نتنياهو ينتقد أوباما ويعالون يهدد إيران

لقاءات مكثفة مع أعضاء في الكونغرس الأميركي لإقناعهم بإفشال الاتفاق

نتنياهو يتحدث في افتتاح معرض يقدم نبذات عن الكوماندوز الذين نفذوا عملية عنتيبي في أوغندا عام 1976 (أ.ب)
نتنياهو يتحدث في افتتاح معرض يقدم نبذات عن الكوماندوز الذين نفذوا عملية عنتيبي في أوغندا عام 1976 (أ.ب)
TT

نتنياهو ينتقد أوباما ويعالون يهدد إيران

نتنياهو يتحدث في افتتاح معرض يقدم نبذات عن الكوماندوز الذين نفذوا عملية عنتيبي في أوغندا عام 1976 (أ.ب)
نتنياهو يتحدث في افتتاح معرض يقدم نبذات عن الكوماندوز الذين نفذوا عملية عنتيبي في أوغندا عام 1976 (أ.ب)

ردت القيادات الإسرائيلية في الحكومة والمعارضة، على أنباء التوصل إلى اتفاق بين الدول الست الكبرى وإيران حول المشروع النووي، بموقف موحد. وعاد رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، إلى لهجة الانتقاد والتهجم على الرئيس الأميركي، باراك أوباما، قائلا إن «هناك من سعى للتوصل إلى اتفاق بأي ثمن». فيما انبرى وزير الدفاع، موشيه يعالون، إلى التلميح بالتهديد العسكري لإيران.
وتوقعت مصادر سياسية في تل أبيب، أن تبدأ إسرائيل حملة دبلوماسية غير مسبوقة ضد الاتفاق. ويُتوقع أن يقود نتنياهو بنفسه تلك الحملة، وسيُجند لذلك الغرض كل الموارد التي بحوزته. وتقوم إسرائيل بتركيز جهودها حاليا، على إحباط إقرار الاتفاق في الكونغرس الأميركي، وذلك بتجنيد الثلثين للتصويت ضده. وتقول التقارير في إسرائيل إنه في الشهور القريبة ستستقبل إسرائيل بعثتين كبيرتين من المُشرعين الأميركيين من الكونغرس ومجلس النواب، ممن يُمثلون النواب الديمقراطيين والمحافظين، وسيشارك فيهما نحو مائة من المُشرعين. ومن المُتوقع أن يلتقي نتنياهو مع كل المُشرعين، وإقناعهم بمعارضة البرنامج. كما يتوقع أن يقف رئيس كتلة المعارضة، يتسحاك هرتسوغ، إلى جانب نتنياهو في هذه المسألة، ويُقنع من يمكنه إقناعه أن هذا الاتفاق هو اتفاق سيئ، وأنه يفتح أمام إيران الباب للحصول على سلاح نووي، والاستمرار بتمويل الإرهاب حول العالم.
وذكرت مصادر سياسية مقربة من نتنياهو، أنه خلال زيارته إلى الولايات المتحدّة الأميركية المقررة في شهر سبتمبر (أيلول) المقبل، سيحاول إقناع أعضاء الكونغرس الأميركي وغيرهم من المسؤولين الأميركيين، بمعارضة الاتفاق والعمل على تعطيل عملية رفع العقوبات عن إيران. وتوقّع أحد المقربين منه، أمس، أن يقدم نتنياهو تنازلات لأعضاء الكونغرس الديمقراطيين في الشأن الفلسطيني، مقابل دعم موقفه من الاتفاق النووي بين إيران والدول الكبرى، في سبيل تشكيل أكثرية في مجلس الشيوخ الأميركي ضد الاتفاق. ولكنه بذلك يغامر في تفجير أزمة في حكومته اليمينية المتطرّفة.
وكان نتنياهو قد علق على الأنباء بخصوص الاتفاق مع إيران، خلال جلسة كتلة الليكود البرلمانية، أمس، وقال إنه «لولا الجهود الإسرائيلية لكانت إيران دولة نووية منذ وقت طويل». وأضاف: «نحن منعناها من الحصول على سلاح نووي، وعودنا العالم على عدم السماح لإيران بحيازة سلاح نووي. وما زال أثر الجهود الإسرائيلية بارزا وساري المفعول حتى اليوم، وسنواصل هذه الجهود ولن نتوقف». وأضاف نتنياهو: «لم نتعهد بمنع اتفاق مع إيران، خاصة اتفاق تستعد الدول الكبرى لتوقيعه بكل ثمن، بل وعدنا بأن نمنعها من الحصول على سلاح نووي، وما زلنا عند وعدنا».
وصف نتنياهو الاتفاق بأنه «مسيرة تنازلات» من قبل الدول العُظمى تجاه الإيرانيين. وقال نتنياهو: «إيران لا تُخفي نيتها في الاستمرار بالتعبير عن عدائيتها الشديدة ضد من يتفاوض معها». وأضاف: «لعل الدول العُظمى مُستعدة للاستسلام للواقع الذي تفرضه إيران، والذي يتضمن نداءاتها المُتكررة بالقضاء على دولة إسرائيل، نحن لن نقبل ذلك أبدًا».
من جانبه، وصف وزير الدفاع الإسرائيلي، موشيه يعالون، الاتفاق المتبلور في فينا، بأنه «اتفاق سيئ للغاية ومليء بالثغرات، ولا يضمن إغلاق مفاعل نووي إيراني واحد، وبالتالي سيبقى الاتفاق سيئًا حتى لو طرأت عليه تغييرات في اللحظة الأخيرة». ثم راح يهدد: «إسرائيل ستستمر في التهيؤ للدفاع عن نفسها بقوتها الذاتية». وقال يعالون، خلال جلسة لجنة الخارجية والأمن البرلمانية أمس، إن إيران ستبقى بعد توقيع هذا الاتفاق دولة عتبة نووية، وستواصل ممارسة الإرهاب ودعمه في أماكن مختلفة من العالم، إلى جانب حصولها على مزيد من الاعتمادات المالية بفضل رفع العقوبات عنها. وأشار إلى أن المفاوضات بين الدول الكبرى وإيران لم تتناول قط موضوع الصواريخ الباليستية التي تقوم إيران بتطويرها.
وقال الوزير المسؤول عن الملف الإيراني، يوفال شتانيتس، إن إسرائيل تمكنت خلال العام الأخير، من تحسين هذا الاتفاق بشكل بسيط، ولكنه ما زال اتفاقا سيئا سيعرض السلام العالمي للخطر مقابل إنجاز سياسي مشكوك فيه.
أما عضو الكنيست يئير لابيد، رئيس حزب «هناك مستقبل»، فقال إن السياسة التي اتبعها نتنياهو إزاء القضية الإيرانية، منيت بالفشل الذريع. وأن الدول الكبرى رفضت الإصغاء لتحذيرات نتنياهو لكونه مسؤولا عن تدهور العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة وغيرها من الدول.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.