إرجاء «لقاء بروكسل» بين «الائتلاف» و«هيئة التنسيق» لخلاف حول «دور الأسد»

النشار: نتائج مؤتمر القاهرة انعكست سلبًا على علاقة الطرفين

إرجاء «لقاء بروكسل» بين «الائتلاف» و«هيئة التنسيق» لخلاف حول «دور الأسد»
TT

إرجاء «لقاء بروكسل» بين «الائتلاف» و«هيئة التنسيق» لخلاف حول «دور الأسد»

إرجاء «لقاء بروكسل» بين «الائتلاف» و«هيئة التنسيق» لخلاف حول «دور الأسد»

أرجئ اللقاء الذي كان من المتوقع عقده في 13 يوليو (تموز) الحالي في بروكسل بين «هيئة التنسيق الوطنية» و«الائتلاف الوطني» إلى أجل غير مسمى بطلب من الهيئة، وفق ما أكّد عضو الائتلاف سمير النشار، معتبرا في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أنّ عدم تحديد موعد جديد يعني إلغاء اللقاء. ولفت النشار إلى أن «التأجيل يبدو أنه أتى نتيجة خلافات بين أعضاء الهيئة حول (دور الرئيس السوري بشار الأسد) في المرحلة الانتقالية، وذلك على خلفية (وثيقة المبادئ الأساسية للتسوية السياسية في سوريا) التي سبق أن توصل إليها الطرفان في باريس في شهر فبراير (شباط) الماضي، والتي كان يفترض مناقشة ملاحظات كل من الطرفين عليها في بروكسل، وتحديدا حول بند رفض استمرار الأسد في السلطة في المرحلة الانتقالية». وأشار النشار إلى أن هيئة التنسيق وبعض الأطراف المعارضة التي اجتمعت في القاهرة الشهر الماضي، كانت قد حاولت تجاوز هذه النقطة وتركها غامضة، من خلال الاكتفاء برفض أي دور له في المستقبل».
وبينما اعتبر النشار أنّ نتائج مؤتمر القاهرة انعكست سلبا على علاقة الهيئة بالائتلاف بعدما أنتجت قرارات مختلفة عن مواقفه، أكّد أن موضوع دور الأسد في المرحلة الانتقالية أمر دقيق ولا يمكن القفز فوقه أو التنازل عنه.
من جهتها، قالت مصادر من المعارضة السورية إنه بعد خلافات قوية في صفوف هيئة التنسيق حول دعوة الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية للهيئة إلى اجتماع في بروكسل بدعم من الاتحاد الأوروبي، قررت قيادة الهيئة تأجيل الاجتماع إلى أجل غير مسمى، مما يعني أن الائتلاف والهيئة ما زالا بعيدين عن التوافق في ما بينهما.
وكانت الوثيقة السياسية قد أكدت التي تضمنت 13 بندا، على أنّ غاية العملية السياسية هي تغيير النظام السياسي الحالي بشكل جذري وشامل، بما في ذلك رأس النظام ورموزه وأجهزته الأمنية، وقيام نظام مدني ديمقراطي أساسه التداول السلمي للسلطة والتعددية السياسية، وضمان حقوق وواجبات جميع السوريين على أساس المواطنة المتساوية. وركزت في بنودها على استئناف مفاوضات التسوية السياسية انطلاقا مما تم التوصل إليه في مؤتمر «جنيف 2»، واستنادا إلى قرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
وبحسب وكالة «آكي» الإيطالية نقلا عن مصادر في الهيئة، فإن أربعة أعضاء في المكتب التنفيذي طالبوا بإلغاء هذا الاجتماع بشكل كامل وعدم الخوض في ما وصفوه بـ«المغامرة» التي ستخسر فيها هيئة التنسيق ثقة أكثر من ثلاثين تيارا وحزبا سياسيا شاركتها في «صناعة نجاح» مؤتمر القاهرة، حسب قولهم.
وقد هدد أكثر من عضو وحزب بالانسحاب من هيئة التنسيق في حال انعقاد اجتماع بروكسل، واعتبر ما تقوم به المجموعة المناهضة لمؤتمر القاهرة في الهيئة والمكونة من ثلاثة أعضاء في المكتب التنفيذي فرضا للأقلية لوجهة نظرها، خاصة أن المنسق العام وثلاثة من نوابه من أكثر الداعمين لمؤتمر القاهرة وإنجاح مخرجاته، كذلك شخصيات مهمة مثل عبد المجيد حمو وصالح النبواني وطارق أبو الحسن وعبد المجيد منجونة وناصر حمو وسيهانوك ديبو ومحمود جديد، الأمر الذي يهدد الهيئة بالانفجار.
وكان المشاركون في مؤتمر القاهرة الذي عقد في 8 و9 من شهر يونيو (حزيران) الماضي الماضي قد توافقوا في الوثيقة الختامية والتي حملت عنوان «خريطة الطريق للحل السياسي التفاوضي من أجل سوريا ديمقراطية»، على «استحالة الحسم العسكري، وكذلك (استحالة) استمرار منظومة الحكم الحالية التي لا مكان لها ولرئيسها في مستقبل سوريا». وأضافوا أن مشروعهم يتضمن آليات تنفيذ عملية قابلة للتحقق، وذلك على أساس الحل السياسي التفاوضي بين وفدي المعارضة والنظام برعاية الأمم المتحدة ومباركة الدول المؤثرة، حسب الوثيقة.



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.