استقبل رئيس الحكومة المغربية عبد الإله ابن كيران، أمس الثلاثاء، فيديريكا موغيريني، الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، والتي تقوم بزيارة عمل إلى المغرب.
وأوضح بيان لرئاسة الحكومة المغربية أن الجانبين نوها خلال هذا اللقاء بجودة علاقات الشراكة بين المغرب والاتحاد الأوروبي، وبمستوى التنسيق بين الطرفين بخصوص مجموعة من الملفات الحيوية ذات البعد السياسي والأمني والاقتصادي والاجتماعي.
ونوهت المسؤولة الأوروبية، التي تقوم بأول زيارة رسمية لها للمغرب منذ تسلم مهامها في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، في تصريح للصحافة عقب محادثتها مع وزير الداخلية محمد حصاد بعمل الحكومة المغربية، وخصوصا ما يرتبط بتعزيز التعاون مع الاتحاد. وتشكل هذه الزيارة، بحسب اللجنة الأوروبية، فرصة للتطرق للعلاقات الجيدة التي تجمع بين المغرب والاتحاد الأوروبي، ولبحث سبل تعميق التعاون بينهما، وبصفة خاصة في مجالات الاقتصاد والهجرة والأمن.
وأعلنت موغيريني أن المغرب شريك مفضل للاتحاد الأوروبي، خصوصا في مجال الأمن ومحاربة الإرهاب والوقاية منه، وكذا في مجال تدبير ظاهرة الهجرة. وقد أجرت موغيريني مباحثات مع عدد من المسؤولين المغاربة تمحورت حول الإصلاحات الديمقراطية التي يجري تنفيذها بالمملكة المغربية، وكذا حول الدعم السياسي والمالي الذي يقدمه الاتحاد الأوروبي لمسلسل الإصلاحات بالمغرب. كما تناولت مباحثاتها مع المسؤولين المغاربة المسلسل الجاري المتعلق بمراجعة السياسة الأوروبية للجوار، ومكانة المغرب داخل هذه السياسة، بالإضافة إلى تسليط الضوء على بعض المواضيع المرتبطة بمستجدات الوضع على الساحة الدولية، وذات الاهتمام المشترك من قبيل الأزمة الليبية، والوضع في منطقة الساحل والشرق الأوسط.
من جهته، ذكر رئيس الحكومة المغربية بالإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية المهمة التي باشرها المغرب تحت قيادة الملك محمد السادس، والتي جعلت من المملكة المغربية أرضا للاستقرار السياسي والأمني، ووجهة للاستثمار، وعززت مكانتها كشريك أساسي للاتحاد الأوروبي وفاعل محوري في القارة الأفريقية ومنطقة المغرب العربي. وتناولت مباحثات ابن كيران مع موغيريني أيضا مجموعة من القضايا ذات الاهتمام المشترك، من قبيل معالجة ظاهرة الهجرة غير القانونية، ومواكبة التنمية في القارة الأفريقية، وآفاق التعاون في حوض المتوسط، وكذا التحديات الأمنية التي تطرحها الأوضاع في مجموعة من مناطق العالم، وخاصة في الشرق الأوسط ومنطقة الساحل الأفريقي.
في غضون ذلك، هيمنت الأوضاع الأمنية التي يعيشها حوض البحر الأبيض المتوسط على المشاورات بين موغيريني ووزير خارجية المغرب صلاح الدين مزوار، ووصفت موغيريني منطقة المتوسط بكونها «أصعب فضاء في العالم خلال الوقت الراهن»، بينما ركز نقاش الجانبين على ملفات الأمن والاستقرار والحد من تنامي ظاهرة النزاعات المسلحة.
وكشفت موغيريني أن الاتحاد الأوروبي والمغرب توصلا إلى اتفاق لتسيير الأزمات بشكل مشترك، مشيرة إلى أن الاتفاق يتعلق بالقيام بعمليات مدنية مشتركة لحل الأزمات، وليست له أي علاقة بالقيام بعمليات عسكرية، من دون أن تقدم تفاصيل أخرى بشأن هذا الاتفاق وكيفية تطبيقه.
وبينما قالت موغيريني إن الثقة هي الخيط الناظم للعلاقات المغربية - الأوروبية، فإن ذلك لم يمنعها من التشديد على القول بضرورة حديث الرباط وبروكسل عن جميع الصعوبات التي قد تواجه علاقتهما «لأن الثقة تقتضي ألا نخفي الصعوبات إن وجدت وألا نعمل بمنطق المواربة».
من جهته، تحدث وزير خارجية المغرب عن القيم المشتركة التي تجمع المغرب والاتحاد الأوروبي «وهي قيم الديمقراطية والحداثة والانفتاح». وقال مزوار إن مباحثاته مع موغيريني انصبت على التحديات التي تواجه المنطقة، سواء تعلق الأمر بالأزمة في ليبيا أو تنامي نفوذ الجماعات الإرهابية في منطقة الساحل والصحراء، الأمر الذي جعل التحدي الأمني يتحول إلى هاجس بالنسبة لجميع الدول. وجدد مزوار التزام بلاده القيام بجميع المجهودات الرامية إلى إقرار السلام في المنطقة، وقال: إن المغرب «لم يكن أبدا بلدا يساهم في الاضطرابات، بل هو بلد يساهم في الاستقرار والسلم».
ووصف الوزير المغربي حصيلة العمل المشترك بين الاتحاد الأوروبي والمغرب بأنها «إيجابية وناجحة»، لارتكازها على «الثقة والمسؤولية»، عادا صعوبة الأوضاع الأمنية في منطقة الأبيض المتوسط بمثابة تحدٍ أمام العلاقات المغربية - الأوروبية.
موغيريني: المغرب شريك مفضل للاتحاد الأوروبي في الأمن ومحاربة الإرهاب
التقت في الرباط رئيس الحكومة ووزيري الخارجية والداخلية
موغيريني: المغرب شريك مفضل للاتحاد الأوروبي في الأمن ومحاربة الإرهاب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة