واشنطن توافق على عدم إجبار طلاب يمنيين على العودة لبلدهم

بسبب تدهور الأوضاع الأمنية في اليمن

واشنطن توافق على عدم إجبار طلاب يمنيين على العودة لبلدهم
TT

واشنطن توافق على عدم إجبار طلاب يمنيين على العودة لبلدهم

واشنطن توافق على عدم إجبار طلاب يمنيين على العودة لبلدهم

أعلنت الخارجية الأميركية أنها وافقت على عدم إجبار طلاب يمنيين على العودة إلى اليمن بسبب الحرب هناك. وقالت، أمس (السبت)، مارا توكاش، مساعدة وزير الخارجية لشؤون التبادل الأكاديمي والطلابي والمهني، إن عشرات من طلاب مدارس ثانوية يمنية كانوا جاءوا إلى الولايات المتحدة، سيسمح لهم بالبقاء فترة «شهور قليلة»، حتى نهاية العام.
ونقلت صحيفة «واشنطن بوست»، حسب مسؤولين في الخارجية الأميركية، أن بعض الطلاب، بما في ذلك الذين تزيد أعمارهم عن 18 عامًا، سيقدرون على الدراسة في كليات محلية (مجتمعية)، من دون توقع درجات علمية. وسيدرس البعض الآخر في مدارس ثانوية، وستوفر لهم سبل العيش مع عائلات أميركية مضيفة.
ونقلت الصحيفة قول بعضهم إنهم سعداء لمعرفة المزيد حول ما يخبئه المستقبل لهم. لكنهم قلقون لما سيحدث بعد نهاية العام. ونقلت الصحيفة قول أقدار عوض: «نظل نحس بأننا تائهون».
وكان أكثر من ثلاثين من طلاب اليمن جاءوا إلى الولايات المتحدة في العام الماضي، في برنامج للتبادل الشبابي لمدة عام واحد. لكن، بحلول الربيع، صار واضحًا أنهم لن يقدروا على العودة إلى وطنهم.
في البداية، طلبت منهم وزارة الخارجية الأميركية البحث عن عائلات، أو أصدقاء، في دول أخرى يذهبون إليها عندما تنتهي تأشيرات وجودهم في الولايات المتحدة. ورفضت الخارجية الأميركية مساعدة أي شخص في البحث عن عائلات، أو أصدقاء، في دول أخرى، وأيضًا، رفضت السماح لهم بتمديد تأشيرات إقامتهم. في ذلك الوقت، طلب بعضهم اللجوء السياسي.
ثم أعلنت الخارجية الأميركية أنها بدأت ترتب لبقاء الطلاب في معهد لينشبيرغ (ولاية فرجينيا)، حيث ظلوا لعدة أسابيع ينتظرون ما سيحدث لهم.
وقالت للصحيفة أقدار عوض (18 عامًا)، ومنير عبدو (18 عامًا أيضًا) أنهم سيدرسون في كليات محلية. وأنهم «ممتنون للسماح لهم بالبقاء خلال الفصل الدراسي الأول».
لكن، بعد شهور من عدم اليقين، يتمنون كلهم أن يتمكنوا من التأكد بالسماح لهم بالبقاء، ليس فقط لفصل دراسي واحد، ولكن لكل العام، بل حتى الانتهاء من المدرسة الثانوية، أو التخرج من الكلية المحلية بعد أربعة أعوام.
وقالت أقدار عوض: «لا أعرف ما الذي سيحدث بعد ذلك (حتى نهاية العام). لهذا، أنا محبطة».
وقالت الخارجية الأميركية إن برنامج التبادل «ليس لمدة طويلة.»، وإن «الهدف من أي برنامج تبادل لوزارة الخارجية هو عودة كل مشترك إلى وطنه، بعد إقامة مؤقتة في الولايات المتحدة».
وقال الطالب سامر مبروك (18 عامًا) إنه، رغم أنه يفتقد أسرته، يحس بسعادة غامرة لأنه سيعود إلى العائلة الأميركية المضيفة في ولاية نيو مكسيكو، التي ساعدته في الاستمتاع بوقت جميل في العام الماضي.
وأضاف مبروك أنه لا يريد العودة إلى اليمن. وذلك لأنه: «لا يمكن أن أرى مستقبلاً في بلد في حالة حرب، وحيث تم إغلاق المدارس، وحيث ملايين الناس يفتقرون إلى ماء الشرب، وليس عندهم ما يكفي من الطعام». وقال: «هنا عندي مستقبل أفضل».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.