أوصى كبار الضباط في الجيش الإسرائيلي، وزير الدفاع موشيه يعالون، بإعادة النظر في سياسة الحصار المفروض على قطاع غزة، بما يشمل إعادة فتح المعابر المغلقة وتحسين حركة الأفراد والبضائع.
وقالت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، إن كبار الضباط قدموا توصيات ليعالون بتغيير السياسة الأمنية في غزة، بما يشمل فتح مزيد من المعابر، والسماح بعبور آلاف الفلسطينيين من غزة إلى الخارج، عبر معبر بيت حانون (إيرز)، ومن هناك إلى الأردن عن طريق جسر الملك حسين (جسر اللنبي)، وزيادة كميات السلع الداخلة إلى القطاع، من خلال توسيع عمل معبر كارم أبو سالم، ومن خلال معبر المنطار (كارني)، الذي افتتح في 1994 وأغلق في 2011 وما يزال مغلقا، إضافة إلى منح الفلسطينيين المُقيمين في غزة، تراخيص عمل تمكنهم من الدخول للعمل في المناطق المُحيطة بغزة.
ويعتقد المسؤولون الإسرائيليون في الجيش، أن مثل هذه السياسة من شأنها تحقيق الهدوء المطلوب في منطقة غزة، بما يحول دون وقوع معركة جديدة، أو على الأقل، يؤجلها فترة طويلة.
وقال مسؤول إسرائيلي، مؤكدا هذه التوصيات: «هناك علاقة قوية بين الوضع الاقتصادي والاجتماعي في غزة وبين الواقع الأمني».
وينطلق قادة الجيش في اقتراحاتهم، من أن حماس تُركت بعد عام على انتهاء الحرب من دون إنجازات حقيقية، وهي معزولة سياسيا وعلاقاتها مع مصر متوترة.
وقالت «هآرتس»: «إنه لهذا السبب تحديدًا، يعتقد مسؤولون كبار في الجيش الإسرائيلي، أن بإمكان إسرائيل تحقيق تهدئة طويلة الأمد، من خلال تخفيف القيود الاقتصادية وبعض القيود على مرور الأفراد والبضائع من وإلى قطاع غزة». كما أن مثل هذه الخطوات «يمكن لها أن تساهم في الحد من الانتقادات الدولية لإسرائيل، بسبب الإغلاق المفروض على قطاع غزة، والمضي قدمًا لإصلاح الأضرار الناجمة عن قصف الجيش الإسرائيلي في العام الماضي».
ونقلت الصحيفة عن مسؤول كبير في هيئة أركان الجيش الإسرائيلي قوله: «ما دامت المشاكل الاقتصادية الأساسية موجودة في غزة، فإن احتمال تجدد الصراع العسكري يبقى قائمًا». وبحسب «هآرتس» فإن «أي تغيير في السياسة الحالية ضد غزة، سيعتمد على اتفاق ما بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وقادة الأمن».
وجاءت توجهات قادة الجيش في الذكرى الأولى للحرب على غزة، وبما يدعم تقارير عن موافقة الجيش على هدنة طويلة مع حماس.
وكانت مصادر إسرائيلية أكدت الأسبوع الحالي، أن قيادة الجيش الإسرائيلي ومسؤولي الأجهزة الأمنية، يعتقدون أنه لا مانع من التوصل إلى اتفاق مع حركة حماس على عقد هدنة طويلة قد تستمر لغاية 10 سنوات، وتحصل فيها الحركة على ميناء عائم.
وأضافت المصادر أن قادة الأمن في إسرائيل يرون أن الفرصة أصبحت مواتية الآن، لمثل هذا الاتفاق.
وثمة مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحماس لعقد اتفاق هدنة طويل الأمد في غزة، مقابل تخفيف الحصار، وتسريع عملية الإعمار، وإقامة ميناء بحري عائم مراقب من جهات دولية، وهو المقترح الذي ناقشه مبعوثون دوليون وعرب مع الطرفين.
ويتضح من تصريحات مسؤولين في حماس، أن المباحثات لا تدور حول تهدئة وحسب، وإنما تناقش كذلك، مصير رفات جنود إسرائيليين محتجزين لدى حماس.
ونقل عن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، أثناء لقائه صحافيين وإعلاميين في الدوحة مساء الثلاثاء، قوله إن إسرائيل طلبت من الحركة، عبر وسيط أوروبي، الإفراج عن جنديين وجثتين لديها منذ الحرب الأخيرة التي شنتها على قطاع غزة صيف العام الماضي، مضيفا: «إن حماس امتنعت عن تقديم أي رد على هذا الموضوع، وأبلغت الوسيط أنها لن تبدأ أي شكل من التفاوض بشأن ما لديها من أسرى إسرائيليين، وبشأن عددهم وأحوالهم، موتى كانوا أم أحياء، أو تقديم أي معلومة في هذا الخصوص، قبل أن تفرج إسرائيل عن أسرى (صفقة شاليط) الذين أعادت اعتقالهم».
ولم تفصح حماس منذ انتهاء الحرب الإسرائيلية على غزة العام الماضي، عن الأعداد الحقيقة للجنود الإسرائيليين في حوزتها، وما إذا كان بينهم أحياء أو أن جميعهم جثث، لكنها أرسلت رسائل مبطنة أكثر من مرة، بأنها ستفاجئ الإسرائيليين.
وكانت وسائل إعلام مقربة من حركة حماس، أكدت وجود اتصالات غير مباشرة بين الحركة وإسرائيل، بخصوص إعادة رفات الجنديين اللذين قتلا أثناء المعارك خلال الحرب الأخيرة على غزة، وذلك مقابل الإفراج عن دفعة من الأسرى الفلسطينيين.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن إسرائيل ترفض الإفراج عن أسرى فلسطينيين، فيما تبدي استعدادها للإفراج عن جثث تحتجزها لفلسطينيين نفذوا عمليات مسلحة في الماضي وأثناء الحرب على غزة.
وأول من أمس، قال وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون، إن إسرائيل تحاول استعادة أشلاء اثنين من جنودها قتلا في قطاع غزة في الحرب الإسرائيلية الصيف الماضي. وأضاف يعالون لإذاعة الجيش الإسرائيلي: «أجزاء من رفات الملازم هدار غولدين والرقيب وأورون شاؤول، ما تزال بحوزة حماس في غزة، ونواصل جهودنا لدفنهما في إسرائيل»، من دون أن يدلي بمزيد من التفاصيل. وتابع يعالون «لا يوجد أدنى شك أن الجنديين الاثنين قتلا في المعركة».
حماس وإسرائيل تؤكدان وجود مباحثات حول رفات جنود أسرى
الجيش الإسرائيلي يوصي بفتح المعابر مع غزة وتحسين الاقتصاد
حماس وإسرائيل تؤكدان وجود مباحثات حول رفات جنود أسرى
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة