مقاتلو «داعش» محاصرون داخل مدينة الحسكة

500 برميل متفجر تستهدف الزبداني خلال 13 يوما

مقاتلون من المعارضة السورية يحاولون إطفاء حريق أحدثه قصف النظام بلدة عربين في غوطة دمشق (غيتي)
مقاتلون من المعارضة السورية يحاولون إطفاء حريق أحدثه قصف النظام بلدة عربين في غوطة دمشق (غيتي)
TT

مقاتلو «داعش» محاصرون داخل مدينة الحسكة

مقاتلون من المعارضة السورية يحاولون إطفاء حريق أحدثه قصف النظام بلدة عربين في غوطة دمشق (غيتي)
مقاتلون من المعارضة السورية يحاولون إطفاء حريق أحدثه قصف النظام بلدة عربين في غوطة دمشق (غيتي)

أكدت ميليشيا «وحدات حماية الشعب» الكردية في شمال سوريا محاصرة وتطويق عناصر تنظيم «داعش» المتمركزين في الأحياء الجنوبية في مدينة الحسكة، حيث تدور اشتباكات عنيفة بالتزامن مع قصف طائرات النظام الحربية للمنطقة. وفي حين تحدثت مواقع مقربة من الرئيس السوري بشار الأسد عن «مقتل أربعين إرهابيا» في مدينة الزبداني بغرب محافظة ريف دمشق، أكدت مواقع المعارضة توقّف الاشتباكات في المدينة وسط استمرار القصف الجوي والمدفعي الذي تشنه العناصر النظامية المدعومة بحزب الله في محاولة لاقتحامها.
«المرصد السوري لحقوق الإنسان» تحدث عن تطويق قوة من الميليشيا الكردية وقوات النظام عناصر تنظيم داعش في مدينة الحسكة، لكن مصادر قيادية في الميليشيا الكردية نفت ذلك، وادعت أن «قوات النظام انهارت في الحسكة وأن المقاتلين الأكراد هم من يحاصرون عناصر (داعش) في الأحياء الجنوبية للمدينة بعد تطويقهم من الجنوب والشرق». وقالت المصادر الكردية لـ«الشرق الأوسط»، أن «النظام لم ينجح بحماية الحسكة، بل انهارت قواته وهو ما مكّن التنظيم المتطرف من اختراق المدينة»، ولفتت إلى أن «وحدات الحماية تقوم بعمليات عسكرية لتطويق المدينة وقطع الطرق الاستراتيجية التي باتت جميعها تحت سيطرتنا». وأضافت: «لا وجود لقوات النظام إلا في نقاط صغيرة وبالتحديد في ما يُعرف بالمربع الأمني». أما «المرصد» فأشار إلى أن عناصر تنظيم «داعش» يحاولون فتح طريق إمداد من الجهة الجنوبية الغربية لمدينة الحسكة، لإيصال الإمدادات والذخائر والآليات الثقيلة إلى القسم الجنوبي من المدينة وهو القسم الذي يسيطرون عليه منذ شهر يونيو (حزيران) المنصرم.
وفي هذه الأثناء أوردت وكالة «آرا نيوز» التي تُعنى بالشؤون الكردية أن المعارك بين «وحدات حماية الشعب» والنظام السوري من جهة، وعناصر تنظيم داعش من جهة أخرى مستمرة في كل من شرق المدينة والأحياء الجنوبية منها. وأعلنت الميليشيا الكردية في بيان بأنها سيطرت على كل من قرية الفلاحة جنوب شرقي الحسكة، وكذلك على قرية الطلائع، بعدما هاجمت مواقع التنظيم من محورين: الأول من سجن الأحداث جنوبي الحسكة والثاني من حي العزيزية شرق المدينة، كما وقعت جثث أربعة قتلى لعناصر التنظيم بيد الوحدات. وقال الناشط رامان حسن من مدينة الحسكة لـ«آرا نيوز» إن اشتباكات عنيفة بالأسلحة المختلفة بالتزامن مع قصف من مقاتلات حربية اندلعت شرق المدينة منذ ولا تزال تلك الاشتباكات مستمرة في محيط الفيلات الحمر بين مقاتلي وحدات حماية الشعب، وعناصر تنظيم داعش.
من ناحية أخرى، كان لافتًا ما أعلنه يوم أمس «المرصد السوري لحقوق الإنسان» عن «تشييع جثمان اللواء محسن مخلوف قائد الفرقة 11 دبابات وقريب والدة رئيس النظام السوري بشار الأسد في اللاذقية، وهو الذي كان مكلفًا عملية استعادة السيطرة على مدينة تدمر ومحيطها». وأشار «المرصد» في هذا التأكيد لمقتل مخلوف إلى أنّه «قُتل جراء استهدافه من قبل تنظيم داعش في ريف محافظة حمص الشرقي عندما كان عائدًا من جولة تفقدية على عناصره، على جبهات القتال في منطقة تدمر. كما تمكن التنظيم في اليوم ذاته من قتل 4 ضباط آخرين برتب عميد وعقيد، و12 عنصرًا آخرًا من قوات النظام بينهم صف ضباط». ويُعتبر اللواء محسن مخلوف، أرفع ضابط في قوات النظام قتل، منذ مقتل اللواء محيي الدين منصور، قائد «القوات الخاصة» في سوريا في أوائل شهر مايو (أيار) من العام الحالي.
أما على جبهة الزبداني، إلى الغرب من العاصمة السورية، فقد أعلن مصدر عسكري تابع للنظام أن «وحدة من الجيش (النظامي) بالتعاون مع حزب الله قضت في كمين محكم على أربعين إرهابيًا في مدينة الزبداني بريف دمشق». وادعت وكالة «سانا» الرسمية أن ما لا يقل عن 40 قتيلا سقطوا في صفوف من سمتها «التنظيمات الإرهابية» اليوم السبت 18 يوليو (تموز) خلال العملية العسكرية المتواصلة التي يخوضها جيش النظام بالتعاون مع حزب الله في مدينة الزبداني. وفي المقابل، تحدث «مكتب أخبار سوريا» عن توقف الاشتباكات بين قوات النظام وفصائل المعارضة، في مدينة الزبداني وسط استمرار القصف الجوي والمدفعي الذي تشنه العناصر النظامية المدعومة بحزب الله في محاولة لاقتحامها. وقال الناشط الإعلامي المعارض وسيم سعد لـ«مكتب أخبار سوريا»، إنَّ كتائب المعارضة صدّت محاولة تقدّم نفذتها القوات النظامية من المحور الغربي لمدينة الزبداني من جهة قلعة الزهراء والجمعيات، في حين استهدفت حواجز القوات النظامية مواقع المعارضة في السهل بخمسة صواريخ من طراز «كونكورس». وتعرّضت المدينة لقصف بأكثر من 20 برميلاً متفجرًا وثمانية صواريخ فراغية وعشرات القذائف المدفعية والصواريخ، ليصل عدد البراميل التي سقطت على الزبداني منذ 13 يومًا أي بداية الحملة العسكرية المتواصلة عليها، إلى 520 برميلاً متفجرًا، و500 صاروخ فراغي، وآلاف القذائف المدفعية، فضلاً عن عشرات صواريخ الأرض - أرض، وذلك بحسب المكتب.
هذا، وكان مقاتلو المعارضة السوري قد شنوا فجر الجمعة، هجومًا على مواقع تابعة لحزب الله والجيش النظامي في سهل الزبداني، ما أدى لإعطاب حفارة كانت القوات النظامية تستخدمها في حفر الخنادق ورفع المتاريس، ومقتل عدد من العناصر النظامية، في حين ردت الأخيرة بقصف منطقة البلد وسط المدينة بعشرات القذائف.
من جانبها، أعلنت صفحات موالية للنظام على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» أن وحدات مشتركة من جيش النظام وميليشيا الدفاع الوطني وحزب الله استهدفت عناصر من المعارضة على محور طريق سرغايا، قرب الزبداني، بالتزامن مع قصف مدفعي وجوي استهدف تجمعاتهم وسط المدينة والسهل، ما أدى أيضا إلى تدمير مدفع وعربة عسكرية تابعتين للمعارضة.
وفي ريف دمشق أيضا، تحدث «المرصد السوري لحقوق الإنسان» عن مجزرة ارتكبها نفّذ الطيران الحربي النظامي عندما شنّ 5 غارات على مناطق في مدينة عربين بالغوطة الشرقية، ما أدى لمقتل 12 مواطنًا بينهم طفلان اثنان و3 مواطنات، وسقوط عشرات الجرحى.
أما في محافظة حلب، فقد أصيب عدد من المدنيين جرّاء قصف شنّه الطيران المروحي التابع للجيش السوري النظامي بالبراميل المتفجرة، على قرية عيشة قرب مدينة الباب، في ريف محافظة حلب، بينما قتل أول من أمس (الجمعة) 11 مدنيًا من بينهم أطفال جراء قصف مماثل على الباب، الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش بريف حلب الشرقي. وأفاد مصدر طبي من المشفى الميداني في مدينة الباب «مكتب أخبار سوريا»، بأنّ عشرات الإصابات «الخطيرة» وصلت إلى المشفى أغلبها من الأطفال جراء القصف المروحي على قرية عيشة، بينما وصلت الجمعة نحو 11 جثة إلى المشفى جراء القصف على الباب. وأكد المصدر أنّ الكادر الطبي في المشفى الميداني بات «شبه عاجز» عن إسعاف الكثير من الإصابات بسبب ضعف إمكانياته، و«ارتفاع وتيرة» القصف على الباب وريفها. وتابع المصدر أنه وصل إلى المشفى خلال الأيام الستة الماضية أكثر من 200 جريح تتراوح إصاباتهم بين الحرجة والخفيفة، كما لقي ما يقارب 100 مدني مصرعهم «ما أثقل كاهل» الكوادر الطبية في المشفى.
من جهة أخرى، استهدف الطيران المروحي التابع للجيش النظامي بلدة اللطامنة الخاضعة لسيطرة المعارضة في ريف محافظة حماه الشمالي، بعدد من الألغام البحرية والبراميل المتفجرة، ما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين. وقال ناشطون إن المروحيات قصفت المدينة بأربعة براميل متفجرة و21 لغمًا بحريًا، أدت إلى سقوط قتيل وخمسة جرحى، بالإضافة إلى دمار خمسة منازل سكنية.
وفي محافظة اللاذقية، تصدّت فصائل تابعة للمعارضة لمحاولة تقدم نفذتها القوات النظامية مدعومة بعناصر من حزب الله في كلٍ من محاور بيت عوان وبيت ملك وتلّة عثمان في جبل التركمان بريف اللاذقية الشمالي الخاضع في جزء منه للمعارضة، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات بين الطرفين، بحسب «مكتب أخبار سوريا».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.