أبدى الأزهر انزعاجه الشديد من التدخل الإيراني في شؤون البحرين والدول العربية، وأعرب في بيان شديد اللهجة، أمس، عن رفضه التام للتدخل الإيراني في الشؤون الداخلية لمملكة البحرين، ولعدد من الدول العربية، وذلك عقب تصريحات صدرت أخيرا عن المرشد الأعلى للثورة الإسلامية الإيرانية علي خامنئي، تناول فيها الشأن الداخلي لعدد من الدول العربية.
وأكد مصدر مسؤول في الأزهر أن «المشيخة ترى تدخل طهران في شؤون الدول العربية تحويلا لها إلى ساحات للاقتتال، وأن هذا التدخل يكون بيئة خصبة لانتشار الأفكار المتطرفة والتهديدات الإرهابية».
ويأتي رفض الأزهر بعد يوم واحد من دعوة إمامه الأكبر الدكتور أحمد الطيب إلى كبار علماء السنة والشيعة للاجتماع في القاهرة والجلوس على مائدة واحدة لإصدار فتاوى من المراجع الشيعية، ومن أهل السنة تُحرم على الشيعي أن يقتل السني، وتُحرم على السني أن يقتل الشيعي.
وكانت وزارة الخارجية في البحرين قد استدعت القائم بأعمال السفارة الإيرانية لدى البحرين، وسلمته مذكرة احتجاج رسمية إثر التصريحات التي صدرت عن خامنئي. واعتبرت الخارجية البحرينية تصريحاته تعديا واضحا على سيادة واستقلال البحرين، وتمثل خرقا لمبادئ الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي، فضلاً عن أنها تحمل توصيفات خاطئة ومغلوطة عن الوضع في البحرين.
في السياق نفسه، رفضت مصر رسميا التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، وشددت على أهمية الالتزام بسياسة حسن الجوار. وفي هذا الإطار، أكد الأزهر في بيان له، أمس، أن تصريحات المرشد الإيراني تعد تدخلا غير مقبول، وتعديا واضحا على سيادة واستقلال مملكة البحرين، وتتناقض تماما مع مبادئ حسن الجوار التي أكدها وأوصى بها ديننا الإسلامي الحنيف.
وطالب الأزهر إيران بضرورة الكف عن مثل هذه التصريحات التي تعمق الكراهية بين الدول والشعوب، وتخلق مناخا من التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة، وتزيد من حدة الصراع الطائفي والمذهبي بين أبناء الدين الواحد وأبناء الوطن الواحد، وهو ما يخدم بالأساس أعداء أمتنا الإسلامية، معربا عن تضامنه مع دول الخليج ووقوفه إلى جوارها في كل ما من شأنه حفظ أمنها واستقرارها وتدعيم الوئام والوفاق بين أبناء شعبها.
من جانبه، قال المصدر المسؤول في المشيخة إن «الأزهر يؤكد أهمية انتهاج دول المنطقة لسياسات ومواقف تؤدي إلى تجنب تصاعد التوتر والصراع في المنطقة، بما يعفي شعوبها من الآثار السلبية لهما، خصوصا أن استمرار حالة عدم الاستقرار والتوتر في المنطقة توفر بيئة خصبة مواتية لنمو وانتشار الأفكار المتطرفة والتهديدات الإرهابية».
ولا توجد علاقات رسمية بين مصر وإيران منذ سنة 1980، في أعقاب الثورة الإيرانية وتوقيع مصر معاهدة سلام مع إسرائيل، وتعارض التوجهات السياسية لكلا البلدين في منطقة الشرق الأوسط. وسبق أن انتقدت إيران عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي، المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين، في يوليو (تموز) من العام قبل الماضي، الذي سعى جاهدا لإعادة العلاقات معها، مما أثار ردا عدائيا من القاهرة. لكن طهران عدلت من موقفها، وأرسلت مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين عبد اللهيان إلى مصر، مبعوثا من الرئيس حسن روحاني، للمشاركة في حفل تنصيب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي رئيسا للبلاد العام الماضي.
وأضاف المصدر في المشيخة لـ«الشرق الأوسط»، أن «دعوة الطيب لاجتماع السنة والشيعة جاءت بسبب كثرة الهجوم الشيعي، الذي تحول إلى تدخل في شؤون الدول العربية وإلى قضايا سياسية، وأفضى إلى نشوب اقتتال داخلي في عدد من الدول التي أصابتها حمى الطائفية البغيضة»، لافتا إلى أن الدعوة «من شأنها تحريك المياه الراكدة في قضية تعد من أخطر وأهم الملفات التي يستغلها الغرب في نشر الفوضى وإضعاف الدول العربية الكبرى، وهو ملف الصراع المذهبي والاحتراب الطائفي».
وطالب الأزهر بشكل صارم المرجعيات الشيعية في العراق وإيران في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، بإصدار فتاوى صريحة تحرم بشكل قاطع سب الصحابة وأمهات المؤمنين ورموز أهل السنة، وبالتوقف عن محاولات نشر المذهب الشيعي في البلدان السنية.
الأزهر يبدي انزعاجه الشديد من التدخل الإيراني في شؤون البحرين والدول العربية
قال إن تغلغل طهران يشكل بيئة خصبة لانتشار الأفكار المتطرفة
الأزهر يبدي انزعاجه الشديد من التدخل الإيراني في شؤون البحرين والدول العربية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة