مبتعثون سعوديون في خضم الحياة الأميركية

موقع «سعوديون في أميركا».. نقطة لقاء 100 ألف طالب مبتعث

موقع «سعوديون في أميركا».. نقطة لقاء 100 ألف طالب مبتعث
موقع «سعوديون في أميركا».. نقطة لقاء 100 ألف طالب مبتعث
TT

مبتعثون سعوديون في خضم الحياة الأميركية

موقع «سعوديون في أميركا».. نقطة لقاء 100 ألف طالب مبتعث
موقع «سعوديون في أميركا».. نقطة لقاء 100 ألف طالب مبتعث

يوجد في الولايات المتحدة أكثر من مائة ألف طالب سعودي جاءوا بمبادرة الابتعاث للمغفور له الملك عبد الله بن عبد العزيز. ويشترك هؤلاء في مناقشات ثقافية، خاصة عن اختلافات وتشابهات بين الثقافة السعودية (التي ولدوا فيها وتربوا عليها) والثقافة الأميركية (التي انتقلوا إليها). وتنشر بعض هذه المناقشات في كتابات طلابية، ورقية أو إلكترونية.
في هذه المناقشات، يثير الانتباه تعامل هؤلاء الطلاب مع أسس في الثقافتين تبدو مختلفة، إن لم تكن متناقضة. لكن، يثير الانتباه أيضا فخر بالهوية، وثقة في النفس، وعقيدة قوية، تسهل مواجهة هذه الاختلافات، أو التناقضات.
وقال موقع «سعوديون في أميركا»، الذي تأسس قبل 7 سنوات لخدمة المبتعثين: «صباح الخير للمبتعثين». مع صورة لمنظر طبيعي، وعليها عبارة «بليف إن يورسيلف» (آمن بنفسك)، وتوالت التعليقات فكتب عبد الله اليامي: «أنا دائما أفعل ذلك». بينما كتب جلال المهنا: «آمن على (وليس ب) نفسك»، فيما كتب حسن المعيض: «أنا أومن بالله، قبل نفسي. الله هو الذي خلق نفسي. وخلق هذا المنظر الطبيعي».
ونشر الموقع صورة طبيعية أخرى، وعليها عبارة: «لا يهم من أين أنت قادم. يهم إلى أين أنت ذاهب».
كتب عبد الله المرشود عن أهمية نسب العبارة إلى صاحبها بريان تريسي (مؤلف كتب علمانية، مثل: «قوة الثقة بالنفس» و«قوة انضباط النفس».
مرة أخرى، قال الموقع صباح الخير، مع صورة باب مغلق، وعبارة «سيفتح الله بابا كنت تحسبه، من شدة اليأس، لم يخلق بمفتاح». انهالت التعليقات الدينية. عشرات خلال نصف ساعة من نشر الصورة والتعليق.
يكتب سعوديون في أميركا تعليقات كثيرة عن اختلافات، أو تشابهات، في الحياة والثقافة بين السعوديين والأميركيين. وتحتوى أغلبية هذه التعليقات، أولا وقبل كل شيء، على الفخر بالدين، والفخر بالوطن. وإذا نشروا تساؤلات عن أسباب تقدم الأميركيين في مجالات كثيرة، ونشروا اعترافات بإمكانية تعلم أشياء كثيرة مفيدة منهم، لا توجد شكوك في الهوية، وفي الثقة بالنفس، رغم كل شيء.
في مقابلة مع أحمد الفقيه، رئيس النادي السعودي في جامعة فيرلي ديكنسون (ولاية نيوجيرسي)، قال: «استوعبت وتعلمت الكثير من الأمور التي لم أكن أعرفها وأدركها خلال وجودي في السعودية. من ناحية الاعتماد على النفس، والتعامل مع الآخرين والمواقف الحياتية اليومية».
وقال: «أضاف لي الابتعاث تغيير مفاهيم كثيرة جدا على جميع الأصعدة. باختصار، رحلة الابتعاث جعلتني أدرك وأعظم المسؤولية، وأن أكون شخصا مسؤولا ذا مهمة شخصية، ودينية، ووطنية...».
ماذا عن حرص الأميركيين على وضع الطفل في كرسي خاص به داخل السيارة؟ وهل سيطبق السعوديون هذه العادة عندما يعودون إلى السعودية؟
كتب عايض النجدي: «المخجل والفشل الذريع أن يتعلم الإنسان أمورا حضارية مثل استخدام كرسي السيارة والتقيد بأنظمة السير واحترام الآخرين والنظام، وغير ذلك الكثير، ثم ينسى كل هذا عندما يعود (فرحانا) بشهادته فقط».
وكتب سلوم السطمي: «للأسف ما جربت هالشي لسي بما أني عزوبي. بس استفدت من حزام الأمان. بديت أحس بالأمان. وتعودت عليه بحيث إني ما أحس براحة إلا لمن أربطه... ومن هذا المنطلق، لو يرزقني الله بأطفال، أكيد راح أستخدم كرسي السيارة. أولاً: لسلامتهم. وثانيا: لسوء أنظمة القيادة في السعودية».
وكتب سعد حلمي (من السعودية): «لم أتوقف عن استخدامه منذ عودتي من أميركا. الاقتناع بالشيء مختلف عن مجرد التقليد».
وكتب محمد عبد الرحمن: «أنا الحمد لله ولدي عمره ثلاث سنين. ومن أول ما انولد وأنا معوده على الكرسي. الحمد لله ما واجهت عناد منه، أو عدم رغبة في الجلوس بالكرسي إلا نادرًا. وهذا الكلام قبل لا أجي لأميركا. نصيحتي للإخوان يعود طفله من البداية، وراح يرتاح كثير...».
وتندر علي ريفول: «لا. طبعا، وقت أرجع للمملكة، حارمي الولد والكرسي في شنطة السيارة».

نيويورك وجدة

مثل من قبلهم من القادمين إلى أميركا، لاحظ السعوديون أن أميركا، حقيقة، «أمة من المهاجرين»، وأن هذا ينعكس على الثقافة الأميركية.
كتب عن هذا حسن البار، ونشر الجزء الآتي من خطاب ألقاه أخيرا الرئيس باراك أوباما:
«نحن أمة من المهاجرين. وسنبقى كذلك دائما. كنا غرباء في أحد الأيام. وسواء كان أسلافنا غرباء، الذين عبروا المحيط الأطلسي، أو المحيط الهادي، أو نهر ريو غراندي (الحدود مع المكسيك)، نحن هنا فقط لأن هذا البلد رحّب بهم بالبقاء فيه. ولأنه علّمهم أن الشخص أميركي ليس بسبب أشكالنا، أو أسماء عائلاتنا، أو طرق عبادتنا...».
علق على الخطاب تعليقات إيجابية عدد من المبتعثين. واشتركوا كلهم في ملاحظة وجود أنواع مختلفة من الناس في الولايات المتحدة. وفي القول إن بعضهم فوجئ، عندما وصل إلى نيويورك، مثلا، بكثرة السحنات السوداء، والسمراء، والصفراء. وكتب واحد: «نيويورك، عاصمة العالم الثالث».
وتندر بعضهم بأن نيويورك مثل جدة، فيها هذه الاختلافات الكثيرة في سحنات الناس.
لكن، طبعا، مع حرية وعدالة وانفتاح أميركا، توجد ثقافة العنف. وهذه الأيام، يناقش الأميركيون العنف في الثقافة الأميركية، وخصوصا الاعتداءات الجنسية في الجامعات. عن هذا كتب حسن البار، مرة أخرى: «وفقا لإحصائيات وزارة العدل الأميركية، هناك واحدة من بين كل خمسة طالبات جامعيات ستتعرض لاعتداء جنسي خلال دراستها... مع أن كثيرا من حالات الاعتداءات الجنسية هذه تتم في حفلات لا ننخرط فيها عادة كسعوديين - الطالبات على وجه الخصوص..». وأضاف: «أعد موقع (سعوديون في أميركا) تقريرا عن هذا الموضوع بهدف نشر المعرفة، والتوعية بقضايا المجتمع، وبالثقافة الأميركية. هذا بالإضافة إلى مناقشتها، والاستفادة منها. وعلى أي حال، التحرشات والمضايقات الجنسية هي أمر قد يحدث في أي مكان. وقد يتعرض له أي أحد...».
* الطقس الأميركي:
يؤثر الطقس الأميركي البارد جدا في الشتاء في بعض الولايات على نمط حياة السعوديين في أميركا. وكتب سعوديون يعيشون في ولايات غير باردة، مثل تكساس، وأريزونا، ونيو مكسيكو، عن تشابهات في المناخ مع السعودية. خاصة الحر، وقلة الأمطار نسبيا. مما انعكس على منازل الأميركيين التي بدت لهم وكأنها منازل في السعودية (أسوار، وحيشان)، لهذا، مع نهاية الشتاء، وبداية فصل الربيع:
كتب دودي سالم: «صح إن اليوم أول أيام الربيع. بس لسى قاعد ينزل سنوووو في بوسطن».
وكتبت خولة المحمدي: «أول يوم في الربيع، ونيويورك عليها تلج. أصلا عادي».
وكتب (باللغة الإنجليزية) عبد الله الريس: «أعيش في ولاية ألاسكا، ولهذا وضعي يختلف قليلا. ألاسكا باردة جدا بالمقارنة مع بقية الولايات. لهذا، لم يحل الربيع بعد. يظل التجمد مستمرا».
كتبت فادية بخاري، التي كانت كتبت رواية «رسائل من سعوديات محافظات»، رواية جديدة هي: «حكايات سعودي في نيويورك».
قالت عن الرواية الجديدة: «... أكتب خيالاً مستندا إلى واقع من وجهة نظر البطل. وليس رأيي أنا فقط، البطل في هذه القصة (صاحب الشعر الطويل) هو رجل سعودي مغترب. كان مبتعثًا، يعرض الواقع في نيويورك من وجهة نظره، بطريقة طريفة وبسيطة. وصاحب الشعر الطويل ليس بملك، ولا بشيطان. قد يحبه القارئ، وقد يكرهه. هو رجل حجازي بسيط».
وعن الغربة، كتبت: «... أعتبر أن ما مررت به لم يكن غربة. ونيويورك، المدينة العظيمة الصاخبة، هي واحدة من ألطف التجارب الحياتية التي عشتها. على قسوتها، وقسوة أجوائها، علمتني حقًا معنى البحث عن السعادة والحرية. وكل من يعيش بنيويورك سيتعلم قيمة الوقت، وقيمة العلم».
وأضافت: «توجد النقلة النوعية في طريقة التفكير. المبتعث لم يذهب ليتخرج في جامعة، بل ذهب ليتعلم معاني كثيرة، أقصرها احتراف التواصل الثقافي، والتلاقح الثقافي مع الآخر، أيا يكن». وناشدت السعوديين والسعوديات: «اغتنموا كل لحظة، اخرجوا إلى الثقافة الأخرى هناك. شاهدوا الفن الغربي المتمثل في المعارض الفنية. واقرأوا صحفهم. وشاهدوا إعلامهم، فالتلاقح الثقافي هو أكبر فرصة يمر بها الإنسان ليطور شخصيته وتفكيره».
تشدد قوانين أميركية على عدم ترك أطفال من دون بالغين في منازلهم. لهذا، يستأجر كثير من الأميركيين والأميركيات «بيبي ستر» (راعية طفل). أو يتركون أطفالهم في دور رعاية الأطفال.
من وقت لآخر، ينشر موقع «سعوديون في أميركا» تعليقات عن هذا الموضوع:
كتب البعض أنها عادة طيبة؛ لأنها تشجع الأزواج على الخروج للترفيه عن أنفسهم بعيدا عن صخب أطفالهم، ولأنها، بالنسبة للزوجة خاصة، تسهل لها الدراسة.
وكتب البعض ينتقد هذه العادة بأنها تحضر غريبات في المنازل. وليس إشراف الغريبة مثل إشراف الأم. وقد تؤثر الغريبة بدينها على الأطفال.
كتب خالد الشمري عمن يحتاج للرعاية، وفي أي عمر: «يا راجل اللي أعمارهم فوق العشرين بالجامعة هنا تعاملهم كأنهم أطفال. المفروض يجيبون أحد بالغ معهم».
وكتب «شكسبير القصيم»: «تعامل الحكومة الشعب بمبدأ عدم الثقة؛ لذا فقرات القانون عندهم مشبعة بالمواد حتى بأدق التفاصيل؛ حتى لا تكون هناك حجة. القانون لا يحمي المغفلين. بينما في بلادنا يكون العمل بمبدأ الثقة وتعاليم الدين الذي يحاسبهم الله عليه... ومع توسع البلاد، وكثرة السكان، وتغير الزمان، أعتقد أنه لا بد من وضع قانون خاص لكل تفاصيل الحياة حتى تعرف البشر واجباتها وحقوقها».
وكتب أحمد عيسي (من أستراليا): «الحضانة في أستراليا من الساعة 8.30 إلى الساعة 5.30، وتكلف 100 دولار لليوم الواحد. عاد كنت طالب، كنت بطيخ، ما يهمهم...». وكتبت لولا عقيل: «مو مهم الشرح. أهم شي مكافأة عادلة للطفل».
وكتب نواف الشعيبي: «إيييه. الحمد لله أني عزابي. مفتكين من غثاء الأطفال. والله يعين اللي عندهم خير».
وكتب محسن المحضار: «هنا اللي بيه خير يرفع صوته ع عيالة، عشان تروح عليه...».
وسأل عبد الله الصالح:: «إذا كان عمر الطفل أكثر من 8 سنوات، فهل هناك إمكانية تسجيله في دار حضانة، إذا كان فترة تواجده في أميركا تتوافق مع إجازة المدارس عندنا بالسعودية يعني مدة الصيفية عندنا؟».
وكتب حسين علي الثواب: «جد تعبنا من الحضانات. كل سبوع أدفع 210 دولار. المكافأة ما تكفي. عشان الحصانات غالية واجد».
وكتب عبد الله الصالح، مرة أخرى: «كلامكم صحيح. والله يعينكم يالطلبه هناك. بس، بصراحه، أنا شفت أثر جدًا ممتاز على الأطفال بعد دخولهم رياض الأطفال، بغض النظر عن التكاليف».



كلية الطب في بيروت... 150 عاماً من النجاحات

كلية الطب في بيروت... 150 عاماً من النجاحات
TT

كلية الطب في بيروت... 150 عاماً من النجاحات

كلية الطب في بيروت... 150 عاماً من النجاحات

التحدث عن كلية الطب في «الجامعة الأميركية» وما حققته من إنجازات وتطورات منذ تأسيسها عام 1867 لا يمكن تلخيصه بمقال؛ فهذه الكلية التي تحتل اليوم المركز الأول في عالم الطب والأبحاث في العالم العربي والمرتبة 250 بين دول العالم بالاعتماد على QS Ranking، استطاعت أن تسبق زمنها من خلال رؤيا مستقبلية وضعها القيمون عليها، وفي مقدمتهم الدكتور محمد صايغ نائب الرئيس التنفيذي لشؤون الطب والاستراتيجية الدولية وعميد كلية الطب في الجامعة الأميركية، الذي أطلق في عام 2010 «رؤيا (2020)»، وهي بمثابة خطة طموحة أسهمت في نقل الكلية والمركز الطبي إلى المقدمة ووضعهما في المركز الأول على مستوى المنطقة.

رؤية 2025

اليوم ومع مرور 150 عاماً على تأسيسها (احتفلت به أخيراً) ما زالت كلية الطب في «الجامعة الأميركية» تسابق عصرها من خلال إنجازات قيمة تعمل على تحقيقها بين اليوم والغد خوّلتها منافسة جامعات عالمية كـ«هارفرد» و«هوبكينز» وغيرهما. وقد وضعت الجامعة رؤيا جديدة لها منذ يوليو (تموز) في عام 2017 حملت عنوان «رؤية 2025»، وهي لا تقتصر فقط على تحسين مجالات التعليم والطبابة والتمريض بل تطال أيضاً الناحية الإنسانية.
«هي خطة بدأنا في تحقيقها أخيراً بحيث نستبق العلاج قبل وقوع المريض في براثن المرض، وبذلك نستطيع أن نؤمن صحة مجتمع بأكمله». يقول الدكتور محمد صايغ. ويضيف خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «لا نريد أن ننتظر وصول وفود المرضى إلى مركزنا الطبي كي نهتم بهم، بل إننا نعنى بتوعية المريض قبل إصابته بالمرض وحمايته منه من خلال حملات توعوية تطال جميع شرائح المجتمع. كما أننا نطمح إلى إيصال هذه الخطة إلى خارج لبنان لنغطي أكبر مساحات ممكنة من مجتمعنا العربي».
تأسَّسَت كلية الطب في الجامعة الأميركية في بيروت عام 1867، وتعمل وفقاً لميثاق صادر من ولاية نيويورك بالولايات المتحدة الأميركية، ويقوم على إدارتها مجلس أمناء خاص ومستقل.
وتسعى الكلية لإيجاد الفرص التي تمكن طلبتها من تنمية روح المبادرة، وتطوير قدراتهم الإبداعية واكتساب مهارات القيادة المهنية، وذلك من خلال المشاركة في الندوات العلمية والتطبيقات الكلينيكية العملية مما يُسهِم في تعليم وتدريب وتخريج أطباء اختصاصيين.
وملحَق بكلية الطب في الجامعة الأميركية في بيروت مركز طبي يضم أقساماً للأمراض الباطنية والجراحة والأطفال وأمراض النساء والتوليد ‏والطب النفسي. كما يقدم المركز الطبي خدمات الرعاية الصحية المتكاملة في كثير من مجالات الاختصاص، وبرامج للتدريب على التمريض وغيرها ‏من المهن المرتبطة بالطب.

اعتمادات دولية

منذ عام 1902، دأب المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت على توفير أعلى معايير الرعاية للمرضى في مختلف أنحاء لبنان والمنطقة. وهو أيضاً المركز الطبي التعليمي التابع لكلية الطب في الجامعة الأميركية في بيروت التي درّبت أجيالاً من طلاب الطب وخريجيها المنتشرين في المؤسسات الرائدة في كل أنحاء العالم. المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت هو المؤسسة الطبية الوحيدة في الشرق الأوسط التي حازت على خمس شهادات اعتماد دولية وهي JCI)، وMagnet، وCAP، وACGME - I و(JACIE مما يشكّل دليلاً على اعتماد المركز أعلى معايير الرعاية الصحية المتمحورة حول المريض والتمريض وعلم الأمراض والخدمات المخبرية والتعليم الطبي والدراسات العليا. وقد خرَّجَت كلية الطب أكثر من أربعة آلاف طالب وطبيب. وتقدم مدرسة رفيق الحريري للتمريض تعليماً متميزاً للعاملين في مجال التمريض، ويلبي المركز الطبي احتياجات الرعاية الصحية لأكثر من 360 ألف مريض سنوياً.
ويتألف المركز من عدد من مراكز الامتياز كمركز سرطان الأطفال التابع لمستشفى «سانت جود» البحثي في ولايتي ممفيس وتينيسي. كما تتضمن برنامج باسيل لأورام البالغين وفيه وحدة لزرع نخاع العظام، إضافة إلى مراكز طب الأعصاب المختلفة وأمراض القلب والأوعية الدموية ومركز للرعاية الصحية للنساء.
«هناك استثمارات تلامس نحو 400 مليون دولار رصدت من أجل بناء البنية التحتية اللازمة للمركز الطبي مع مشروع افتتاح عدة مبانٍ وأقسام جديدة خاصة بأمراض السرطان وأخرى تتعلق بالأطفال، إضافة إلى نقلة نوعية من خلال زيادة عدد الأسرة لتلبية الحاجات الصحية المختلفة لمرضانا»، كما أوضح د. صايغ في سياق حديثه.

تبرعات للمحتاجين

يعمل المركز الطبي على تأمين العلاج المجاني لأمراض مستعصية من خلال تأسيس صناديق تبرُّع للمحتاجين، هدفها تأمين العلاج لذوي الدخل المحدود. وهي تخصص سنوياً مبلغ 10 ملايين دولار لمساعدة هذه الشريحة من الناس التي تفتقر إلى الإمكانيات المادية اللازمة للعلاج.
وينظم المركز الطبي مؤتمراً سنوياً ودورات وورش عمل (MEMA) تتناول مواضيع مختلفة كطب الصراعات ومواضيع أخرى كصحة المرأة، والصحة العقلية، وعبء السرطان وغسل الكلى أثناء الصراع وتدريب وتثقيف المهنيين الصحيين للتعامل مع تحديات العناية بأفراد المجتمع.
تُعدّ كلية الطب في الجامعة الأميركية السباقة إلى تأمين برنامج تعليمي أكاديمي مباشر لطلابها، بحيث يطبقون ما يدرسونه مباشرة على الأرض في أروقة المركز الطبي التابع لها.
ويرى الدكتور محمد صايغ أن عودة نحو 180 طبيباً لبنانياً عالمياً من خريجيها إلى أحضانها بعد مسيرة غنية لهم في جامعات ومراكز علاج ومستشفيات عالمية هو إنجاز بحد ذاته. «ليس هناك من مؤسسة في لبنان استطاعت أن تقوم بهذا الإنجاز من قبل بحيث أعدنا هذا العدد من الأطباء إلى حرم الكلية وأنا من بينهم، إذ عملت نحو 25 عاماً في جامعة (هارفرد)، ولم أتردد في العودة إلى وطني للمشاركة في نهضته في عالم الطب». يوضح دكتور محمد صايغ لـ«الشرق الأوسط».

رائدة في المنطقة

أبهرت كلية الطب في الجامعة الأميركية العالم بإنجازاتها على الصعيدين التعليمي والعلاجي، ففي عام 1925. تخرجت فيها أول امرأة في علم الصيدلة (سارة ليفي) في العالم العربي، وبعد سنوات قليلة (1931) كان موعدها مع تخريج أول امرأة في عالم الطب (ادما أبو شديد). وبين عامي 1975 و1991 لعبت دوراً أساسياً في معالجة ضحايا الحرب اللبنانية فعالج قسم الطوارئ لديها في ظرف عام واحد (1976 - 1977) أكثر من 8000 جريح. وفي عام 2014 تلقت إحدى أضخم التبرعات المالية (32 مليون دولار) لدعم المركز الطبي فيها وتوسيعه.
كما لمع اسمها في إنجازات طبية كثيرة، لا سيما في أمراض القلب، فكان أحد أطبائها (دكتور إبراهيم داغر) أول من قام بعملية القلب المفتوح في العالم العربي، في عام 1958. وفي عام 2009، أجرت أولى عمليات زرع قلب اصطناعي في لبنان، وفي عام 2017 أحرز فريقها الطبي أول إنجاز من نوعه عربياً في أمراض القلب للأطفال، عندما نجح في زرع قلب طبيعي لطفل.
كما تصدرت المركز الأول عربياً في عالم الطب لثلاث سنوات متتالية (2014 - 2017) وحازت على جوائز كثيرة بينها «الجائزة الدولية في طب الطوارئ» و«جائزة عبد الحميد شومان» عن الأبحاث العربية، و«جائزة حمدان لأفضل كلية طبية في العالم العربي» لدورها في التعليم الطبي لعامي 2001 – 2002.