الدوري الأميركي يستعين بنجوم القارة الأوروبية لاستعادة بريق السبعينات

القائمة تضم أندريا بيرلو وفرانك لامبارد وستيفن جيرارد وديفيد فيا وروبي كين

أندريا بيرلو («الشرق الأوسط»)  -  ستيفن جيرارد («الشرق الأوسط»)  -  فرانك لامبارد («الشرق الأوسط»)
أندريا بيرلو («الشرق الأوسط») - ستيفن جيرارد («الشرق الأوسط») - فرانك لامبارد («الشرق الأوسط»)
TT

الدوري الأميركي يستعين بنجوم القارة الأوروبية لاستعادة بريق السبعينات

أندريا بيرلو («الشرق الأوسط»)  -  ستيفن جيرارد («الشرق الأوسط»)  -  فرانك لامبارد («الشرق الأوسط»)
أندريا بيرلو («الشرق الأوسط») - ستيفن جيرارد («الشرق الأوسط») - فرانك لامبارد («الشرق الأوسط»)

يرتدي الدوري الأميركي لكرة القدم «إم إل إس» حلة جديدة مع ضم عدد من أبرز نجوم القارة العجوز على غرار الإيطالي أندريا بيرلو والإنجليزيين فرانك لامبارد وستيفن جيرارد، على أمل استعادة أمجاده السابقة في سبعينات القرن الماضي.
انضم بيرلو من يوفنتوس الإيطالي مقابل نحو 8 ملايين دولار سنويا، مقابل نحو 6 ملايين للامبارد وجيرارد والإسباني ديفيد فيا، لكن رواتب بعضهم قد تتخطى ميزانيات كاملة لأندية صغرى، وسيكون المكسيكي جيوفاني دوس سانتوس، لاعب برشلونة الإسباني السابق، أبرز المرشحين للانضمام إلى لوس أنجليس غالاكسي مقابل 9 ملايين دولار. وصحيح أن دوس سانتوس سجل هدفا يتيما مع فياريال الإسباني الموسم الماضي، إلا أن عوامل أخرى كالعدد الكبير للجالية المكسيكية لعبت دورا بارزا في عملية البحث عن خدماته. ورحب لامبارد نجم وسط تشيلسي ومانشستر سيتي السابق بصانع الألعاب بيرلو الذي ودع زملاءه في يوفنتوس وصيف بطل أوروبا للانضمام إلى نيويورك سيتي إف سي. وعرف بيرلو (36 عاما) نجاحات باهرة مع ميلان ويوفنتوس والمنتخب الأزرق، حيث أحرز بطولة العالم ودوري أبطال أوروبا ولقب الدوري أكثر من مرة. ديفيد فيا المهاجم الدولي الإسباني السابق رحب ببيرلو: «أهلا بالمايسترو»، فيما كتب لامبارد: «يا له من توقيع! أهلا بأندريا بيرلو في النادي». وسيشكل بيرلو ثلاثيا مميزا مع لامبارد (37 عاما) وفيا (33 عاما) في النادي المملوك من مانشستر سيتي الإنجليزي ونيويورك يانكيز للبيسبول.
ولم يعهد جمهور مدينة التفاحة الكبيرة أسماء مرموقة منذ فترة سبعينات القرن الماضي في فريق نيويورك كوزموس مع الثلاثي البرازيلي بيليه والألماني فرانتس بكنباور والإيطالي جورجيو شيناغليا. وقال بيرلو الذي كان مرتبطا مع يوفنتوس حتى 2016 وسينضم إلى الفريق في 21 الحالي: «أردت هذه التجربة منذ وقت بعيد، والآن تجسدت الفرصة. يمر هذا النادي في مرحلة تصاعدية وأمل تحقيق نتائج إيجابية معه في الدوري. حصلت على عدة عروض للعب خارج إيطاليا، لكن لم أتردد بخيار نيويورك نظرا لحماسة الناس الذين يأتون لمشاهدة الفريق». ولم يحقق نيويورك سيتي إف سي سوى 5 انتصارات في 18 مباراة ضمن دوري المنطقة الشرقية الراهن الذي يتصدره دي سي يونايتد أمام كولومبوس كرو وأورلاندو سيتي.
قال جيسون كريس مدرب الفريق عن قدوم بيرلو: «لا يمكن لأحد التشكيك بأننا نجلب أحد أبرز اللاعبين في العالم. على غرار ديفيد فيا، كانت مباراته الأخيرة في أوروبا في نهائي دوري الأبطال، وهذا يثبت أنه لعب على أعلى المستويات. استقدمنا لاعبا يتميز بالروح القتالية وعقلية الفوز». من جهته، رأى الدولي السابق كلاوديو رينا المدير الرياضي في النادي: «مع بيرلو جلب أحد أبرز اللاعبين المؤثرين في العالم: نبني شيئا مميزا في نيويورك».
من جهته، تعهد جيرارد بإثبات صوابية انتقاله من ليفربول إلى لوس أنجليس غالاكسي. وأصر قائد منتخب إنجلترا سابقا على أنه متحمس لإضافة لقب جديد إلى مسيرته الزاخرة، بدلا من الاستمتاع بشمس ولاية كاليفورنيا. وقال جيرارد (35 عاما) الاثنين في مؤتمر صحافي: «الأمر يتعلق بالنجاح بالنسبة إلي. إذا اعتقد أحدهم أني هنا لقضاء عطلة أو الحصول على مبلغ مالي أخير في مسيرتي فهو مخطئ».
قرر أسطورة الفريق الأحمر السير على خطى مواطنه ديفيد بيكام في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي بعدما أصبح جليا أنه ليس ضمن مخطط المدرب الآيرلندي الشمالي براندن رودجرز، ففضل عدم الجلوس على مقاعد البدلاء في فريق أصبح أحد أبرز رموزه التاريخيين. ورغم حصوله على عروض لحمل ألوان أندية إنجليزية أخرى لموسم واحد، فإنه فضل ترك البلاد على عدم مواجهة ليفربول. وعن سعي لوس أنجليس غالاكسي لاستقدامه، قال جيرارد الذي دافع عن ألوان ليفربول بين 1998 و2015: «صدمني إصرارهم الرهيب لجلبي إلى هنا، وهذا أمر هام عندما تكون لاعب كرة قدم». وأضاف: «أحب نادي ليفربول وسأظل أحبه... لكني لم أرغب أن أصبح لاعبا بديلا في النادي الذي أحبه. أتطلع للبقاء هنا لأطول فترة ممكنة، أحب مدينة ليفربول وسأفتقدها في بعض الأوقات». وقال جيرارد - الذي سار على خطى زميله السابق في منتخب إنجلترا ديفيد بيكام بالانضمام إلى غالاكسي - إن «لوس أنجليس أعجبته كثيرا» وأقر جيرارد بأنه تلقى نصح بيكام الذي حمل ألوان غالاكسي بين 2007 و2012: «ديفيد هو بطل بالنسبة إلي، وكنت محظوظا جدا للعب إلى جانبه. هو إنسان ولاعب رائع. استفدت من تجربته هنا وطرحت عليه بعض الأسئلة». يتوقع أن يستهل جيرارد، الذي استأجر منزلا في منطقة بل إير المترفة تبلغ قيمته 12 مليون دولار ليقطنه مع زوجته وبناته الثلاث، مشواره السبت المقبل في مباراة ودية ضد أميركا المكسيكي والدوري الأميركي للمحترفين في الأسبوع التالي. ورأى المهاجم الآيرلندي روبي كين قائد غالاكسي أن جيرارد «يبدو نشيطا. لقد توقف عن اللعب لعدة أسابيع لكن الأمر لا يبدو كذلك». ولعب جيرارد 708 مباريات مع ليفربول وسجل 185 هدفا في مختلف المسابقات، وتوج معه بلقب كأس إنجلترا مرتين عامي 2001 و2006 وكأس الاتحاد الأوروبي عام 2001 ودوري أبطال أوروبا عام 2005 دون أن يتذوق معه طعم لقب الدوري الممتاز. كما رحب بجيرارد زميله السابق في ليفربول روبي كين المتألق أخيرا، الذي سجل ثلاثة أهداف في مباراة واحدة السبت. ويؤدي غالاكسي حامل لقب الدوري الأميركي جيدا في الفترة الأخيرة، وحقق ثلاثة انتصارات في آخر أربع مباريات. وسيشارك جيرارد في مباراته الأولى في الدوري الأميركي مع غالاكسي ضد سان هوزيه في 17 يوليو (تموز) الحالي.
بُني نيويورك سيتي الذي تأسس عام 2013، من نقطة الصفر وخاض موسمه الأول في دوري النجوم بعيدا عن مقره، وذلك على أرض ملعب يانكي استاديوم. وسيكون النجم الإنجليزي السابق بيكام، الذي يطلق راهنا فريقه الشخصي في ميامي، مهتما بمصير فريق نيويورك المدعوم إماراتيا. لكن المال وحده لا يصنع الأبطال ويجذب المتفرجين ويخلق الولاء، والدليل على ذلك دي سي يونايتد متصدر الدوري راهنا بفارق 11 نقطة عن أقرب مطارديه في المنطقة الشرقية. ورأى توم هانت مسؤول العمليات في دي سي يونايتد لوكالة «الصحافة الفرنسية» أن «وصفة النجاح» هي حصول فريقه على ملعب خاص به مطلع عام 2017. منذ تأسيسه قبل 20 عاما لعب دي سي يونايتد مبارياته على ملعب «آر إف كي استايدوم»: «من أهم المكونات أن تملك وتدير الملعب الخاص بك. هنا في آر إف كي نحن مستأجرون، وليس لدينا إمكانية الوصول إلى مصادر الدخل التي نحتاج إليها كي نكون ناجحين، القدرة على بيع حقوق التسمية وبناء رعايات تجارية مع شركائنا». وتابع: «إذا كنت في أي منشأة حديثة، فهم يملكون التكنولوجيا وخدمات الطعام. تجربة الضيوف مختلفة تماما عما نقدمه هنا في ملعبنا».
لكن في ظل الوضع الراهن والافتقار إلى وسائل الراحة في الملعب، يتراجع معدل الحضور الجماهيري، رغم صدور دراسة أشارت إلى حضور 17 ألف متفرج باستمرار لمتابعة مباريات يونايتد على أرضه بين 1996 و2010، لكن العدد تقلص إلى 15 ألفا منذ 2011، وهو من بين الأضعف في الدوري.
واللافت أن أندية كرة القدم في الولايات المتحدة تواجه منافسة من جماهير المدينة نفسها، فعلى سبيل المثال فريق بيكام الجديد في ميامي يتعين عليه الانطلاق بقوة لمقارعة فريق دولفنز لكرة القدم الأميركية وميامي هيت بطل دوري كرة السلة للمحترفين في 2012 و2013.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».