أكدت ميليشيا «وحدات حماية الشعب» الكردية في شمال سوريا محاصرة وتطويق عناصر تنظيم «داعش» المتمركزين في الأحياء الجنوبية في مدينة الحسكة، حيث تدور اشتباكات عنيفة بالتزامن مع قصف طائرات النظام الحربية للمنطقة. وفي حين تحدثت مواقع مقربة من الرئيس السوري بشار الأسد عن «مقتل أربعين إرهابيا» في مدينة الزبداني بغرب محافظة ريف دمشق، أكدت مواقع المعارضة توقّف الاشتباكات في المدينة وسط استمرار القصف الجوي والمدفعي الذي تشنه العناصر النظامية المدعومة بحزب الله في محاولة لاقتحامها.
«المرصد السوري لحقوق الإنسان» تحدث عن تطويق قوة من الميليشيا الكردية وقوات النظام عناصر تنظيم داعش في مدينة الحسكة، لكن مصادر قيادية في الميليشيا الكردية نفت ذلك، وادعت أن «قوات النظام انهارت في الحسكة وأن المقاتلين الأكراد هم من يحاصرون عناصر (داعش) في الأحياء الجنوبية للمدينة بعد تطويقهم من الجنوب والشرق». وقالت المصادر الكردية لـ«الشرق الأوسط»، أن «النظام لم ينجح بحماية الحسكة، بل انهارت قواته وهو ما مكّن التنظيم المتطرف من اختراق المدينة»، ولفتت إلى أن «وحدات الحماية تقوم بعمليات عسكرية لتطويق المدينة وقطع الطرق الاستراتيجية التي باتت جميعها تحت سيطرتنا». وأضافت: «لا وجود لقوات النظام إلا في نقاط صغيرة وبالتحديد في ما يُعرف بالمربع الأمني». أما «المرصد» فأشار إلى أن عناصر تنظيم «داعش» يحاولون فتح طريق إمداد من الجهة الجنوبية الغربية لمدينة الحسكة، لإيصال الإمدادات والذخائر والآليات الثقيلة إلى القسم الجنوبي من المدينة وهو القسم الذي يسيطرون عليه منذ شهر يونيو (حزيران) المنصرم.
وفي هذه الأثناء أوردت وكالة «آرا نيوز» التي تُعنى بالشؤون الكردية أن المعارك بين «وحدات حماية الشعب» والنظام السوري من جهة، وعناصر تنظيم داعش من جهة أخرى مستمرة في كل من شرق المدينة والأحياء الجنوبية منها. وأعلنت الميليشيا الكردية في بيان بأنها سيطرت على كل من قرية الفلاحة جنوب شرقي الحسكة، وكذلك على قرية الطلائع، بعدما هاجمت مواقع التنظيم من محورين: الأول من سجن الأحداث جنوبي الحسكة والثاني من حي العزيزية شرق المدينة، كما وقعت جثث أربعة قتلى لعناصر التنظيم بيد الوحدات. وقال الناشط رامان حسن من مدينة الحسكة لـ«آرا نيوز» إن اشتباكات عنيفة بالأسلحة المختلفة بالتزامن مع قصف من مقاتلات حربية اندلعت شرق المدينة منذ ولا تزال تلك الاشتباكات مستمرة في محيط الفيلات الحمر بين مقاتلي وحدات حماية الشعب، وعناصر تنظيم داعش.
من ناحية أخرى، كان لافتًا ما أعلنه يوم أمس «المرصد السوري لحقوق الإنسان» عن «تشييع جثمان اللواء محسن مخلوف قائد الفرقة 11 دبابات وقريب والدة رئيس النظام السوري بشار الأسد في اللاذقية، وهو الذي كان مكلفًا عملية استعادة السيطرة على مدينة تدمر ومحيطها». وأشار «المرصد» في هذا التأكيد لمقتل مخلوف إلى أنّه «قُتل جراء استهدافه من قبل تنظيم داعش في ريف محافظة حمص الشرقي عندما كان عائدًا من جولة تفقدية على عناصره، على جبهات القتال في منطقة تدمر. كما تمكن التنظيم في اليوم ذاته من قتل 4 ضباط آخرين برتب عميد وعقيد، و12 عنصرًا آخرًا من قوات النظام بينهم صف ضباط». ويُعتبر اللواء محسن مخلوف، أرفع ضابط في قوات النظام قتل، منذ مقتل اللواء محيي الدين منصور، قائد «القوات الخاصة» في سوريا في أوائل شهر مايو (أيار) من العام الحالي.
أما على جبهة الزبداني، إلى الغرب من العاصمة السورية، فقد أعلن مصدر عسكري تابع للنظام أن «وحدة من الجيش (النظامي) بالتعاون مع حزب الله قضت في كمين محكم على أربعين إرهابيًا في مدينة الزبداني بريف دمشق». وادعت وكالة «سانا» الرسمية أن ما لا يقل عن 40 قتيلا سقطوا في صفوف من سمتها «التنظيمات الإرهابية» اليوم السبت 18 يوليو (تموز) خلال العملية العسكرية المتواصلة التي يخوضها جيش النظام بالتعاون مع حزب الله في مدينة الزبداني. وفي المقابل، تحدث «مكتب أخبار سوريا» عن توقف الاشتباكات بين قوات النظام وفصائل المعارضة، في مدينة الزبداني وسط استمرار القصف الجوي والمدفعي الذي تشنه العناصر النظامية المدعومة بحزب الله في محاولة لاقتحامها. وقال الناشط الإعلامي المعارض وسيم سعد لـ«مكتب أخبار سوريا»، إنَّ كتائب المعارضة صدّت محاولة تقدّم نفذتها القوات النظامية من المحور الغربي لمدينة الزبداني من جهة قلعة الزهراء والجمعيات، في حين استهدفت حواجز القوات النظامية مواقع المعارضة في السهل بخمسة صواريخ من طراز «كونكورس». وتعرّضت المدينة لقصف بأكثر من 20 برميلاً متفجرًا وثمانية صواريخ فراغية وعشرات القذائف المدفعية والصواريخ، ليصل عدد البراميل التي سقطت على الزبداني منذ 13 يومًا أي بداية الحملة العسكرية المتواصلة عليها، إلى 520 برميلاً متفجرًا، و500 صاروخ فراغي، وآلاف القذائف المدفعية، فضلاً عن عشرات صواريخ الأرض - أرض، وذلك بحسب المكتب.
هذا، وكان مقاتلو المعارضة السوري قد شنوا فجر الجمعة، هجومًا على مواقع تابعة لحزب الله والجيش النظامي في سهل الزبداني، ما أدى لإعطاب حفارة كانت القوات النظامية تستخدمها في حفر الخنادق ورفع المتاريس، ومقتل عدد من العناصر النظامية، في حين ردت الأخيرة بقصف منطقة البلد وسط المدينة بعشرات القذائف.
من جانبها، أعلنت صفحات موالية للنظام على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» أن وحدات مشتركة من جيش النظام وميليشيا الدفاع الوطني وحزب الله استهدفت عناصر من المعارضة على محور طريق سرغايا، قرب الزبداني، بالتزامن مع قصف مدفعي وجوي استهدف تجمعاتهم وسط المدينة والسهل، ما أدى أيضا إلى تدمير مدفع وعربة عسكرية تابعتين للمعارضة.
وفي ريف دمشق أيضا، تحدث «المرصد السوري لحقوق الإنسان» عن مجزرة ارتكبها نفّذ الطيران الحربي النظامي عندما شنّ 5 غارات على مناطق في مدينة عربين بالغوطة الشرقية، ما أدى لمقتل 12 مواطنًا بينهم طفلان اثنان و3 مواطنات، وسقوط عشرات الجرحى.
أما في محافظة حلب، فقد أصيب عدد من المدنيين جرّاء قصف شنّه الطيران المروحي التابع للجيش السوري النظامي بالبراميل المتفجرة، على قرية عيشة قرب مدينة الباب، في ريف محافظة حلب، بينما قتل أول من أمس (الجمعة) 11 مدنيًا من بينهم أطفال جراء قصف مماثل على الباب، الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش بريف حلب الشرقي. وأفاد مصدر طبي من المشفى الميداني في مدينة الباب «مكتب أخبار سوريا»، بأنّ عشرات الإصابات «الخطيرة» وصلت إلى المشفى أغلبها من الأطفال جراء القصف المروحي على قرية عيشة، بينما وصلت الجمعة نحو 11 جثة إلى المشفى جراء القصف على الباب. وأكد المصدر أنّ الكادر الطبي في المشفى الميداني بات «شبه عاجز» عن إسعاف الكثير من الإصابات بسبب ضعف إمكانياته، و«ارتفاع وتيرة» القصف على الباب وريفها. وتابع المصدر أنه وصل إلى المشفى خلال الأيام الستة الماضية أكثر من 200 جريح تتراوح إصاباتهم بين الحرجة والخفيفة، كما لقي ما يقارب 100 مدني مصرعهم «ما أثقل كاهل» الكوادر الطبية في المشفى.
من جهة أخرى، استهدف الطيران المروحي التابع للجيش النظامي بلدة اللطامنة الخاضعة لسيطرة المعارضة في ريف محافظة حماه الشمالي، بعدد من الألغام البحرية والبراميل المتفجرة، ما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين. وقال ناشطون إن المروحيات قصفت المدينة بأربعة براميل متفجرة و21 لغمًا بحريًا، أدت إلى سقوط قتيل وخمسة جرحى، بالإضافة إلى دمار خمسة منازل سكنية.
وفي محافظة اللاذقية، تصدّت فصائل تابعة للمعارضة لمحاولة تقدم نفذتها القوات النظامية مدعومة بعناصر من حزب الله في كلٍ من محاور بيت عوان وبيت ملك وتلّة عثمان في جبل التركمان بريف اللاذقية الشمالي الخاضع في جزء منه للمعارضة، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات بين الطرفين، بحسب «مكتب أخبار سوريا».
مقاتلو «داعش» محاصرون داخل مدينة الحسكة
500 برميل متفجر تستهدف الزبداني خلال 13 يوما
مقاتلو «داعش» محاصرون داخل مدينة الحسكة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة