الجيش العراقي يقطع الطريق على «داعش» ويفصل الفلوجة عن الرمادي

القوات الحكومية المشتركة تحرر «الجسر الياباني» من التنظيم الإرهابي

قاذفة صواريخ تابعة للقوات العراقية تقصف مواقع «داعش» قرب الصقلاوية شرق الرمادي (أ.ب)
قاذفة صواريخ تابعة للقوات العراقية تقصف مواقع «داعش» قرب الصقلاوية شرق الرمادي (أ.ب)
TT

الجيش العراقي يقطع الطريق على «داعش» ويفصل الفلوجة عن الرمادي

قاذفة صواريخ تابعة للقوات العراقية تقصف مواقع «داعش» قرب الصقلاوية شرق الرمادي (أ.ب)
قاذفة صواريخ تابعة للقوات العراقية تقصف مواقع «داعش» قرب الصقلاوية شرق الرمادي (أ.ب)

قال قائد عمليات الأنبار اللواء الركن قاسم المحمدي إن قواته تعمل على تنفيذ خطة فصل مدينة الرمادي عن مدينة الفلوجة التي تعد أبرز معاقل عصابات تنظيم داعش الإرهابية في محافظة الأنبار.
وقال المحمدي في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن «قطعاتنا العسكرية حققت تقدمًا واسعًا حصل من جهة ناظم التقسيم باتجاه ناحية الصقلاوية 40 كلم شرق مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار من أجل فصل مدينة الفلوجة عن مدينة الرمادي لقطع خط طريق الإمداد عن مسلحي تنظيم لداعش بين المدينتين استعدادًا لتنفيذ عملية قصم الظهر للعدو».
وأضاف المحمدي «إن قواتنا الأمنية تمكنت من تحرير مناطق رميلة والزغاريت والبو شجل التابعة لناحية الصقلاوية شمال الفلوجة ووصلت قواتنا إلى مركز ناحية الصقلاوية وتم رفع العلم فوق مركز الشرطة فيها وما زالت عمليات تطهير الناحية من دنس مسلحي التنظيم المجرم مستمرة».
من جانبه أعلن المتحدث الرسمي باسم الحشد الشعبي كريم النوري، الأربعاء، عن إتمام الصفحة الأولى لعمليات تحرير محافظة الأنبار من إرهابيي «داعش»، فيما أكد أن العمليات تجري بتخطيط وتعاون دقيقين.
وقال النوري في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن «قوات الحشد الشعبي تمكنت من تحرير مناطق كثيرة منها الجسر الياباني 40 كلم شرق مدينة الرمادي على الطريق الدولي السريع الرابط بين مدينتي الفلوجة والرمادي وجزيرة شمال الفلوجة ومنطقة المعهد الفني في ناحية الصقلاوية، وبتحرير هذه المناطق تمكنا من تضيّق الخناق على عصابات داعش التكفيرية الإرهابية في مدينة الفلوجة التي تعد أكبر معقل لمسلحي تنظيم داعش في محافظة الأنبار».
وأضاف النوري أن «قوات الحشد الشعبي تسير باتجاه ناحية الصقلاوية لتحريرها من سيطرة مسلحي تنظيم داعش بشكل كامل، وسنعلن قريبًا جدًا عن انطلاق عمليات مفاجئة في الأيام القليلة القادمة لتحرير أجزاء واسعة من محافظة الأنبار».
وتابع النوري أن «قوات الحشد الشعبي والقوات الأمنية ستفتح صفحات جديدة ضمن قاطع عمليات الأنبار لتحريرها من دنس تنظيم داعش»، مؤكدا أن «تحرير الفلوجة هدف لا بد من إنجازه لكي يتسنى للقوات المشتركة تطهير المحافظة بالكامل».
من جانب آخر أفاد آمر لواء المغاوير في فرقة المشاة الثامنة التابعة للجيش العراقي العميد الركن عادل مولان الأسدي بتقدم القطعات العسكرية في المحور الشمالي الشرقي لمدينة الرمادي انطلاقًا من منطقة الجسر الياباني وجزيرة الخالدية في مسعى منها لتحقيق التماس مع القوات الأمنية المرابطة في المحور الجنوبي الغربي لمدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار وإكمال الطوق الأمني على قضاء الرمادي تهميدا لتحرير المدينة بشكل كامل من الإرهابيين.
وقال الأسدي في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن «تأخر إطلاق عملية تحرير الأنبار الكبرى يرجع إلى كثرة المفخخات والعبوات الناسفة التي زرعها داعش في المناطق المحيطة بمدينة الرمادي والحاجة إلى قوات أمنية كافية لمسك الأرض بعد التحرير»، متوقعا أن تستغرق عملية التحرير وإزالة العبوات الناسفة عدة أشهر نظرا لاحتياج المحافظة إلى فرق الجهد الهندسي لإزالة تلك العبوات.
وفي السياق ذاته أكد مصدر أمني في محافظة الأنبار عن مقتل أحد أبرز صناع المفخخات لدى تنظيم داعش وثلاثة من مرافقيه في عملية نوعية شرق الرمادي.
وقال المصدر في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن القوات الأمنية المشتركة نجحت في تضييق الخناق على مركز قضاء الكرمة من أغلب الجهات، وإن «قوة أمنية خاصة مدعومة بالحشد الشعبي نفذت عملية نوعية في المحيط الغربي لمنطقة الكرمة ونجحت خلالها من قتل المدعو أبو عبيدة القيرواني تونسي الجنسية وثلاثة من مرافقيه وتدمير ورشة لتصنيع العبوات والألغام».
وأضاف المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه أن «القيرواني يعد من أبرز صناع المفخخات في تنظيم داعش ويترأس خلية مختصة بصناعة مختلف أنواع المتفجرات خاصة تفخيخ المركبات وصناعة الأحزمة الناسفة والعبوات».
من جانبها أعلنت اللجنة الأمنية في مجلس قضاء الخالدية بمحافظة الأنبار عن مقتل 15 قياديا بتنظيم داعش وإصابة المسؤول المالي والإداري لما يعرف بـ«ولاية الأنبار» بقصف جوي غرب الرمادي.
وقال رئيس اللجنة، إبراهيم الفهداوي، في مؤتمر صحافي حضرته «الشرق الأوسط» إن «طيران التحالف الدولي قصف أحد مقار تنظيم داعش في قضاء هيت (70 كلم غرب الرمادي)، ما أسفر عن مقتل 15 قياديا بالتنظيم وإصابة المسؤول المالي والإداري لما يعرف بولاية الأنبار، المدعو صلاح زبن». وأضاف أن «القصف جاء بعد ورود معلومات استخباراتية عن وجود تجمع لقيادات «داعش» في هيت، مشيرا إلى أنه «أدى إلى إلحاق خسائر مادية كبيرة».
من جهة أخرى أفاد مصدر أمني عراقي بأن «القوات الأمنية تمكنت اليوم (أمس) مع بدء العملية العسكرية في منطقة حوض حمرين والتابعة لقضاء كفري (200 كلم شمال بغداد) من قتل 22 مسلحا من عناصر تنظيم داعش بينهم قياديان سوري وسعودي».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».