون يتأهبون مبكرًا لافتتاح قناة السويس الجديدة

تشهد مرور 3 سفن عملاقة غدًا بعد انتهاء أعمال التكريك

المصريون يتأهبون مبكرًا لافتتاح قناة السويس الجديدة
TT

المصريون يتأهبون مبكرًا لافتتاح قناة السويس الجديدة

المصريون يتأهبون مبكرًا لافتتاح قناة السويس الجديدة

مع اقتراب الحفل العالمي لافتتاح قناة السويس الجديدة والمقرر له في السادس من أغسطس (آب) القادم حسبما أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والذي سيحضره عدد من زعماء الدول وستنقل فعالياته على الهواء مباشرة، يزداد اهتمام وانشغال المصريين بهذه المناسبة الخاصة.
وقبل نحو أسبوعين من افتتاح القناة الجديدة التي لم يستغرق حفرها عامًا واحدًا، دشن مصريون عددا من المبادرات التي تمثل في مجملها إقامة احتفال شعبي موازٍ للاحتفال الرسمي على ضفاف القناة الجديدة، حيث قام كثيرون من رواد موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» بوضع شعار قناة السويس الجديدة على صورتهم الشخصية، من خلال أحد التطبيقات، كما دعا آخرون لحمل أعلام قناة السويس في الشوارع يوم الافتتاح.
ووقع رئيس الوزراء المصري قبل أيام على أطول علم لمصر من المقرر تسليمه إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي في حفل الافتتاح العالمي المرتقب للقناة ليكون أول الموقعين على العلم بالإضافة لتوقيعات جماهير 27 محافظة مصرية، ويبلغ طول العلم 12 ألف متر، وينفذه الاتحاد المصري لجمعيات متحدي الإعاقة بالتعاون مع مؤسسة مصر 2020، عرفانا بجميل الرئيس المصري ودعما لمشروع القناة الجديدة ومساندة للدولة في حربها ضد الإرهاب.
ولا يتوقف صخب القناة الجديدة عند هذا الحد، حيث يترقب المصريون بشغف ما سيشهده الاحتفال من عرض للأسلحة التي حصلت عليها مصر مؤخرا، وفي مقدمتها الفرقاطة فريم التي تحمل اسم «تحيا مصر»، حيث تصل مصر الخميس قادمة من ميناء لوريان الفرنسي، والطائرات المقاتلة من طراز «رافال» التي حلقت ثلاث منها فوق القاهرة قبل أيام احتفالا بانضمامها للخدمة بالجيش المصري.
وكانت مصر قد وقعت مع فرنسا صفقة عسكرية بقيمة 5.2 مليار دولار في فبراير (شباط) الماضي، تحصل مصر بموجبها على 24 طائرة «رافال» بالإضافة إلى الفرقاطة متعددة المهام «فريم»، وهي قطعة بحرية مضادة للغواصات والسفن والطائرات وفيها مهبط للمروحيات. فيما تعول مصر على المقاتلات «الرافال» للمساعدة في حربها الدائرة ضد الإرهاب في شبه جزيرة سيناء، حيث استخدمت فرنسا الطائرة من قبل في حروبها في أفغانستان وليبيا ومالي، وتشارك حاليا في ضربات التحالف الدولي ضد تنظيم «داعش» الإرهابي في سوريا والعراق.
إلى ذلك، نقلت صحيفة «المصري اليوم» عن مسؤول حكومي بارز قوله إن هيئة قناة السويس قد رفضت اقتراحا من وزارة الاستثمار بتمويل حفل افتتاح القناة الجديدة من الرعاية الإعلانية التي تتحملها المؤسسات والشركات العالمية والمحلية، وهي الفكرة التي حققت نجاحا في المؤتمر الاقتصادي العالمي في مارس (آذار) الماضي.
وفي سابقة هي الأولى في التاريخ، ستطلق السفن في مختلف موانئ العالم أبواقها خلال افتتاح المجرى الملاحي الجديد في السادس من أغسطس (آب) المقبل تحية لهذا الإنجاز غير المسبوق.
وفي صعيد مصر، وبالتحديد في محافظة الأقصر، سيتم تخصيص شاشات عملاقة في ساحة معبد الكرنك وميدان أبو الحجاج لنقل وقائع حفل الافتتاح على الهواء مباشرة، علاوة على تنظيم عدد من الاحتفالات الشعبية والفنية تستمر أسبوعا، حسبما أعلن محافظ الأقصر.
من جهة أخرى، تدخل القناة الجديدة الخدمة فعليا بعد ساعات قليلة، حيث ستمر ثلاث سفن حاويات عملاقة بعمق 24 مترا وغاطس 66 قدما المجرى الملاحي غدا (السبت) كمرحلة تجريبية حسبما أعلن الفريق مميش، وذلك بعد انتهاء أعمال التكريك اليوم الجمعة بعد رفع أكثر من 220 مليون متر مكعب من الرمال المشبعة بالمياه.
ويمتد المجرى الملاحي للقناة الجديدة بطول 72 كيلومترا، وبلغت تكلفة المشروع 67 مليار جنيه مصري، 29 منها لأعمال الحفر و38 للتعميق والتكريك، وقام بتنفيذه عدد من الشركات العاملة بالتعاون مع الهيئة الهندسية للقوات المسلحة التي تشرف على المشروع.
وسيرتفع عدد السفن الذي تستوعبه القناة من متوسط 49 سفينة يوميا في 2013 إلى 97 سفينة مع القناة الجديدة، بينما سيقل زمن العبور من 20 ساعة إلى 11 فقط، وزمن الانتظار من 11 ساعة إلى 3 فقط، مما يزيد من الدخل السنوي للقناة بنسبة 2.95 في المائة، حسبما أعلن الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس في حفل إطلاق المشروع في أغسطس (آب) 2014.



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».