ردت القيادات الإسرائيلية في الحكومة والمعارضة، على أنباء التوصل إلى اتفاق بين الدول الست الكبرى وإيران حول المشروع النووي، بموقف موحد. وعاد رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، إلى لهجة الانتقاد والتهجم على الرئيس الأميركي، باراك أوباما، قائلا إن «هناك من سعى للتوصل إلى اتفاق بأي ثمن». فيما انبرى وزير الدفاع، موشيه يعالون، إلى التلميح بالتهديد العسكري لإيران.
وتوقعت مصادر سياسية في تل أبيب، أن تبدأ إسرائيل حملة دبلوماسية غير مسبوقة ضد الاتفاق. ويُتوقع أن يقود نتنياهو بنفسه تلك الحملة، وسيُجند لذلك الغرض كل الموارد التي بحوزته. وتقوم إسرائيل بتركيز جهودها حاليا، على إحباط إقرار الاتفاق في الكونغرس الأميركي، وذلك بتجنيد الثلثين للتصويت ضده. وتقول التقارير في إسرائيل إنه في الشهور القريبة ستستقبل إسرائيل بعثتين كبيرتين من المُشرعين الأميركيين من الكونغرس ومجلس النواب، ممن يُمثلون النواب الديمقراطيين والمحافظين، وسيشارك فيهما نحو مائة من المُشرعين. ومن المُتوقع أن يلتقي نتنياهو مع كل المُشرعين، وإقناعهم بمعارضة البرنامج. كما يتوقع أن يقف رئيس كتلة المعارضة، يتسحاك هرتسوغ، إلى جانب نتنياهو في هذه المسألة، ويُقنع من يمكنه إقناعه أن هذا الاتفاق هو اتفاق سيئ، وأنه يفتح أمام إيران الباب للحصول على سلاح نووي، والاستمرار بتمويل الإرهاب حول العالم.
وذكرت مصادر سياسية مقربة من نتنياهو، أنه خلال زيارته إلى الولايات المتحدّة الأميركية المقررة في شهر سبتمبر (أيلول) المقبل، سيحاول إقناع أعضاء الكونغرس الأميركي وغيرهم من المسؤولين الأميركيين، بمعارضة الاتفاق والعمل على تعطيل عملية رفع العقوبات عن إيران. وتوقّع أحد المقربين منه، أمس، أن يقدم نتنياهو تنازلات لأعضاء الكونغرس الديمقراطيين في الشأن الفلسطيني، مقابل دعم موقفه من الاتفاق النووي بين إيران والدول الكبرى، في سبيل تشكيل أكثرية في مجلس الشيوخ الأميركي ضد الاتفاق. ولكنه بذلك يغامر في تفجير أزمة في حكومته اليمينية المتطرّفة.
وكان نتنياهو قد علق على الأنباء بخصوص الاتفاق مع إيران، خلال جلسة كتلة الليكود البرلمانية، أمس، وقال إنه «لولا الجهود الإسرائيلية لكانت إيران دولة نووية منذ وقت طويل». وأضاف: «نحن منعناها من الحصول على سلاح نووي، وعودنا العالم على عدم السماح لإيران بحيازة سلاح نووي. وما زال أثر الجهود الإسرائيلية بارزا وساري المفعول حتى اليوم، وسنواصل هذه الجهود ولن نتوقف». وأضاف نتنياهو: «لم نتعهد بمنع اتفاق مع إيران، خاصة اتفاق تستعد الدول الكبرى لتوقيعه بكل ثمن، بل وعدنا بأن نمنعها من الحصول على سلاح نووي، وما زلنا عند وعدنا».
وصف نتنياهو الاتفاق بأنه «مسيرة تنازلات» من قبل الدول العُظمى تجاه الإيرانيين. وقال نتنياهو: «إيران لا تُخفي نيتها في الاستمرار بالتعبير عن عدائيتها الشديدة ضد من يتفاوض معها». وأضاف: «لعل الدول العُظمى مُستعدة للاستسلام للواقع الذي تفرضه إيران، والذي يتضمن نداءاتها المُتكررة بالقضاء على دولة إسرائيل، نحن لن نقبل ذلك أبدًا».
من جانبه، وصف وزير الدفاع الإسرائيلي، موشيه يعالون، الاتفاق المتبلور في فينا، بأنه «اتفاق سيئ للغاية ومليء بالثغرات، ولا يضمن إغلاق مفاعل نووي إيراني واحد، وبالتالي سيبقى الاتفاق سيئًا حتى لو طرأت عليه تغييرات في اللحظة الأخيرة». ثم راح يهدد: «إسرائيل ستستمر في التهيؤ للدفاع عن نفسها بقوتها الذاتية». وقال يعالون، خلال جلسة لجنة الخارجية والأمن البرلمانية أمس، إن إيران ستبقى بعد توقيع هذا الاتفاق دولة عتبة نووية، وستواصل ممارسة الإرهاب ودعمه في أماكن مختلفة من العالم، إلى جانب حصولها على مزيد من الاعتمادات المالية بفضل رفع العقوبات عنها. وأشار إلى أن المفاوضات بين الدول الكبرى وإيران لم تتناول قط موضوع الصواريخ الباليستية التي تقوم إيران بتطويرها.
وقال الوزير المسؤول عن الملف الإيراني، يوفال شتانيتس، إن إسرائيل تمكنت خلال العام الأخير، من تحسين هذا الاتفاق بشكل بسيط، ولكنه ما زال اتفاقا سيئا سيعرض السلام العالمي للخطر مقابل إنجاز سياسي مشكوك فيه.
أما عضو الكنيست يئير لابيد، رئيس حزب «هناك مستقبل»، فقال إن السياسة التي اتبعها نتنياهو إزاء القضية الإيرانية، منيت بالفشل الذريع. وأن الدول الكبرى رفضت الإصغاء لتحذيرات نتنياهو لكونه مسؤولا عن تدهور العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة وغيرها من الدول.
نتنياهو ينتقد أوباما ويعالون يهدد إيران
لقاءات مكثفة مع أعضاء في الكونغرس الأميركي لإقناعهم بإفشال الاتفاق
نتنياهو ينتقد أوباما ويعالون يهدد إيران
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة